«الغاية تبرر الوسيلة».. نظرية «ميكافيللى» التى دشنها فى كتابه «الأمير»، بنى عليها جماعة الإخوان الإرهابية نهجهم، وأصبحت جوهر دستورهم، يطبقونها عمليا، وينكرونها علنيا، وتتيح للجماعة وضع غاية ومصلحة الجماعة فوق كل الغايات، وتبرر اللجوء إلى أى وسيلة عملية متاحة تحقق الغرض والهدف، دون اعتبارات دينية أو أخلاقية بما فى ذلك العنف والقتل والتخريب والتدمير والخيانة والتآمر..!!
وفلسفة ذكر هذا المبدأ عادة مقرونا بالرفض والإنكار، نظرًا لما ارتبط به من معانى الدناءة والانحطاط والتشويه والقسوة والدموية، لذلك فإن معظم المشايخ والكتاب الإسلاميين، يرفضون هذا المبدأ، وهاجموه بقسوة، وأنكروه بصفة مطلقة، ودأبوا على تبرئة السلوك الإسلامى منه، والتأكيد على أن الإسلام لا يقبل لتحقيق الغاية الشريفة إلا الوسيلة الشريفة، وأن الغاية السامية والجليلة لا تسوغ بحال من الأحوال، استعمال وسيلة غير مشروعة.
إن المستقرئ للأحكام الشرعية، ولقواعد الاجتهاد عند فقهاء الأمة، يجد من المسلمات التى لا غبار عليها، أن للمقاصد تأثيرًا على حكم الوسائل، وأن للغايات تأثيرًا على أحكام التصرفات، فهذا أصل لا غبار عليه.
ورغم أن جماعة الإخوان، أطلت على الناس منذ تأسيسها، باعتبارها جماعة ربانية، والتى تمتلك كل الحقوق الحصرية للتحدث عن الإسلام، فإنها مع ذلك تتخذ من نظرية رآها كل فقهاء الدين تتعارض وتتقاطع مع صحيح الدين، نهجا تمارسه على الأرض، وترفضه فى العلن..!!
رأينا الجماعة كيف كانت تطالب بتدمير الاقتصاد المصرى، وتدشن الفتاوى التى تحرم التبرع لصندوق تحيا مصر، وتشترى الدولار من المنبع لعدم تحويله إلى البنوك، وتدعو المصريين بضرورة تحويل الجنيه إلى الدولار لتدميره، فى حين عندما انهارت العملة التركية، وجدنا النقيض، دعوات وفتاوى تطالب بدعم الليرة، وتحويل كل أرصدة المسلمين من العملات الصعبة والذهب إلى الليرة، واعتبروا دعم عملة رجب طيب أردوغان كفاحا وجهادا فى سبيل الله، دونهما ستغتصب نساء المسلمين، ويعود الاستعمار القديم بوجهه القبيح لاحتلال تركيا وكل الدول العربية والإسلامية.
نهج جماعة الإخوان يتشابه إلى حد التطابق مع نهج الشيعة، وكل منهما يخرج على الناس باعتبارهما المالكين الحصريين للدين الإسلامى، والمنوطين من السماء بالتحدث عنه، وأن لكل منهما طريقة.
ورغم أن «الإخوان» و«الشيعة» تتقاطعان فى النهج، فإنهما تتشابهان فى 11 صفة حاكمة، تمثل جوهر الاعتقاد، وطريقة الترويج لأفكارهما.
المؤسف أن السلفيين والمتعاطفين مع الجماعة لا يَرَوْن فى أفعال الإخوان غضاضة، فى حين يرفضونها، ويكفرونها عند الشيعة، وكأن الدين له مكيالان، مكيال نكيل به لأتباعنا وأصدقائنا، والآخر لأعدائنا، فى أبشع تجارة خاسرة.
الصفات المشتركة والنهج المتشابه بين الإخوان والشيعة، والتى أمكن حصرها، وتدوينها ونشرها فى مواضع عدة، على النحو التالى:
الأولى: الشيعة لديهم مرشد، تتم مبايعته على السمع والطاعة، نفس الأمر عند جماعة الإخوان.
الثانية: الشيعة لديهم حلم إحياء الإمبراطورية الفارسية لحكم العالم، وليس بهدف نشر الدين، نفس المشروع عند الإخوان، إحياء فكرة الخلافة وحكم العالم فى إطار الأحلام التوسعية، وليس لخدمة أهداف الدين الإسلامى.
الثالثة: الشيعة يتخذون من التقية والكذب، نهجا، واعتبار «الغاية تبرر الوسيلة لتحقيق أهدافهم» شعارا، وهو نفس السلوك عند الجماعة الإرهابية.
الرابعة: الشيعة يفرضون %20 من قيمة الدخل، كرسوم يسددونها لجماعاتهم، وهو نفس الأمر تفرضه الإخوان على أعضائها، ولكن باختلاف بسيط فى القيمة، %7 فقط، وليس عشرين.
الخامسة: الشيعة لديهم ميليشيات مسلحة، سرية ومعلنة من عينة الحرس الثورى وفيالقه المتعددة، والأمر ينسحب على الإخوان بميليشياتها الإجرامية.
السادسة: الشيعة يتخذون من ولاية الفقيه، والإمامية الجعفرية الإثنا عشرية، مرجعا، أما الإخوان فيتخذون من الأصول العشرين لمؤسس الجماعة حسن البنا، مرجعا، وليس كتاب الله أو سنة رسوله.
السابعة: الشيعة أضفت القدسية والكهنوتية على قادتهم، مثل خامنئى، ونفس الأمر تفعله الإخوان مع حسن البنا.
الثامنة: فى الأغلب الأعم، الشيعى لا يتزوج إلا من شيعية، والعكس، فى سيناريو متطابق مع الإخوانى فإنه لا يتزوج إلا من إخوانية، فى عنصرية سمجة ومقيتة.
التاسعة: الشيعة يعتبرون أنفسهم، مالكى الحقوق الحصرية للإسلام، ويكفرون كل من يخرج عن طاعتهم، والإخوان كذلك، يعتبرون من ينشق عنهم، مارق، وضد الإسلام ويجب تكفيره.
العاشرة: الشيعة تتعاطف مع جماعة الإخوان عندما تتشابك المصالح، ونفس الأمر عند الإخوان، والدليل زيارة الرئيس الإيرانى السابق محمود أحمدى نجاد، لمصر إبان عهد المعزول محمد مرسى العياط، وذهب للأزهر الشريف ورفع علامة النصر، وكأنه يقول: لقد جئت وزرت الأزهر الذى بناه الفاطميون الشيعة، وها أنا أقف فى أروقته وصحنه.
الحادية عشرة: الشيعة يناصبون العداء الفج لأهل السنة، ويضعونهم فى مرتبة «ألد الأعداء»، وجماعة الإخوان تناصب العداء، للسلفيين، وأعلنت الحرب ضد حزب النور وقياداته وأعضائه، واعتبروهم مارقين عن الإسلام، ويجب استتابتهم.