أوشك المتحف المصرى الكبير على الانتهاء واستقبال أولى الوفود السياحية العاشقة للحضارة الفرعونية، وفى نفس التوقيت تقريبًا سيتم افتتاح هضبة الأهرامات الأثرية بعد تطويرها، ليكونا معًا أكبر موقعين أثرين فى القاهرة الكبرى بحيث تستهدفهم كافة الوفود السياحية القادمة لزيارة جمهورية مصر العربية.
الموقعان شديدا القرب من بعضهما البعض، ما يسهل على السائح زيارة كلاهما فى خلال يومين على الأكثر إذ تستغرق زيارة كل منهما يومًا كاملاً، ما يسهل على السائحين التحرك بين كلا الموقعين، إلى جانب الفنادق الموجودة حاليًا بالقرب بينهما إلى جانب الفنادق الجديدة التى تدرس الحكومة تشيدها فى الموقع نفسه، وهو ما يعنى أن السائح الذى سيختار إقامته فى منطقة الهضبة لن يستغرق سوى بضع دقائق للتحرك بين المتحف المصرى الكبير وهضبة الأهرامات.
ولا شك أن ما لا يقف الكثيرون أمامه أن تطوير هضبة الأهرامات الأثرية وتأسيس المتحف المصرى الكبير، هو جزء من تطوير المنطقة بالكامل، فالمنطقة نفسها سيتم إعادة تخطيط خدمتها وتوصيل الخط الرابع لمترو الأنفاق، والذى بدأت الحكومة فى تشييده بالفعل وهناك ثلاث محطات لخدمة المنطقة السياحية منها محطة المتحف المصرى الكبير، ومن خلال الخط الثالث لمترو الأنفاق الذى يربط لأول مرة مطار القاهرة بمنطقة وسط القاهرة أو القاهرة التاريخية كما يطلق عليها، ومنها إلى منطقة هضبة الأهرامات ومدينة أكتوبر، من خلال شبكة مترو الأنفاق التى ستزيد عدد خطوطها عن 5 خطوط خلال بضع سنوات، فيستطيع السائح الذى يصل إلى مطار القاهرة الانتقال من المطار إلى المتحف المصرى الكبير من خلال رحلة واحدة وفى خلال ساعة تقريبًا ينتقل من شمال القاهرة إلى أقصى الجنوب.
إلى جانب أن موقع المتحف المصرى الجديد تم اختياره ليكون شديد القرب من شبكة الطرق القومية التى تبدأ من الدائرى إلى الدائرى الإقليمى ثم طريق الإسكندرية الصحراوى وطريق الضبعة العلمين الجديد.
الأهم أن موقع هضبة الأهرامات ومتحف المصرى الكبير، يبعدان عن مطار سفنكس الجديد الذى يقع جنوب مدينة أكتوبر حوالى 12 كيلو مترًا فقط، وهى مسافة يمكن أن يقطعها السائح فى أقل من 20 دقيقة ليكون فى زيارة أحد أهم المزارات السياحية فى العالم.
كل هذه التفاصيل الدقيقة وغيرها تم وضعها ضمن مخطط تطوير منطقة جنوب الجيزة والمعروفة بهضبة الأهرامات، تلك المنطقة التى ستشهد نقلة نوعية فى مستوى حياة قاطنيها، فسكان أقاليم القاهرة الكبرى بالكامل سيشعرون بفوائض حركة السياحة الجديدة على هذين الموقعين، ومستوى الخدمات والمرافق الذى تحقق فيه الحكومة الآن نقلة نوعية.
لولا التخطيط التنموى الجيد لهذه المنطقة ووضعه هذا المخطط فى إطار تكامل مع خطط التنمية الموضوعة للمواقع القريبة منها لما شهدنا ما نشاهدها الآن، فمخطط تطوير هضبة الأهرامات هو نموذج على التنمية الحقيقة التى تتم من خلال التراكم والتخطيط المتكامل بين كافة عناصر التنمية فى الإقليم ككل، بهدف تحقيق مستوى من الرفاهية لسكان هذا الإقليم، والذى سيطرت العشوائية وعدم التخطيط عليه منذ عهود طويلة ولم تستطع الدولة مواجهة سرطان القبح الذى كان على وشك القضاء على أحد أعظم المناطق الأثرية فى العالم والتى تحمل إحدى عجائب العالم السبعة.