قناة الجزيرة، وكعادتها فى السنوات الأخيرة، وتحديداً منذ ثورة 30 يونيو، واتخاذها موقفاً هو الأشد فى العداوة لمصر، ومؤسساتها الرسمية، بشكل عام، وقواتها المسلحة بشكل خاص، فقد ترجمت انزعاج القصر الأميرى القطرى من النجاح المبهر والمبهج الذى حققه الجيش فى سيناء، وبسط نفوذ الدولة، وإعادة الحياة الطبيعية لسكانها، وذلك فى فيلم حاولت فيه قلب الحقائق حمل عنوان «سيناء.. حروب التيه».
الفيلم ساذج، ومفكك درامياً، واستخدم مفردات الصهاينة، من أن اليهود وبعد طردهم من مصر فى عهد فرعون «الخروج» تاهوا 40 عاماً فى جبال ووديان ودروب سيناء، وظهرت فيه بوضوح بصمات جماعة الإخوان الإرهابية المسيطرة على القناة، لذلك خرج ساذجاً، كون أعضاء الجماعة حاصلين على كل شهادات «الأيزو» فى الغباء والجهل والتخلف، بشكل حصرى لا نظير له، لذلك وقعوا فى أخطاء غير متعمدة، أنصفت نظام الرئيس عبدالفتاح السيسى، ورجال الجيش والشرطة، وأكدت صدق كل كلمة نطقوا بها عن الوضع فى سيناء، ولو الأجهزة الأمنية المصرية رصدت مليارات الدولارات للجزيرة لتذيع عبر شاشتها، ما ينصف النظام المصرى بها الشكل والكيفية، ما نجحت فى ذلك..!!
أول حقيقة أكدتها الجزيرة، فى فيلمها «المنصف» للسيسى ونظامه، الاعتراف بوضوح ورسميا، بوحود كيانات وتنظيمات إرهابية مسلحة تنفذ عمليات إرهابية فى نقاط جغرافية بسيناء، وأن الجيش المصرى، يخوض حربا شرسة ضد هذه التنظيمات، ولطالما الجزيرة روجت وبشكل مستعر طوال السنوات الخمس الماضية أن قصة الحرب على الإرهاب فى سيناء أكذوبة من اختراع بنات أفكار السيسى، ورجال أجهزته الأمنية السيادية، لتصدير الوهم للمصريين، وبث الخوف فى قلوبهم، فتزداد شعبية النظام والجيش..!!
ويا للهول، وبعد 5 سنوات كاملة، تخرج الجزيرة، بنفسها، وتقدم فيلما مدته 50 دقيقة و17 ثانية، ينصف السيسى ونظامه، وأن الرجل صادق فى كل كلمة وحرف نطق بها لسانه عن الوضع فى سيناء، وأن مصر تخوض حربا وجودية ضد الإرهاب، نيابة عن الإنسانية جمعاء..!!
الإنصاف الثانى لطالما ترنمت الجزيرة ورجال منبرها الإخوان الإرهابيون، متهمين السيسى، بأنه يهادن إسرائيل وينفذ تعليماتها، وخاضعا لبنود اتفاق معاهدة «كامب ديفيد» المانعة لتحركات الجيش المصرى، والقاطعة لأذرعه الطولى لتحول دون وصوله إلى المنطقة «ج» وحتى الشريط الحدودى، فإن الفيلم أكد أن مصر ضربت بمعاهدة «كامب ديفيد» عُرض الحائط، ووضعت بنودها تحت بيادات رجال جيشها، وشرطتها المدنية، ونشرت معداتها وأسلحتها الثقيلة على كامل سيناء، وحلق طيرانها فى سماء أرض الفيروز، ما يؤكد أن القيادة المصرية لديها شجاعة القرار، وأن الأمن القومى المصرى مُقدم على كل نصوص الاتفاقيات والحسابات السياسية المعقدة..!!
الإنصاف الثالث: فيلم الجزيرة تحدث عن الأهمية الاستراتيجية الكبرى لقناة السويس، واعتبارها أهم ممر مائى فى العالم، وتعبر من خلاله مئات الناقلات العملاقة، ما يدعم الدور الكبير الذى تلعبه فى حركة التجارة العالمية، الأمر الذى يتناقض تماما مع ما كانت تروجه من قبل عن عدم جدوى حفر ممر جديد، لتعزيز أهمية وقدرة الممر الرئيسى القديم، ودشنوا حملات تسفيه وتسخيف وتشكيك لا نظير لها من القناة الجديدة، والادعاء بأن قرار حفرها مع بداية تدشين عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتكلفتها الكبيرة، تسبب فى أزمة للاقتصاد المصرى..!!
