«الموهبة الفنية».. هبة من عند الله سبحانه وتعالى، وعلى مدى التاريخ شهدت الساحة العديد من المواهب، لكن أصحابها لم يستغلوها، وكان عدد قليل هم الذين تمكنوا من أن يسطروا أسماءهم بأحرف من ذهب فى عالم الأساطير، فقد يكون الالتزام من عدمه له شأن فى اختفاء وبزوغ نجومية الفنانين الأفذاذ، لكن إذا غصنا فى بواطن الأمور، ودرسنا العوامل النفسية والبيئية المحيطة بهؤلاء، من الممكن اكتشاف حقائق قد يكون لها الدور الأبرز فى هذا الاتجاه.
نحن اليوم أمام محمد رمضان أكثر موهبة ظهرت فى الآونة الأخيرة، ولها تأثير كبير فى الشارع، لكنه وصل إلى محطة خطيرة بسبب ما يفعله حاليًا، وتأكيده دائمًا أنه «نمبر وان»، والجدل الذى يسعى إليه على «السوشيال ميديا»، فقد بدأ مشواره الفنى بشكل جيد حتى جعل البعض يقول إنه يشبه الفنان الراحل الكبير أحمد زكى قبل أن يتحدث هو نفسه، ويؤكد أنه يعتبر الفهد الأسمر مثله الأعلى.
أحمد زكى قال قبل رحيله: «إذا لم تجدونى هنا، فستجدونى على الشاشة، أنا سأبقى معكم دائمًا، حتى لو رحلت».. لم يتحدث النجم اليتيم آنذاك عن خلود الفن، ولم يطلق الشعارات الحماسية الجوفاء فى الهواء، استجداء لفلاشات المصورين وصرخات المعجبين، لكنه كان يتحدث من تلك النقطة الغامضة التى انطلقت منها عشرات الأساطير القديمة عن أولئك الأبطال الذين يملأون الحياة بحضورهم المتميز.
من هنا لابد أن يعى محمد رمضان حجم الموهبة التى أعطاه الله إياها، وأن يستفيد بها فى الطريق الصحيح، والبداية تأتى بابتعاده عن المسلسلات والأفلام والكليبات التى تفسد الذوق العام، فى الوقت نفسه، يجب علينا ألا نهاجمه بهذا المستوى المنحدر، مثلما نرى على مواقع «السوشيال ميديا»، فيجب ألا تصل الأمور إلى ذبحه فنيًا.