صدر مؤخرا العدد الرابع والثلاثون يوليو 2018، بعنوان: «الإسكندرية.. زيارة جديدة»، و فى تقديمه لعدد خاص من مجلة "ذاكرة مصر"، يؤكد الدكتور مصطفى الفقى، مدير مكتبة الإسكندرية، أن هذا العدد يمثل زيارة جديدة لتراث ومعالم مدينة الإسكندرية وشوارعها ومبانيها، وهو يأتى فى إطار تركيز المكتبة على توثيق تراث المدينة عبر العصور.
شارك فى العدد الذى يواكب العيد القومى لمدينة الإسكندرية مجموعة من الخبراء منهم الخبير الأثرى أحمد عبد الفتاح الذى أعد دراسة تحت عنوان "معالم العمران بالإسكندرية خلال العصرين البطلمى والروماني"، ركز على أقدم شارع فى العالم وهو شارع "كانوب" الذى يعرف الآن بشارع أبو قير.
ويذكر عبد الفتاح أن "استرابون" الجغرافى اليونانى الشهير قدم وصفا لمعالم المدينة، وذكر معالم هذا الشارع الذى كان محور الحياة العامة فى المدينة، وأسس على نسق لم تعرفه أثينا وروما فى أسلوب يسهل مرور المارة والعربات فى آن واحد، كما قامت حوله مرافق المدينة العامة الرئيسية بدءا من مجارى صرف المياه. وقدم الدكتور خالد عزب مقالا عن كليوباترا كاشفا عن أنها لم تكن رائعة الجمال، ولكنها كانت ذات دهاء سياسي، وهو ما أهلها لأن تصبح ذات طموح بهدف السيطرة والحكم.
فيما قدم الدكتور حسام إسماعيل الأستاذ فى جامعة عين شمس مقالا عن حصون الإسكندرية فى العصر الإسلامي، مركزا على الأسوار والحصون خاصة فى العصرين الأيوبى والمملوكى وما تبقى منهم.
وكتب حسام عبد الباسط مقالا عن أوراق رسام ومعمارى فرنسى هو لويس فرانسوا كاساس، وقدم صور نادرة لقلعة قايتباى ومسجد العطارين وباب رشيد.
وذكر الدكتور إسلام عاصم فى مقال مثير أن أقدم مبنى باقى فى شارع أبو قير هو مبنى القنصلية الإسبانية الذى يعود لعائلة إيطالية، فيما قدم الدكتور أحمد سالم مقالا عن الإسكندرية وحركة التجارة العالمية، مضفيا حيوية على العدد خاصة فيما يتعلق بالحركة فى ميناء الإسكندرية.
وقدمت كريمة نصر مقالا عن أعمال المعمارى الإيطالى "أنطونيو لاشياك" الباقية فى مدينة الإسكندرية ومنها قصر الأميرة فاطمة حيدر وفيلا لوران وعمارة عائلة جرين وعمارة أجيون ووكالة منشة.
وقدمت داليا عاصم مدرسة "فيكتوريا كوليدج" من خلال الوثائق والصور النادرة التى استحوذت عليها وأرخت للمدرسة بالتفصيل، فيما كتب الدكتور أحمد منصور مقالا عن مدرسة فؤاد الأول ذات المبنى التراثى النادر وقد أسستها جمعية النهضة النوبية الخيرية الإسلامية فى 1935، وافتتحت فى عام 1939.
واكتشف أحمد منصور أرشيف هذه المدرسة ونشر صورا ووثائق تنشر لأول مرة، فيما أعاد الدكتور إسلام عاصم اكتشاف ملعب محافظة الإسكندرية وتراثه وما شهده من أحداث.
وهذا العدد من المجلة التى تصدرها مكتبة الإسكندرية قدم للجمهور متحفين مهمين فى الإسكندرية هما متحف الفنون الجميلة ومتحف الخط العربي، وتضمن العدد أيضا مقالا للدكتور خالد عزب عن تراث الإسكندرية الغارق وإعادة اكتشافه.
وفى العدد حصاد جولة تصوير بين شوارع الإسكندرية أعدتها سوزان عابد، حيث سيرى القارئ الإسكندرية عبر الصور فى عصرها الذهبي.
واشتمل العدد على عناوين منها، معالم العمران بمدينة الإسكندرية خلال العصرين البطلمى والروماني: حول تاريخ كانوب القديم، كليوباترا. . طموحها السياسى شوه صورتها، مكتبة الإسكندرية القديمة، حصون الإسكندرية فى العصر الإسلامى، الألعاب النارية فى مدينة الإسكندرية فى العصر المملوكى، واقعة غزو الإسكندرية فى أكتوبر 1365م.
كذلك ضم العدد موضوعات منها بيوت الإسكندرية، من أوراق رسام ومعمارى فرنسى: لويس فرانسوا كاساس وجولة مصورة فى مدينة الإسكندرية عام 1785م، مبنى القنصلية الإسبانية بالإسكندرية، أقدم مبنى فى أقدم شارع، الإسكندرية وحركة التجارة العالمية فى مطلع العصر الحديث، المعمارى الإيطالى انطونيو لاشاك.. وجولة بين أعماله المعمارية الباقية بالإسكندرية، مدرسة «كلية فكتوريا».. حينما يصنع التعليم عظماء القرن العشرين، مدرسة فؤاد الأول بالإسكندرية (1934- 1939م)، ملعب محافظة الإسكندرية الرياضي.. عراقة التاريخ والعمارة، متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، متحف الخط العربى بالإسكندرية، الإسكندرية تستعيد تراثها الغارق.
كذلك ضم العدد جولة مصورة بين شوارع وميادين ومعالم مدينة الإسكندرية منها، ميدان القناصل وألفريد جاكمار، حديقة الشلالات، مسلة كليوباترا، ترام الإسكندرية، ترعة المحمودية، مسجد العطارين والنبى دانيال وسيدى جابر، عمود السواري، فندق سان ستيفانو، قصر رأس التين.
ذكر أن مجلة "ذاكرة مصر" تصدر فصلية، وهى معنية بالتراث والهوية والتاريخ الوطنى المصري، ويرأس تحريرها الدكتور خالد عزب وسكرتيرة التحرير سوزان عابد والإخراج الفنى خالد مصطفى.