الإنصاف الرابع: قناة الجزيرة، ومن خلال أفكار جماعة الإخوان المسيطرين على كل دهاليزها، وأروقتها، كانوا يروّجون لأفلام مفبركة، وقصص فنكوشية، عن أن الذى يدفع الثمن فى سيناء هم الجنود الغلابة، بينما قيادات الجيش والشرطة يجلسون فى مكاتبهم المكيفة، ويستمتعون بحياتهم الصاخبة بكل ما لذ وطاب من نعم الحياة، بهدف تأليب المصريين ضد تأدية الخدمة العسكرية، واستمر هذا الأمر طوال السنوات الماضية، حتى جاء هذا الفيلم ليؤكد أن القيادات وكبار ضباط الجيش كانوا كتفا بكتف مع جنودهم، ودفعوا حياتهم ثمنا مثلهم مثل أصغر جندى، فداء لهذا الوطن..!!
الفيلم وبجانب أنه أنصف السيسى ونظامه بشكل قاطع، أكد حقيقة بددت بشكل قاطع كل شك أو ظن كان يروجه حملة المباخر للقناة، وهى أن الجزيرة بوق حقيقى يعمل لصالح الكيان الصهيونى، وأذرعه وأعوانه، المخربين والمدمرين، والفيلم أبرز ذلك من خلال مداعبة إسرائيل باختراق مصر لمعاهدة كامب ديفيد، وأيضا لظهور أبرز رجالها ليتحدث عن الوضع فى سيناء تحت صفة صحفى وخبير استراتيجى، وتبين أنه شخص دارس للغة العبرية بكلية الآداب بجامعة عين شمس، والتحق من قبل للعمل فى المعهد الأكاديمى الإسرائيلى ثم صحفيا بشبكة رصد الإخوانية، وهارب فى قطر حاليا..!!
ونحب أن نؤكد للجزيرة، وكل أعضاء الجماعة الإرهابية، حقائق تاريخية مهمة، أن بحور «التيه» فى سيناء، لا يغرق فيه سوى الأعداء والخونة، بينما الجيش المصرى يجيد فن العوم وبقدرات خارقة وحقق انتصارات وقف التاريخ أمامه بكل فخر واعتزاز وتقدير، فعلى أرضها دارت 4 معارك فارقة فى تاريخ مصر وأيضا الأمتين العربية والإسلامية وهى:
المعركة الأولى، عندما قاد صلاح الدين الأيوبى جيشا قوامه من المصريين، وطارد الصليبيين، وانتصر عليهم فى معركة حطين عام 1187 ميلادية.
المعركة الثانية، عندما قاد سيف الدين قطر، جيش مصر، لإيقاف توغل المغول بقيادة «كتبغا» الذين أحرقوا الأخضر واليابس فى البلاد الإسلامية، من العراق لسوريا، وقرر مواجهتهم فى سيناء وانتصر عليهم فى معركة عين جالوت فى 25 رمضان الموافق الثالث من سبتمبر عام 1260 ميلادية، وتصنف المعركتان كأبرز المعارك الفاصلة فى التاريخ الإسلامى !!
المعركة الثالثة، فى العاشر من رمضان، الموافق 6 أكتوبر عام 1973 عندما سطر الجيش المصرى نصرا عبقريا وعبور أقوى مانع مائى فى التاريخ الحديث، واستطاع استرداد سيناء.
المعركة الرابعة، هى الأخطر فى ظنى وتقديراتى، عندما خاض الجيش المصرى الحرب الشاملة سيناء 2018 لتطهير تراب ورمال أرض الفيروز من دنس كلاب أهل النار، طاعون هذا العصر، الأسود، الذى حاول إسقاط البلاد فى وحل الفوضى، تمهيدا لتقسيمها إلى كانتونات تافهة..!!
الفيلم، أنصف الرئيس السيسى، ورجال القوات المسلحة، وكشف حجم التناقضات الصارخة فيما تقدمه القناة، من اتهامات، ونقيضها، ما أفقدها ثقة أعداء النظام المصرى قبل مؤيديه..!!
وأنا لو مكان آبائنا فى الأجهزة السيادية، لبعثت برسالة شكر، للإخوان بقناة الجزيرة، ومن قبلهم تميم ونظام الحمدين نصها: «نشكركم على حسن تعاونكم».
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدي
عشرة على عشرة
دندراوى الهوارى استاذ ورئيس قسم كنز