كشف تقرير اللجنة الثلاثية المشكلة من هيئة الطب الشرعى، لإعداد تقرير مفصل عن سبب وفاة المجنى عليه محمد عبد الحكيم عفروتو على يد معاون مباحث وأمين قسم شرطة المقطم، مؤيدا للتقرير السابق الذى صدر من الهيئة.
ما تقدم كان جزء من خبر في قسم "الحوادث"، ربما لم يهتم به أحد، ولكن الخبر يقول الكثير، بالإضافة إلى تقرير الطب الشرعي، الخبر يقول إن مصر دولة مؤسسات، تحاسب المخطىء، وتعلن ذلك بكل وضوح، لا تقبل الخروج عن النص، ترفع مبدأ الشفافية والوضوح، فلا يوجد ما يمكن التستر عليه، فى أى مؤسسة من مؤسسات الدولة بما فيها وزارة الداخلية ، وهو أمر يجب التوقف عنده بكثير من التقدير ، لأن رسوخ المؤسسات وتطبيق القانون على الكبير والصغير ، على المواطن وعلى المسئول فى الأجهزة التنفيذية وسائر مؤسسات الدولة هو ما يحقق مفوم العدالة ويجعل من الاستقرار أمرا واقعا.
وزارة الداخلية، إحدى مؤسسات الدولة، التي رفعت شعار "لا تستر على مخطىء"، أحالت المتهمين بقتل المحامى كريم حمدى فى قسم المطرية إلى النيابة محبوسين.. قدمت قاتل شيماء الصباغ إلى المحاكمة دون أن تخفى أو تدافع.. تحدث تجاوزات فردية من من بعض رجال الشرطة فى حق أبناء الشعب المصرى، يقابلها مسألة وحساب وعقاب وسجن فى كثير من الأحيان.
اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، لم يمر أيام قليلة على توليه المسئولية، حتى قرر أن ينزل للشارع بنفسه، يستمع للمواطنين بكل انصات وإحترام، يشدد على ضباطه داخل أقسام الشرطة باحترام حقوق الإنسان.
هنا ..لا أدافع عن جهاز أمنى متغطرس ولن نرضى بتجاوز فى حق مواطن أو إهدار لكرامته داخل أقسام الشرطة، ولكننا ندافع عن مصير ومستقبل وطن متوقف على يقظة وقوة جهازه الأمنى الذى طالما سقط سقطت بعده البلاد يجب أن نقف بجواره وندعمه، ولقد شاهدنا جميعاً الملحمة البطولية لرجال الشرطة أثناء استعادة طفل الشروق، مما يؤكد أن لدينا جهاز شرطي محترم يجب أن ندعمه جميعاً من أجل أمننا.
نعم.. هنا من يخطىء ولكنهم قليلون لا يكونوا رقم صحيح في المائة، يخضعون للمحاسبة، لا يفلتون من العقاب، قدمتهم وزارة الداخلية لجهات التحقيق، وستقدم كل متجاوز.
هؤلاء الشاردون عن القاعدة لا يمثلون رقمًا صحيحًا يختفى مقارنة بأرقام كبيرة فى مسلسل إنجازات رجال الشرطة، بينهم شهداء زفتهم الملائكة للجنان قبل عُرسهم بأيام، وآخرون تركوا سيدات يتشحن بالملابس السوداء وعيون لا تعرف سوى الدموع، وقلوب أصابها الوجع على فراق الأحبة.
من منا يتحمل القلق والخوف كل لحظة على ابن أو زوج أو أخ يعمل فى مواقع شرطية، أو تحت رصاص الإرهاب على أرض الفيروز، من منا يودع ابنه كل صباح ولا يدرى سيراه مرة أخرى أم ينتظره فى جنازة عسكرية بمسجد الشرطة، من منا يستطيع أن ينام أو يأكل أو يشرب أو يمارس حياته بشكل طبيعى وابنه يداهم وكرًا إجراميًا، أو يقف فى كمين تحاصره نيران الإرهاب، من منا يتحمل القلق المميت كل لحظة ويُخطف قلبه من صوت الهاتف ربما كان يحمل خبرًا سيئا عن الابن الغائب. إذا كنا- أنا وأنت- لا نتحمل ذلك فلندعم شرطتنا ومؤسسات دولتنا، لا نلتفت لوقائع فردية، ونفخر بأن مصرنا أصبحت دولة مؤسسات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة