قرأت لك.. تكوين مصر.. بلدنا هبة النيل أم المصريين؟

الجمعة، 17 أغسطس 2018 07:00 ص
قرأت لك.. تكوين مصر.. بلدنا هبة النيل أم المصريين؟ غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعادت الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، مؤخرًا، نشر كتاب "تكوين مصر لـ محمد شفيق غربال. 
 
تكوين مصر
 
وكتاب "تكوين مصر" حسبما قدم له الدكتور كمال مغيث، فى تقديمه لـ الطبعة الجديدة، فريد فى بابه، جاء استجابة ثقافية ووطنية ملحة بعد قيام ثورة 23 يوليو سنة 1952، ومعاركها فى مواجهة الاحتلال البريطانى وسعيها للتنمية المستقلة ببناء السد العالى وهو ما اعترضت عليه قوى الإمبريالية العالمية مما اضطر جمال عبد الناصر قائد الثورة وزعيمها إلىى تأميم قناة السويس لتدبير نفقات إقامة السد العالى مما أدى إلى العدوان الثلاثى على مصر وهو ما شحذ همة المصريين جميعا للوقوف فى مواجهة ذلك العدوان الثلاثى، وخرجت مصر من تلك المعارك منتصرة لتبدأ عهدا جديدا فى تاريخها الطويل والعميق.
 
ومن هنا كان من المنطقى أن يطرح السؤال: ما هى مصر؟ وكيف تكونت عبر عصورها الطويلة؟
وقدم الدكتور محمد شفيق غربال (1894 – 1961) إجابته عن هذا السؤال الشائك والصعب عبر عدد من الأحاديث أو المحاضرات فى الإذاعة المصرية ويتم طبع الكتاب فى سنة 1957، ليسد فراغا كبيرا فى المكتبة المصرية.
 
ويفند غربال فى البداية مقولة هيرودوت الشهيرة "مصر هبة النيل" صحيح أن للنيل على مصر فضل عظيم، ولكن الإنسان المصرى هو الذى نظم واجتهد وأقام الجسور والسدود وشق القنوات ومهد الأرض لكى يفعل النيل فعله المؤثر ومن هنا فالأولى والأصح ـن نقول أن مصر هبة المصريين، ويؤكد غربال رأيه بأن النيل يقطع فى سيره من المنبع إلى المصب نحو ستة آلاف كيلو متر يمر فيها على شعوب مختلفة ومع هذا لم تقم فيها حضارة تقترب أو تضاهى الحضارة المصرية.
 
ويقدم غربال فى كتابه قراءة لنشأة وتطور الحضارة المصرية مستعينا بمنهج أستاذه "أرنولد توينبى" (1889 -1975) فيلسوف التاريخ الإنجليزي الكبير، والذى تتلمذ عليه غربال والذى  يستند فى قراءته لتاريخ بنظرية التحدى والاستجابة.
 
ويستمر غبريال فى قراءة التاريخ وصولا إلى أنه "مع دخول الإسلام مصر اتسعت رقعة الثقافة التى تفاعلت على أرض مصر حتى قدمت مصر اجتهادها الخاص فى الثقافة الإسلامية والفنون الإسلامية المختلفة، وفى النهاية يرى غربال أن عوامل الاستمرار والاستقرار ظلت هى السمة الغالبة فى الثقافة المصرية حتى القرن التاسع عشر وتأسيس الدولة المصرية الحديثة على يد محمد على باشا وخلفائه، ومع توالى التأثيرات الثقافية المختلفة فى أوروبا والعالنم الخارجى عبر البعثات التعليمية للخارج زعبر التأثيرات القانونية و الثقافية والتقنية التى تعرضت لها مصر منذ منتصف القرن التاسع عشر راحت عوامل التطور والتغيير تغلب عوامل الثبات والاستقرار.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة