هل فكرت يوما أثناء إلقائك "شنطة الزبالة" للتخلص من تلك المخلفات خارج منزلك، أنك تلقى خامات تولد ملايين حين تخضع لعمليات إعادة التدوير؟، تشير إحصائيات وزارة البيئة، إلى أن مصر تنتج سنويا نحو 90 مليون طن من المخلفات الصلبة، بواقع 55 ألف طن بشكل يومى، من بينها نحو 20 مليون طن مخلفات بلدية "القمامة".
نحو 47% من كمية المخلفات البلدية تتولد عن 4 محافظات هى" القاهرة، الجيزة، القليوبية، الإسكندرية"، و37% من المخلفات تتولد عن محافظات الدلتا السبع "البحيرة، كفر الشيخ، الغربية، المنوفية، الشرقية، الدقهلية، دمياط"، فى حين أن 16 محافظة باقية تولد 16% فقط من حجم المخلفات اليومية.
يقول شحاتة المقدس، نقيب الزبالين بالقاهرة الكبرى، أن محافظة القاهرة وحدها تنتج يوميا 16 ألف طن من القمامة، يتم تقسيمهم إلى 40% مواد عضوية، و40% مواد صلبة يمكن إعادة تدويرها، و20% مواد غير قابلة لإعادة التدوير كالأكياس والجوانتيات والمخلفات الخطرة، والتى يتم دفنها فى مدافن الهيئة والمحافظات، موضحا أن الأسواق بالخضراوات وشوادر الأسماك وقمامة الشوارع والعصارات وبقايا عصر القصب جميعها مواد غير قابلة للتدوير، تجمعها الهيئة من الشوارع ومن محطات المناولة، وعند فرز الزبالين لما يجمعوه يسلمونها الـ20% غير القابلة للتدوير، ونسميها بـ"زبالة الزبال" وبعد رحيل الشركات الأجنبية وبدء تطبيق المنظومة الجديدة وشراء معدات بـ300 مليون جنيه، تم وضع حاويات كبيرة، يفرز الزبال ما لديه ويسلم ما ليس لها استخدام عنده فى تلك الحاويات.
وحول تصنيف الـ40% التى يتم إعادة تدويرها، وأسعارها، قال المقدس لـ"اليوم السابع"، أن تلك العناصر أهمها النايلون الأبيض الذى يتم تغليف الثلاجات والأجهزة الكهربائية الجديدة به، حيث يصل سعر 7 آلاف جنيه الطن، ثم زجاجات المياه المعدنية، والتى يقدر سعر الطن منها بـ 5 آلاف جنيه، موضحا أن سعرها مرتفع لأنها مواد صلبه من مشتقات البترول، ويتم استيرادها من خارج مصر ومرتبطة بالدولار، وعبوات "الكانز" لأنها ألومنيوم خام، فإن سعر الكيلو منها بـ22 جنيهًا، لافتا إلى أن الكيلو يحتاج تجميع أكثر من 100 علبة.
وأشار إلى أن الطن من الكارتون والورق سعره 2000 جنيه، و300 صنف من البلاستيك أسعار الطن منها ما بين 1500 و2000 جنيه، ويأتى الزجاج فى المرتبة الأخيرة حيث يصل سعر الطن من 400 إلى 500 جنيه، وهو أرخص السلع الصلبة، لافتا إلى أن القاهرة ينتج عنها حوالى 8 آلاف طن على مستوى القاهرة الكبرى يمكن إعادة تدويرها، من إجمالى 16 ألف طن مخلفات.
أما عن كونها مهنة مربحة، قال نقيب الزبالين: كل الناس شايفة أن الزبال بيكسب دهب، هى المهنة حلوة عشان مستدامة، على عكس أى مهنة أخرى قد تشهد ركود فى بعض الفترات، بينما الزبالة لا يمكن يوم أن تقف، واحنا معندناش شغلانه غيرها، هانروح نشتغل فين؟، والوظائف محتاجه مؤهلات، والمرتب الشهرى مهما الزبال يضرب دماغة فى الحيط من يمين شمال، دخل الأسرة فى المناطق الشعبية من 3 إلى 5 آلاف جنيه شهريا، والمناطق الراقية من 5 إلى 10 آلاف جنيه، وذلك لا يأتى بسهولة، فالأسرة كاملة تعمل من 4 فجرا فى الجمع، ثم الفرز بالمنزل بحى الزبالين، ويظل لمدة أسبوع يجمع ويفرز لبيع ما تم تجميعه.
وتابع: الزبال فى مصر يعتمد على بيع المواد الصلبة التى يفرزها من القمامة، لذك حاربنا أكشاك القمامة، وقولنا دى لقمة عيش، رغم أن هناك عبئ لتوفير سيارة وعمال للنقل والتجميع، بجانب أن باقى المواد الصلبة لا تباع، بل يتم الصرف عليها للحصول عليها، ولا مرتبات لنا من الحكومة، وهناك سكان يمنحون الزبال مرتب وأخر لا، ويكتفى بما يتم دفعه على فاتورة الكهرباء، وهو ما يدفع الزبال فى المناطق الشعبية للتأكيد على ضرورة وجود مقابل وإلا فلن يجمع زبالة المنازل، لكن المناطق الراقية تمنح مقابل لأنهم مبسوطين، وحتى لو مجانا هيروح، خاصة مناطق: قصر النيل، المنيل، الزمالك، جاردن سيتى، مصر الجديدة، النزهة، المعادى، مدينة نصر، لأن الكانز والمياه المعدنية هناك كثيرة، بينما الشرابية والسبتية وتلك المناطق غلابة، وتصدر الكارتون والورق، والسلع الرخيصة.