بدأت جموع الحجاج منذ فجر اليوم الثلاثاء، أول أيام عيد الأضحى المبارك، أداء نسك رمى الجمرات فى مشعر منى برمى الجمرة الكبرى "جمرة العقبة" بسبع حصيات.
وتبدأ مناسك الحج فى الثامن من ذى حجة بمبيات الحجاج بوادى منى، يوم التروية، ثم يتوجه الحجيج إلى عرفة بعد المبيت بمنى، وبعد ذلك رمى الجمرات فى جمرة العقبة الكبرى، ويعود الحاج إلى مكة ليقوم بطواف الإفاضة ثم يعود بعدها إلى منى لقضاء أيام التشريق، ويعود مرة أخرى إلى مكة لطواف الوداع ومغادرة الأماكن المقدسة.
وبحسب كتاب "رمى الجمرات فى ضوء الكتاب والسنة وآثار الصحابة" للدكتور سعيد بن على بن وهف القحطانى، فإن الرمى فى اللغة هو القذف والدفع والجمرات من الجمرة أو الحصاة الصغيرة، ويشير المؤلف إلى أن الأحاديث ورد فيها ما يدل على أن أول من رمى الجمرات كان الخليل إبراهيم، فعن ابن عباس، يرفعه إلى النبى قال: لما أتى إبراهيم خليل الله المناسك عرض له الشيطان عند جمرة العقبة، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ فى الأرض (عرض عنه)، ثم عرض له عند الجمرة الثالثة فرمان بسبع حصيات حتى ساخ فى الأرض. وقال ابن عباس: الشيطان ترجمون، وملة أبيكم إبراهيم تتبعون.
ويوضح الكتاب ما ذكره الشيخ ابن الباز فى مجموع فتاويه بأن رامى الجمرات اقتداء بالنبى إبراهيم، حين اعترض له الشيطان المواقف، وأوضح أن التقيد بالعدد سبعة له حكمه عظيمة وهو التذكر بما شرع الله من هذا العدد: ترمى سبع حصيات، كالطواف سبعا، والسعى سبعا.
فيما وضح كتاب "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للإمام محمد التبريزى 1-11 ج5" للشيخ محمد بن عبد الله التبريزى، فإن أول من رجم الشيطان كان آدم عليه السلام، قد رمى أبليس بمنى فأجمر بين يديه أى أسرع فسمى الجمار به، وأن إبراهيم لما أراد ذبح ولده بمنى فإنه ظهر له عند الجمرة الأولى يراوده أن لا يذبح ابنه فحصاه بسبع حصيات حتى ساخ، ولهذا يظهر حكمة الاكتفاء فى اليوم الأول بالعقبة حملا ففعلة أدم، وفى الأيام الثلاثة تبعا لإبراهيم أوت له ولولده وامراته هاجر، حيث وسوسو لهم أبليس فى المواضع الثلاثة، وهكذا يتضح وجه تكرار الجمرات فى ثلاثة أيام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة