أول كأس عالم تابعته عام 1966، كان التليفزيون لم يدخل منزلنا ، كنت أشاهده عند الجيران ، وأذكر مبارة النهائى بين إنجلترا وألمانيا ، كانت إنجلترا تضم نجوما عظماء مثل حارس المرمى بانكس، وبوبى مور وجاكى مور ، وأصيب المهاجم الإنجليزى المشهور ديفدز ولعب مكانه المهاجم الاحتياطى هيرست ، وأحرز هدفين وانتهت المباراة 4/2 لصالح إنجلترا ، كانت آخر مباراة للنجم العظيم الألمانى بكنباور ، وكم تأثرت حينما رأيته يبكى بعد الهزيمة .
وقتها خرجت البرتغال من دور الأربعة بعد أن أصيب نجمها الكبير أوزيبيو ، كل ذلك دار بخاطرى وأنا أتابع كأس العالم بروسيا، وأرى أن كل الفرق التى تعتمد على النجم الواحد خرجت ، مصر محمد صلاح ، برتغال رونالدو ، أرجنتين ميسي.. إلخ، وأعتقد أن البرازيل ستخرج ، وسيبقى أربع فرق مجتهدة تلعب لعبا جماعيا مثل إنجلترا وفرنسا وأوروجواى وكرواتيا ويمكن روسيا لأنى بعد خروج مصر بحكم العلاقة مع روسيا أشجع الفريق الروسى .
قيمة الفريق الروسى أنه ليس به نجم مشهور حتى لو كان شيرشيف لاعبا مجتهدا، وكنت بحكم دراستى وحياتى بموسكو كنت أشجع الفريق الروسى منذ أن كان يضم أعظم حارس مرمى فى التاريخ ياشين، الذى زرته فى منزله بعد عملية جراحية أجراها وكنت مع عدد من طلاب جامعة موسكو ، وبعدها كان المدرب الروسى يستعين بكامل فريق دينامو كييف قبل أن يتفكك الاتحاد السوفيتى، والآن لم يعد هناك كبار فى الفريق الروسى نظرا لأن أغلب لاعبى الكرة كانوا سوفييت من أوكراينا وأوزبكستان ، وكانوا جميعا تتم تربيتهم من طفولتهم فى المدارس الرياضية تحب رعاية الكمسمول السوفيتى ، لذلك اللاعبون الروس الآن بين يدى شركات المراهنات والمافيا وبعض رجال الأعمال .
بالطبع هناك صعوبة أن يصل الفريق الروسى للنهائيات وإن كنت أتمنى ذلك، ولكن مبروك للشعب الروسى الطيب نجاحه رغم الصعاب، ومبروك لكل اللاعبين الروس والمتطوعين خاصة الأطفال الذين يملأون الملاعب الخضراء بالبراءة والحب .
