بالتأكيد كلنا نعرف تمثال الحرية، ذلك التمثال الشامخ الذى يعد أحد أهم النصب فى العالم، والذى يميز ولاية نيويورك الأمريكية، وذلك لما يمثله لمبادئ الحرية فى العالم أجمع، كما أننا بالتأكيد نسمع الكثير عن قصة التمثال وكيف تحولت وجهته من مصر إلى أمريكا، بعدما رفضه الخديو إسماعيل نظرا لتكلفته الباهظة آنذاك.
وتمر اليوم ذكرى إقامة تمثال الحرية فى ولاية نيويورك، فى يوليو عام 1886م، وهو تمثال يرمز إلى الديمقراطية أو الفكر الليبرالى الحر Liberal Thought "، ويجسد سيدة تحررت من قيود الاستبداد- التى ألقيت عند إحدى قدميها، تمسك هذه السيدة فى يدها اليمنى مشعلا يرمز إلى الحرية، بينما تحمل فى يدها اليسرى كتابا نقش عليه بأحرف رومانية جملة "4 يوليو 1776"، فمن هى هذه السيدة التى رمز إليها النحات كرمز للحرية فى العالم؟.
بحسب كتاب " أنتيخريستوس" للكاتب أحمد خالد مصطفى، فأن الفاتنة التى تحمل الشعلة فى تمثال الحرية، هى نفسها الفتاة التى تراها تحمل الشعلة فى الشعار الشهير لشركة الإنتاج السينمائى الأمريكية كولومبيا للإفلام، وتدعى "سميراميس، وقد حكمت بعد وفاة النمرود خمس سنوات، أقامت فيها صرحا عظيما شديد الفخامة لزوجها زينته بالتماثيل الذهبية، وبنت حدائق بابل المعلقة التى صارت العجيبة الثانية من عجائب الدنيا السبع.
فيما يذهب الكاتب محمد حنفى فى كتابه " أنثى الشيطان" بأن التمثال يعد تجسيدا للمعبودة سميراميس، بينما قالوا إنها الإلهة جونو الرومانية، لكنها فى الواقع لم تكن حاملة المشعل سوى معبودة الشمس وحامل النور الرومانى هيليوس عارة بابل القديمة التى أصبحت على قمة العالم.
وسميراميس هى ملكة آشورية 800 ق.م. واسمها سيمورامات ومعناه الحمامة، ملكة بابل، زوجة إله الشمس، وأم النمرود، وبحسب الأساطير التاريخية فهى شخصية مقتبسة من شخصية حقيقية هى الملكة الأشورية (سمورات). بعد ذلك بقرون طويلة حرف الاغريق هذا الاسم إلى (سميراميس)، وهى اصلها من منطقة بابل، وتزوجت من ملك (نينوى) (شمسو حدد الخامس) (823-811 ق.م). بعد أن توفى زوجها لم يكن يبلغ ابنها ولى العهد (حدد نيراني) (811-783 ق م) سن الرشد، فاستلمت زوجته (سمير امات) المملكة والحكم وأصبحت وصية على عرش ولدها لمدة 5 سنوات حتى بلغ سن الرشد. صحيح انها استلمت الحكم رسميا لفترة خمسة سنوات، الا انها كانت تشارك بالحكم منذ ايام زوجها وكذلك مع ابنها.
يُتفق على أن سميراميس حكمت الإمبراطورية الآشورية لمدة 42 سنة بشكل عام، لكنها لم تحكم هذه الفترة بمفردها، وإنما كان بالتقاسم مع زوجها الملك إلا إنها حكمت بمفردها 5 سنوات بعد وفاته.
فيما يذهب البعض أن التمثال يعود لفلاحة مصرية، ففى عام 1869 قام فريدريك بارتولدى مصمم التمثال، حيث قدم نموذج مصغر لمنارة على شكل فلاحة مصرية مسلمة تلبس الثوب الطويل ترفع يدها حاملة شعلة يخرج منها ضوء لإرشاد السفن،وتحمل شعار "مصر تحمل الضوء لأسيا"، لكن الخديو رفضه بسبب ارتفاع تكلفته؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة