تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلى وسط صمت دولى عمليات التهجير القسرى فى القرى والبلدات الفلسطينية فى مدينة القدس المحتلة، لتوسيع الرقعة الاستيطانية فى القدس المحتلة والعمل على ترسيخ الوجود الإسرائيلى فى قرى وبلدات القدس عبر سرقة ومصادرة الأراضى العربية لبناء مستوطنات جديدة على الأراضى الفلسطينية.
التهجير القسرى شرق القدس
وتعمل دولة الاحتلال الإسرائيلى على مشروع لربط مستوطنة معاليه أدوميم بالقدس وهو ما سيؤدى لقسم الضفة الغربية إلى قسمين، ويحد بشكل كبير من حرية الحركة للفلسطينيين، كما سيؤدى إلى عزل بعض الأحياء.
وشرعت قوات الاحتلال الإسرائيلى منذ صباح اليوم الخميس، بمحاصرة مضارب عرب الجهالين قرب أريحا ومنطقة الخان الأحمر شرق القدس، بعد إخطار الأهالى بالترحيل.
الخان الأحمر
وقالت مصادر إعلامية، إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلى اقتحمت منطقة البدوان فى عرب الجهالين تمهيدا لترحيل الأهالى وهدم مساكنهم، تزامنا مع تواجد 60 ناشطا تضامنا مع الأهالى، مشيرة إلى اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلى على الجميع بالضرب والملاحقة والاعتقال.
بدوره قال منسق حملة "انقذوا الخان الأحمر" من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عبد الله أبو رحمة، إن قوات الاحتلال الإسرائيلى اقتحمت منطقة الخان الأحمر شرق القدس، واعتدت على المعتصمين هناك، واعتقلت ثلاثة متضامنين أجانب، مشيرا أيضا إلى وجود 10 متضامنين داخل تجمع الخان الأحمر محاصرين داخل المدرسة، وقوات الاحتلال تطالبهم بالخروج من أجل اعتقالهم، فيما تقوم الجرافات بتسوية الطريق من أجل تسهيل الهدم.
تهجير الشعب الفلسطينى من الخان الأحمر
ومن المقرر أن يقوم قناصل ورؤساء البعثات الأوروبية، اليوم الخميس، بزيارة منطقة الخان الأحمر، للتضامن مع السكان والتعبير عن رفضهم لقرار هدمه.
كانت قوات الاحتلال الإسرائيلى قد اقتحمت أمس منطقة الخان الأحمر واعتدت على المتضامنين ونشطاء المقاومة الفلسطينية وأهالى المنطقة الذى يحاولون منعهم من الهدم وتشريد الأهالى.
شرق القدس والتهجير القسرى من قبل قوات الاحتلال
يذكر أن المحكمة العليا الإسرائيلية، قررت فى 24 مايو الماضى أنه يحق للدولة هدم منازل سكان تجمع خان الأحمر وترحيلهم من بيوتهم وإسكانهم فى بلدة أخرى، كما قضت المحكمة الإسرائيلية بأن القرية قد شيدت دون الحصول على تراخيص البناء اللازمة، رغم أن الحصول على مثل هذا التصاريح من المستحيلات بالنسبة للفلسطينيين فى المناطق التى تخضع لسيطرة الاحتلال الإسرائيلى فى الضفة الغربية، والمسماة "المنطقة ج".
وألغى هذا القرار الحاجز الأخير الذى كان يعيق إسرائيل حتى الآن وأعاق طرد التجمع، وهو ما يعتبر بمثابة جريمة حرب فى القانون الدولى، وفق المركز الحقوقى الإسرائيلى "بتسيلم".
تهجير قسرى شرق القدس
ويقع الخان الأحمر فى المنطقة (ج) فى الضفة الغربية – والتى تخضع للسيطرة المدنية والأمنية لإسرائيل بحسب اتفاقية أوسلو (التى وقعتها إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية فى 1993، حيث تخضع المنطقة ج - والتى تشكل 60% من الضفة الغربية المحتلة - أمنيا وإداريا لجيش الاحتلال وفق الاتفاقية)– بقرب مستوطنة "كفار أدوميم"، وهى منطقة عسكرية مغلقة ومن المتوقع أن تصبح امتدادا للجدار الفاصل.
ويخوض السكان الفلسطينيون فى منطقة خان الأحمر منذ 2009 نضالا ضد أوامر الهدم، وضد الأوامر التى تمنع إقامة مبان عامة، كالعيادات والمدارس.
بدوره قال القيادى الفلسطينى والنائب فى المجلس التشريعى عن كتلة فتح البرلمانية محمد دحلان، إن الجريمة التى بدأ الاحتلال الإسرائيلى بتنفيذها أمس فى الخان الأحمر انتهاك صارخ لكافة القوانين والمواثيق الدولية.
وأضاف عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، أن دولة الاحتلال الإسرائيلى ما زالت تمارس جنونها ضد كل ما هو فلسطينى وبغطاء أمريكى معتقدة أن اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم سوف ينهى حلمهم فى الدولة والقدس.
وأكد دحلان أن الخان الأحمر حكاية فلسطينية جديدة تضاف إلى مسلسل التطهير العرقى الذى يمارسه الاحتلال الإسرائيلى ضد أبناء الشعب الفلسطينى لمحاولة طمس الهوية العربية لمدينة القدس.
ويعتبر الخان الأحمر واحدا من 18 حيا بدويا من قبيلة الجهالين والمهددة بالتهجير القسرى من محيط القدس، بسبب وقوعهم فى منطقة محددة لدى إسرائيل كمنطقة توسع فى المستقبل لتجمع مستوطنات معاليه أدوميم بحسب "الخطة E1".
من جهتها اعتبرت وزارة الإعلام الفلسطينية العدوان الشرس على الخان الأحمر، والاعتداء الوحشى على المواطنين والصحفيين والمتضامنين، ومنع قناصل 9 دول أوروبية من دخول المنطقة المهددة بالإزالة تصعيد خطير، وتزامن ذلك مع دعوات ما تسمى "جماعات الهيكل" المزعوم لاقتحام ساحات المسجد الأقصى، يستوجبان توفير الحماية الدولية لأبناء الشعب الفلسطينى ومقدساته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة