أصبح إبتكار وصناعة جهاز للكشف عن الألغام، هو وسيلة لتوجيه الشباب والأطفال العلماء والمبتكرين، للمشاركة فى حل أهم معوقات التنمية بمصر، والحفاظ على الأرواح، خصوصًا ومصر مليئة بالمناطق المزروع بها الألغام منذ زمن الحرب، وخاصة فى الصحراء الغربية بمنطقة العلمين ومرسى مطروح، حيث خلفت الحرب العالمية الثانية فى منطقة العلمين جنوب الساحل الشمالى، وحتى حدود مصر الغربية ما يقرب من 17.5 مليون لغم، تحتل مساحة تزيد على ربع مليون فدان صالحة للزراعة.
وحسب الإحصاءات الرسمية، يوجد فى مصر حالياً حوالى 21.800 مليون لغم، بعدما كان 23 مليون لغم، وذلك بعد نجاح القوات المسلحة المصرية منذ عام 1995 فى إزالة ما يقرب من 1.200 مليون لغم.
وبدأ شباب الجامعات وأطفال المدارس يتنافسون ويتسابقون على صنع أجهزة تكشف الألغام وأماكنها، وتساعد على تدميرها، ويجتمعون سويًا فى نهاية كل عام بإحدى الجامعات، للمشاركة فى مسابقات محلية تؤهلهم دوليًا للفوز، وكانت أخر مسابقة شارك فيها الطلاب هى (Minesweepers) بمشاركة 40 فريق من 23 جامعة مصرية مختلفة، بالاضافة إلى 17 فريق من المرحلة ما قبل لجامعية، وتأهلت الفرق الفائزة فى التصفيات المصرية إلى المسابقة الدولية بمدريد بأسبانيا 2018 فى أكبر مؤتمر خاص بتكنولوجيا الروبوتات فى العالم، والتى تهدف إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة (ROS) لتركيب الروبوتات للكشف عن الألغام وتحديد مواقعها سواءً فوق الأرض أو تحتها وتحديد عمقها.
و فاز عن فئة مشروعات الجامعات بالمركز الأول، مشروع Auctroventa من جامعة 6 أكتوبر، وفاز بالمركز الثانى مشروع Assuit robotics من جامعة أسيوط، أما المركز الثالث فقد فاز بهMind cloud من جامعة الإسكندرية، أما عن فئة طلاب المدارس فقد فاز بالمركز الأول Shadow hunters من محافظة الإسماعيلية، وفاز بالمركز الثانى Za3fran من محافظة المنوفية، وفاز بالمركز الثالث Robostack من محافظة بنها.
من جانبه، يقول الطالب محمد عادل بكلية الهندسة بأكاديمية القاهرة الجديدة، أنه شارك مع أصدقاءه، فى ابتكار وتصنيع روبوت لكشف الألغام، وتحديد أماكنها على الخريطة، لسهولة تدميرها، معلنًا مشاركة الفريق فى مسابقات عامى 2016 و2017، وحصولهم على المركز الأول عالميًا ومحليًا فى جامعة زويل.
ويقول محمد، حصلنا فى العام الماضى على المركز الأول محليًا، كأحسن تصميم ميكانيكى، وهدفنا بالمشاركة فى هذه المسابقة، أن تتحول مصر، إلى أرض بلا ألغام، لأن مشكلات الألغام فى منطقة العلمين كثيرة، وتؤدى إلى تعطيل زراعة مساحات شاسعة من الأراضى الصالحة للزراعة على توافر المياه اللازمة لها فى مناطق مثل الحمام والعلمين، وتعطيل إقامة مشروعات التنمية فى الساحل الشمالى وبعض مناطق مرسى مطروح، وتعطيل مشروعات منخفض القطارة كأحد المشروعات العملاقة لتوليد الطاقة بسبب اعتراض الألغام لطريق القناة، بالإضافة إلى عدم إمكانية التنقيب عن البترول فى هذه المناطق.
وأكمل عادل، نستهدف أيضًا تزويد مهاراتنا كشباب وطلبة، بالمهارات التكنولوجية للفريق، وتنفيذ مشروعات على أرض الواقع نستيطع من خلالها دخول سوق العمل بشكل سريع، ويحاكى ما تحتاجه الصناعات.
أما رامى عمر، فهو أحد أعضاء فريق " أسيوط روبوتوكس" بجامعة اسيوط، والذى تأهل فى هذه المسابقة للمشاركة فى نهائيات مدريد فيقول،" نحن أعضاء معمل نشاط طلابى من 2006 بجامعة أسيوط، و نستهدف ايجاد حلول للمشاكل التى تعانى منها مصر، وليس فقط اختراع روبوت للكشف عن الألغام، وحصلنا فى العام الماضى على المستوى الرابع جامعات، كما شاركنا فى معظم المسابقات العلمية والهندسية التى تقام فى مصر، منها يوم الهندسة المصرى، ونعمل حاليًا على مشروع أخر "روبوتكس ارم"، والذى يصنع الدوائر الالكترونية، بمعنى أن تقوم ماكينات مخصصة لصنعها بدلًا من الأفراد أنفسهم.
أما لوجى محمد الطفلة ذات التسع سنوات من محافظة الإسماعيلية، فتقول "شاركت فى هذا العام مع أصدقائى، وتعلمنا الأخطاء التى وقعت فيها الفرق التى شاركت فى السنوات لماضية، وبدأنا العمل على تلاشيها، و كانت أهمها أن الهيكل الذى صنعوها العام الماضى، كان مفتوح، وبالتالى الأسلاك الكهربائية الموجودة داخله معرضة للتلف نتيجة سقوط أمطار عليها أو القطع أو غيره.
وتضيف لوجى: "شاركت فى قسم الميكانيكا فى هذه السيارة الخاصة بكشف الألغام، وقمنا بتصميم الهيكل بشكل يحل مشكلات نموذج العام الماضى، وتركيب الموتور الخاص به".
ويتحدث مينا مراد الطالب بكلية الهندسة من جامعة حلوان، عن صنع فريقه لروبوت يتابع الألغام، ويرسل خريطة بأماكن تواجدها، ومن ثم يسهل على المختصين تدميرها.
وأوضح مينا، أن الهدف الأساسى لمشاركتهم فى هذه المسابقة، هو التعلم ومواكبة التكنولوجيا العالمية، وتنفيذ ابتكارات ومشروع فى مصر، تضاهى ما يحدث فى الخارج، وحتى لا يكون التعليم مجرد نظرى فقط، فى الكلية.
ويقول مينا، تكلفة انتاج النموذج تصل إلى 5 آلاف جنيه، بداية من التجارب المختلفة، حتى الوصول إلى النموذج النهائى الذى يتم به المشاركة.
أما الطفل سعيد محمد، فيقول "نحن فريق من الأطفال مكون من 10 اجتمعنا بعد اعلان من جمعية إكتشاف العلوم، وشاركنا فى التدريبات التى تقدمها من كهرباء وميكانيكا وبرمجة، ويحن تم الإعلان عن مسابقة الألغام، تابعنا شروطها وطبقناها وأنتجنا السيارة كاشفة الألغام.
وقال سعيد، "زمان الناس كانت تخاطر بحياتها من أجل الكشف عن الألغام، والآن أصبحت السيارة هى التى تكشف عنها بما يحمى أرواح الكثيرين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة