قديمًا، كنا نقول من باب المبالغة إن السياسة والأخلاق لا تجتمعان فى قلب رجل، الناس اليوم تخلوا عن مبالغتهم فى الحذر ويتحدثون عن إمكانية أن يجتمع حقوق الإنسان والروتين فى مكان واحد، تمهيدًا لتأكيد النظرية الرومانسية حول ابتسامة السيد الموظف التى تؤكد أن الدنيا مازالت بخير، لكننى لا أتوقع الكثير من قرار وزير التنمية المحلية بشأن تشكيل وحدة لحقوق الإنسان فى ديوان الوزارة والمحافظات، والتاريخ يروى الكثير عن تجارب فاشلة للأشخاص الذين يعتبرون حقوق الإنسان «شغلانة» يمكن منحها مظهرًا تنظيميًا كاللجان، وبعضهم يتمادى فيعتبرها منحة يجب أن يشعر الناس بالامتنان تجاه الحكومة، لأنها أجبرت موظفيها على الابتسام فى وجه المواطن، مع ملاحظة أن طموحات المواطن ليست عالية لتلك الدرجة، هو يريد فقط أن يقضى مصالحه دون أن يصاب باليأس أو بالضغط العصبى.