أحمد إبراهيم الشريف

ولا يوم من أيامك يا أوباما

الأربعاء، 01 أغسطس 2018 07:53 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مثل هذه الأيام من كل عام، كان الرئيس الأمريكى السابق، باراك أوباما، عندما كان فى البيت الأبيض، يخرج علينا بقائمة كتب، يعلن أنه سيقوم بقراءتها فى إجازته السنوية، وكان العالم كله يهتم بهذه القائمة، يحللها ويقدم عروضًا لها، وبالتالى تصبح هذه الكتب الأكثر مبيعًا فى هذه الفترة، لكن كل ذلك انتهى الآن.
خرج أوباما بخيره وشره من البيت الأبيض، وجاء ترامب بعقليته التجارية البحتة، وهى كما يعلم الكثيرون عقلية صغار التجار وبائعى السوق، الذين يؤمنون بالمفاصلة والضغط على الزبون، وهذه العقلية لا تؤمن بالكتب ولا بالثقافة حتى لو ادعت ذلك، والحمد لله هو لا يدّعى ذلك.
 
يمكننى بسهولة القول إن سوق الكتاب تأثرت بخروج أوباما من دائرة الحكم الأمريكية، فلم نعد نسمع عن صدى لهذا النوع من الثقافة فى دوائر السلطة الأمريكية إلا بصورة أخرى غير إيجابية، تتمثل فى الكتب التى تهاجم ترامب، ورغم الكتب الكثيرة التى خرجت للنيل من الرئيس الأمريكى الحالى، ومعظم هذه الكتب صارت الأكثر مبيعًا، مثل «نار وغضب»، فإنه بالطبع لا يمكن القول بأن ترامب أفاد الكتاب، بل إنه فى الحقيقة صنع علاقة سلبية بين الطرفين، وكأن مهمة الكتب فى زمنه أصبحت الفضح، وليس دفع السياسى لاتخاذ قرار سليم فى حياته.
 
وبغض النظر عما يحدث فى أمريكا، فإن الفكرة نفسها جيدة وتستحق أن يتم تبنيها فى كل العالم، فلماذا لا يعلن الحكام العرب مثلًا عن قائمة بالكتب العربية والأجنبية التى يقرأونها على مدى السنة، حتمًا سوف يكون لهذه الكتب ولغيرها أثر نفسى كبير فى الاهتمام بالكتب، ويمكننا ملاحظة ذلك بصورة كبيرة فى علاقة الشارقة بالكتاب.. فى رأيى أن جزءًا كبيرًا من اختصاص هذه الإمارة بالثقافة والقرائية والكتب يعود لكون حاكمها هو الشيخ سلطان القاسمى، وهو كاتب معروف، وله نشاط مسرحى واضح.
 
لا يخفى على الجميع أن صناعة النشر فى عالمنا العربى تعانى، ويبدو أن هذه أزمة عالمية، وطريقة الخروج من هذا المأزق لن تكون أبدًا بالتقليل من قيمة الكتاب، لأنه لا يمكن بأى شكل من الأشكال الاستغناء عنه، لكن ربما لو قامت المؤسسات السيادية بدعمه، حتى لو معنويًا، بإعلان قوائم للقراءة، فإن الأمر سوف يتحسن بعض الشىء، وهذا ما فعله أوباما من قبل، ولا يزال يفعله، فمنذ أيام قليلة أعلن عن قائمة للكتب الأفريقية ودعا الناس لقراءتها، وبذلك لا تزال صورته عند الناس مرتبطة بصورة القارئ المثقف، الذى يبحث عن أفكار جديدة من خلال الكتب، وأتمنى أن يحدث ذلك فى عالمنا العربى الكبير.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة