أظهرت البحوث العلمية أن الحيوانات ذات الدم الحار تشعر بالألم والخوف وتعانى مثلنا، ويعد الخوف والألم سببين قويين جدًا للتوتر فى الثروة الحيوانية، وكذلك يؤثر الإجهاد على القيمة الغذائية للحوم و نوعايتها.
ووفقًا للدراسات فالحيوانات البرية بمرور الأزمنة قد تكيفت للتعامل مع الضغوط المزمنة، ومن خلال الانتقاء الطبيعي والتطور أصبحت بعض أجيالها متبلدة لا تهتم أو تتفاعل مع الأحداث.
ومن حيوانات التجارب تعلمنا أنها تعاني أيضًا من الآثار السيئة للتوتر والإجهاد المزمن، عند تعرضها باستمرار لرؤية أو شم الأعداء، ولأن حيوانات المزارع والذبائح والأضاحى غالبًا تتصرف مثل حيوانات التجارب وعكس الحيوانات البرية، فهى لا تستطيع أن تهرب من الأخطار، أو تلجأ لبيئة جديدة بعيدًا عما يهدد حياتها وسلامتها. فننظر إلى التوتر على أنه قاتل واسع الانتشار فى الكائنات الحية، وهناك دلائل كيمائية توضح لنا أن دماء الحيوانات المتوترة تحمل هرمونات الغضب، والمدهش أن عينات البراز تكشف أيضًا عن إصابة الحيوانات بالتوتر، وبواقى هرمونات الغضب كالكورتيزول يمكن تحديدها فى البراز، بل إن الحيوانات المتوترة تنتج برازًا أكثر.
وتصوير الحيوانات بالكاميرات الحرارية بين قلة تدفق الدم فى الجلد عند الحيوانات المتوترة، فيحصل الحيوان خلال حياته على الطاقة اللازمة لنشاط العضلات من الجليكوجين المختزن في العضلات، يتم تخزين الكربوهيدرات فى الجسم على هيئة الجليكوجين، وهو عبارة عن تجمع لجزيئات الجلوكوز مماثل للنشويات التى توجد فى النباتات، تخزن الحيوانات الطاقة كجليكوجين كمخزن احتياطي للطاقة مؤقت، وكمصدر جيد للطاقة للنشاط المفاجئ، يؤدى تحلل الجليكوجين إلى انطلاق الجلوكوز بسهولة.
ويحافظ الجليكوجين على مستويات الجلوكوز فى الدم، والجلوكوز هو الوقود الذى يوفر الطاقة للعمليات الفسيولوجية مثل التنفس، وانقباض العضلات وضربات القلب وتنظيم درجة حرارة الجسم. في الحيوان السليم غير المتعب يكون محتوى الجليكوجين فى العضلات مرتفعًا، بعد ذبح الحيوان، يتم تحويل الجليكوجين في العضلات إلى حمض اللاكتيك، وتصبح العضلات والذبيحة أكثر متانة ومقبولة التذوق. هذا الحمض ضروري لإنتاج اللحوم، إذ يحول العضلات إلى لحوم متماسكة جيدة اللون لذيذة الطعم. إذا تعرض الحيوان للتوتر والإجهاد أثناء وقبل الذبح، يتم استهلاك الجليكوجين و ينخفض مستوى حمض اللاكتيك، وهذا يزيد من الآثار السلبية الخطيرة على جودة اللحوم. التوتر الشديد والقسوة للحيوان ربما ينتج لحوما صلبة جافة مرة الطعم صعبة الاستساغة غير صالحة للاستخدام.
النقل أيضًا أحد الاسباب التى تزيد من توتر الحيوانات، خاصة مع طول المسافات المقطوعة والتكدس خلال النقل والضوضاء. الضوضاء قاتلة أحيانًا للبشر أنفسهم، وهى قد تغير البيئة الصوتية للحيوانات المائية والأرضية، وتضر الحيوانات التي تعيش فيها، وربما تؤثر على نموها وتطورها، وعمليات البحث لتحديد مكان الغذاء، وتجنب الحيوانات المفترسة، وإيجاد الرفيق. تؤثر ضوضاء السفن على الحيتان، فيقل تناولها من الطعام، وسلوكها الصوتي، وتصاب بالإجهاد.
وتتعرض الحيتان للموت أحيانًا من الاستخدامات العسكرية المتزايدة للموجات الفوق صوتية. الحيوانات تعرف الحياة الاجتماعية أيضًا، وحب الجماعة والانتماء للقطيع موجود فى الحيوانات، مع إنه يغيب كثيرا عند البشر، تعانى الأبقار والماشية من فقدان الصحبة والشريك المفضل لديها، والملاحظ أن مستويات الإجهاد تنخفض عند العودة للقطيع. إعادة تجميع الأبقار مشكلة، لأن الحيوانات التى لم تتعايش بعضها من قبل يكون لديها مستويات عالية من التوتر والإجهاد و تعانى عند محاولة الاندماج في مجموعة جديدة.
ووجود الحيوان وسط القطيع يكسبه الشعور بالراحة والاسترخاء والتآلف والقوة . تقلل الضوضاء من إنتاج لبن الأبقار، والهدوء والموسيقى الحالمة تزيد منه. لمصلحتنا نتمنى ألا نزعج الأضاحى بالميكروفونات أو نعذبها وهى ترى رفاقها وهى تذبح .