استمرارا لمد النفوذ التركى داخل الأراضى الأفغانية والسيطرة على فواصل البلاد من خلال عناصرها المنتشرة هناك والمصالح المشتركة بين النظام الأفغانى الحاكم ونظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، تعرضت مدرسة تركية خاصة بمدينة شبيركان الأفغانية لمحاصرة الشرطة، التى منعت الدخول والخروج من المدرسة، وذلك بطلب من الرئيس التركى نفسه، حسب وسائل إعلام تركية معارضة.
مظاهرة حاشدة ضد أردوغان فى أفغانستان
وتعمل تركيا منذ فترة طويلة فى اتباع استراتيجية أردوغان المعروفة باسم "العثمانية الجديدة"، وذلك من أجل لعب دور فعّال فى المعادلات الدولية ولتحقيق ذلك، يتبع أردوغان خطوات مهمة داخل الأراضى الأفغانية.
المدرسة الأفغانية
وتهدف استراتيجية أردوغان طويلة المدى فى أفغانستان، إلى تعزيز منهج جماعة " الإخوان المسلمين" الإرهابية فى منطقة غرب آسيا والبلدان الإسلامية وعلى رأسها الأراضى الأفغانية، حيث يخطط الرئيس التركى للترويج لإيديولوجية حزبه فى البلدان الإسلامية على المدى البعيد، ويعارض بطريقة أو بأخرى محاولة قيادة أى دولة عربية إسلامية للعالم الإسلامى.
خراطيم المياه فى مواجهة الطلاب
وحسب المعلومات الواردة، انتقلت قوات الأمن الأفغانية إلى محيط المدرسة التابعة لحركة "الخدمة" التابعة للمعارض التركى الشهير فتح الله جولن فى الثالثة فجر السبت بالتوقيت المحلى بتنسيق كل من الجنرال عبد الرشيد دوستم نائب الرئيس الأفغانى الذى عاد قبل أيام من زيارته لتركيا والسفير التركى لدى كابل.
جانب من فض الاحتجاجات
واستخدمت الشرطة الأفغانية خراطيم المياه لإبعاد الطلاب وأولياء الأمور المحتجين على نقل إدارة المدرسة إلى وقف "المعارف" التابعة للحكومة التركية رغم مخالفته الصريحة للقانون الأفغانى والدولى.
جانب من فض الاحتجاجات المناهضة لأردوغان فى أفغانستان
من ناحية أخرى نظمت طالبات مظاهرة حاشدة واعتصامًا أمام المدرسة، وقد أصيب بعض الأشخاص بجروح أثناء التدخل العنيف للشرطة.
بينما لم يدل المسؤولون بأى تصريح حول سبب المداهمة، إلا أنه من المعلوم أن حكومة "العدالة والتنمية" التركية قد بادرت لنزع وإدارة المدارس الأفغانية التركية من حركة الخدمة ونقلها إلى وقف المعارف الذى تم تأسيسه خصيصا لمصادرة المؤسسات التعليمية التابعة للحركة.
تعرض طالب أفغانى لجروح بسبب انتقاده أردوغان
وكان أعلن نائب وزير التربية والتعليم الأفغانى شفيق صميم أن رئيس الجمهورية الأفغانى محمد أشرف غنى، قد تلقى طلبا رسميا من تركيا قبل 6 أشهر حول الموضوع.
وتحاول أنقرة بسط نفوذها فى أفغنستان بشتى الطرق، ففى شهر مايو الماضى جرى مراسم تدشين خط نقل جوى بين تركيا وأفغانستان، بهدف زيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين.
اغلاق المدرسة بعد طلب اردوغان
وجرت مراسم الافتتاح فى مطار "حامد كرزاى" بالعاصمة كابل، بحضور وزير التجارة الأفغانى هومايون راسا، ووزير الزراعة ناصر أحمد دورانى، والسفير التركى أوغوزهان أرتوغرول، ومدير الخطوط الجوية التركية فى كابل، أحمد أولوداغ.
وفى كلمة له خلال حفل الافتتاح، قال وزير التجارة الأفغانى، إنّ بلاده ترغب فى رفع مستوى التبادل التجارى مع تركيا، مضيفًا أنّ المنتجات الأفغانية وخاصة أحجار الرخام، تحظى باهتمام الأسواق التركية.
وأكّد أنّ حكومة بلاده ستقدّم تسهيلات قانونية لرجال الأعمال والمستثمرين الأتراك الراغبين فى الاستثمار داخل أفغانستان، قائلاً: "هذا الخط الجوى سيساهم فى زيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين، واليوم سنرسل إلى تركيا مع الرحلة الأولى لطائرة الخطوط الجوية التركية، 15 طناً من السجاد والفواكه المجففة".
اعتصام أولياء الأمور
من جانبه قال السفير التركى لدى أفغانستان، إنّ روابط الصداقة بين شعبى البلدين تمتد لعصور طويلة، وأنّ هذه الروابط تعززت أكثر فى عهد السلطان العثمانى عبد الحميد الثانى، ومؤسس جمهورية تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك.
وأوضح أرتوغرول، أنّ تركيا تقدم المساعدة لأفغانستان فى كافة القطاعات والمجالات، مشيراً أنّ كلا البلدين يبذلان جهودًا مضاعفة لتعزيز علاقاتهما التجارية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة