يوما بعد يوم، تتوالى إشادات العالم بالتقدم الكبير الذى تحققه مصر فى مجال استخدام مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية والرياح.
ففى تقرير له اليوم، الخميس، سلط موقع "Inverse" الأمريكى العلمى الضوء على هذا النجاح وقال إن الأرقام القياسية الخاصة بمحطات الطاقة الشمية ومزارع الرياح تظهر من رمال صحراء مصر.
وأوضح التقرير، أن الحكومة المصرية تريد أن تحصل على 42% من قطاع الطاقة الخاص بها عن طريق مصادر متجددة بحلول عام 2025، لتسبق بخمس سنوات كاملة عن الأهداف التى وضعتها لتحقيق التنمية المستدامة بحلول 2030.
وأشار الموقع إلى أن شركة الطاقة الشمسية "كرم سولار" الموجدة فى الصحراء الغربية على بعد 400 ميل من القاهرة تساعد مصر فى تحقيق ذلك، فالشركة التى أسسها خمسة أصدقاء فى مقهى تقوم ببناء ما يصبح مركزا لـ 30 محطة طاقة فردية تبلغ سعتها جميعا 1.8 جيجاوات من الكهرباء، ولفت إلى أن المشروع الموجود بالقرب من قرية بنان على مقربة من النيل، يعمل به حوالى 4 آلاف شخص فى أول 30 منشأة، وبمجرد اكتماله، وحسب ما تقول صحيفة لوس أنجلوس تايمز، فإن مجمع بنان للطاقة الشمسية سيصبح أكبر مصنع للطاقة الشمسية فى العالم.
وعلى بعد عدة مئات من الأميال نحو الشرق، وقرب جبل الزيت على ساحل البحر الأحمر، أنهت وزارة الكهرباء استعداداتها لمزرعة رباح بتكلفة 670 مليون دولار وتولد 580 ميجاوات نابعة من 290 من التوربينات، وستكون هذه المزرعة الأكبر من نوعها فى العالم، وفقا لما قاله متحدث باسم الرئيس عبد الفتاح السيسى.
ويعزى المحللون هذه المشروعات الضخمة إلى تغييرات واعية التى أحدثها برنامج دعم الطاقة للحكومة المصرية والتحول إلى الاستثمارات الدولية والعمل الجاد الذى يقوم به رواد الأعمال المحليين.
وكان السيناتور الأمريكى البارز بيرنى ساندرز قد أشاد بالاتجاه الذى تمضى فيه مصر، وقال فى تغريدة على تويتر مساء أمس، الأربعاء، وقال إنه فى الوقت الذى ينهى فيه ترامب إنهاء التزام أمريكا لمكافحة التغير المناخى، فإن مصر تبنى أكبر مزرعة للطاقة الشمسية فى العالم فى وسط الصحراء، هذا هو نوع التكنولوجيا الثورية التى ينبغى أن نستفيد منها لنمو اقتصادنا واستدامة كوكبنا من أجل الأجيال القادمة.
كما أن صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية نشرت تقرير هذا الأسبوع عن مصادر الطاقة المتجددة فى مصر، وقالت صحيفة "لوس أنجلوس" إن المزرعة التى تبنى بتكلفة 2.8 مليار دولار فى الصحراء الغربية وسيتم افتتاحها العام المقبل، سوف تضع مصر على خريطة الطاقة النظيفة، وهو ليس بالأمر البسيط بالنسبة لبلد عانى بسبب الاعتماد طويلاً على الوقود الأحفورى الرخيص المدعوم من الدولة، ويحصل حاليًا على أكثر من 90٪ من طاقته الكهربائية من النفط والغاز الطبيعى.
وتشير الصحيفة إلى إطلاق البنك المركزى برنامج قروض ذات فائدة مخفضة عام 2016، بهدف تشجيع اللاعبين الصغار خاصة الصناعات الرئيسية مثل الطاقة المتجددة.
وذكرت عدة أمثلة على شركات ناشئة تعمل فى مجال الطاقة فى مصر ومن بينها شركة "Empower" التى تدير محطتين من خلال منشأة لمعالجة مياه الصرف الصحى ومزرعة لتحويل نفايات البشر والحيوانات إلى غاز حيوى يبيعه للحكومة.
ومن بين الأمثلة أيضًا شركة KarmSolar التى يديرها أربعة شباب وبدأت الشركة بتصنيع مضخات المياه الشمسية لمزارع صحراوية كانت تعتمد عل الديزل لسحب المياه أسفل الرمال، ويعمل حاليًا فى الشركة 80 موظفًا كما تبنى محطات للطاقة الشمسية لتشغيل مصانع الدواجن تحت ما يسمى اتفاقات شراء الطاقة.
وقال بنيامين عطية، وهو محلل فى مجال الطاقة الشمسية يعمل لدى شركة وود ماكينزى، فى الولايات المتحدة: "هذه صفقة كبيرة، لا أستطيع أن أفكر فى مثال آخر يشهد تجمع العديد من اللاعبين الكبار لملء الفراغ"، ويشيد المسئولون والمنظمات المالية الدولية بإمكانيات قطاع الطاقة المتجددة فى مصر لخلق فرص العمل والنمو، بالإضافة إلى الحد من الانبعاثات فى بلد جاءت عاصمتها، مؤخرًا، كثانى أكبر مدينة تلوثًا فى العالم، بحسب منظمة الصحة العالمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة