"أنت سادى؟!"، سؤال يوجهه لك البعض عندما يجدونك تستمع برؤية فيلم رعب ملىء بالقتل والدماء، أو قد يلقبك به صديق يراك تعامل الحيوانات على سبيل المثال معاملة غير جيدة، ولكن ما لا يعلمه هؤلاء أن الشخصية السادية بالفعل "حاجة تانية خالص".
"السادية مش حاجة عادية"، فلكى تطلق هذا الحكم والصفة على شخص ما، لابد أن يتوافر به أكثر السمات السيئة التى رأيتها يومًا، فلا تخلو تلك الشخصية المشوهة من التسلط، وحب التحكم بكل من حوله، والعنف، والضرب والإساءة، عاشق لكل ما هو غير آدمى.."من الآخر ماعندوش قلب"
الشخصية السادية
أعراض السادية.. بيحب يقهر ويذل اللى قدامه
الدكتور أمجد العجرودى، استشارى الصحة النفسية ورئيس المجلس النفسى للصحة النفسية، بدأ حديثه عن "السادى" بأنه مضطرب نفسى جنسى، يصنف بهذا الوصف، يعانى ضعفًا شديدًا بالثقة بالنفس، شخصية محبة للتحكم والسيطرة، فمن السهل أن تلمس رغبته فى التسلط والتحكم بكل من حوله، طبعه حاد ويعشق السطوة ولا يشعر بالانتصار إلا إذا فاز بمقاليد حكم مجتمعه الصغير مهما كان بسيطا.
العنف
هايكسر نفسك ويذلك
هذه الشخصية حسب "العجرودى"، لا تتحكم فقط، بل تحب أن ترى نظرة الذل فى عين الضحية، فهو يتمتع بالفعل بأذية الآخرين، ويشعر بقوته فى ذلك الوقت فقط، يحب أن يقهر من حوله، يقلل منهم، يعدد عيوبهم على الملأ، يشعر بفرحة عندما يجدهم "مكسورين النفس" بالمعنى الدارج.
العنف والسادية
السادى.. التفوق بالعنف والغلبة بالقوة
وتابع استشارى النفسية حديثه، مؤكدًا أن هذا المريض يعانى من رغبة دائمة فى إثبات ذاته من خلال إهانة من حوله حتى يرى دموعهم، يفضل الضرب والإهانة والعنف ليصل للرضا عن نفسه، فهو يستمد ثقته من نرجسيته الشديدة، المقياس للتفوق لديه بالقوة والغلبة بالعنف فقط دون غيرهما.
السادية 1
مضطرب جنسيًا.. كل ما يضربك كل ما يحبك
هذا المضطرب نفسيًا حسب الدكتور أمجد العجرودى شخصية مؤذية، تهين وتؤذى دون شعور بالألم، بل يسعد لذلك، فعلاقاته الجنسية هى محور اضطرابه، فهو مضطرب جنسيًا لا شك فى ذلك، لا يصل للمتعة والنشوة الجنسية إلا بإيذاء وتعنيف الشريك أثناء العلاقة الحميمة، لذلك قد يغتصب شريكة، أو يضربه، يحرقه، يوجعه، يقيده ويعذبه، لا يشعر باللذة إلا إذا رأى دماء ضحيته أو آثار الضرب.
ولا يكتفى السادى بهذا العنف غير الآدمى مع شريكه أثناء العلاقة الحميمة، بل يصل حد استخدام الأدوات السادية المعروفة التى تعينه على جريمته، كالكرباج والخرزانة، بل ويجعل شريكة يركع له، أو يقبل قدمه، أو يتذلل له ويستجديه بحركات جسدية تدل على "العبودية"، فهو يصل لنشوته الجنسية عن طريق التعذيب الجزئى للطرف الآخر نفسيًا وبدنيًا.
العنف والسادية 2
أسباب السادية.. الاغتصاب والإهانة
يرجع الدكتور أمجد العجرودى أسباب تحول الشخصية إلى سادية إلى بعض العوامل والأسباب التى قد تلعب دورًا مهمًا فى بلورة هذه الشخصية المشوهة إلى هذا النموذج غير الآدمى القاسى، ومن أبرزها التعرض للاعتصاب خلال مراحل مبكرة من العمر، وقد يكون السادى قد تعرض لظلم بين خلال مراحل مبكرة أيضًا من حياته أودت به إلى هذه الشخصية، كذا التعرض للإهانة المستمرة والقاسية فى الطفولة قد تنتج لنا "سادى صغير".
العلاج صعب ومحتاج إقناع
وفى نفس الصدد يوضح الدكتور محمود السيد استشارى الصحة النفسية أن الشخصية السادية شخصية معقدة للغاية، لذا فهى تعد من المرضى غير الراغبين بسهولة فى العلاج النفسى، إلا فيما ندر.
ويحتاج هذا المريض لإقناع من طبيبه بمتابعة العلاج، والذى يتم عن طريق جلسة متكررة معرفية على فترات طويلة ومتصلة وغير متقطعة، وقد يلجأ للعقاقير فى حالة الرغبة فى التخلص من الإندفاعية للمريض أو مشكلات نفسية وأعراض أخرى.
