لا يزال الجدل السياسى الذى بدأه وزير خارجية بريطانيا السابق، بوريس جونسون بنشره مقالا وصف فيه المنتقبات بـ"صناديق البريد" و"لصوص البنوك"، مشتعلا لاسيما مع تمسكه بعدم الاعتذار، مما قسم أطياف المجتمع البريطانى لمؤيد ومعارض لفكرة حظر النقاب، ففى الوقت الذى اعتبر فيه مجلس مسلمى بريطانيا تعليقاته بأنها تشجع الإسلاموفوبيا، اصطف وراءه عدد من رموز المجتمع سواء على المستوى السياسى أو الفنى أو الحزبى.
ويبدو أن هذا الجدل وصل صداه إلى أروقة السياسة الأمريكية، لاسيما مع دعوة ستيف بانون ، كبير مستشاري الرئيس الأمريكى للشئون الاستراتيجية السابق، لجونسون "بعدم الانحناء على مذبح الصواب السياسي" وتقديم اعتذار.
ومن جانبها، وصفت صحيفة "صنداى تايمز" ما يحدث بأنه "حربا فى مجلس الوزراء البريطانى"، حيث يرفض أربعة وزراء اتجاه قيادة الحزب بالتحقيق مع جونسون.
واعتبرت أن رئيسة الوزراء وضعت سمعتها فى خطر من خلال مطالبة جونسون بنزع فتيل الخلاف عن طريق الاعتذار، موضحة أن الخلاف تصاعد الليلة الماضية مع عودة جونسون إلى البلاد من إجازة في إيطاليا، مع مزاعم أن عددا من النواب يستعدون لرفع رسالة إلى لجنة 1922 في مجلس العموم، مطالبين بتصويت على حجب الثقة عن رئيسة الوزراء تيريزا ماى.
ومن جانبها، قالت صحيفة الأوبزرفر، التي خصصت مقالها الافتتاحي وعددا من مقالات الرأي فيها لهذا الموضوع، إن عضو في مجلس للوردات من حزب المحافظين ومساعد سابق لديفيد كاميرون اتهم جونسون بأنه "فارغ اخلاقيا" ويثير التعصب العرقي و"يغازل الفاشية" مع تفاقم الانقسام الداخلي بين المحافظين بشأن تصريحاته الأخيرة.
وتقول الصحيفة إن تصريحات اللورد (أندرو) كوبر جاءت بعد انتقاد جاكوب ريس-موج، زعيم الجناح اليميني المعارض للاتحاد الأوروبي في الحزب، لرئيسة الوزراء لدعمها إجراء تحقيق مع جونسون بشأن تصريحاته حول النساء المنتقبات.
وترى الصحيفة أن أجنحة مختلفة داخل حزب المحافظين انقسمت بين معسكرات متنافسة وسط شائعات تتحدث عن أن جونسون يستعد للتقدم بعرض للترشح لقيادة الحزب في الخريف المقبل.
وتضيف أن أدلة جديدة تشير إلى أن سلسلة من هجمات الكراهية ضد نساء مسلمات قد ارتكبت كنتيجة مباشرة لتعليقات جونسون في مقاله الأخير في صحيفة ديلي تلغراف عن السيدات المسلمات المنتقبات.
وتنشر الصحيفة تعليقا لربا حق، النائبة عن حزب العمال تحت عنوان "انطباعي عن بوريس أنه لا يمكن الوثوق به" تورد فيه نماذج لعدد من حوادث الكراهية ضد المسلمين التي تتسبب فيها تصريحات تغذي نزعة الخوف من الإسلام.
وقال جونسون فى مقاله بصحيفة "تليجراف": "إذا تقول لى إن البرقع ظالم، سأتفق معك. وإذا قلت إنه أمر مريب ونوع من الاضطهاد أن تتوقع من النساء تغطية وجوههن، سأتفق معك تماما، وسأضيف أننى لا أجد أى سند شرعى فى النص القرآنى يبرر مثل هذه الممارسة".
وضرب جونسون عددا من الأمثلة فى دفاعه عن عدم ارتداء النقاب فى الأماكن العامة، لكنه فى الوقت نفسه يشدد على أنه يعارض الحظر الكلى للنقاب لأنه سيفسر- خطأ أو صوابا- بأنه يهدف إلى جعل الموضوع عن الإسلام.
وأضاف "إذا اخترت المضى بالحظر الكلى، ستقع فى أيدى أولئك الذين يريدون تسييس أو إضفاء مسحة درامية على ما يسمى بصراع الحضارات. وستذكى نيران التذمر وتخاطر بتحويل بعض الناس إلى شهداء، كما تجازف بشن حملة ضد كل الرموز العامة المرتبطة بالأديان. وأنت ببساطة قد تجعل المشكلة أسوأ".
وشدد جونسون على القول إن النقاب والبرقع ليسا بالتأكيد جزءا من الإسلام دائما، قائلا "أنا واثق أنه لباس سيختفى يوما ما".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة