أنا فى غاية الفزع والقلق على البرادعى، بعد صمته عن التغريد لمدد طويلة بعضها يصل إلى الشهر بين كل تغريدة وأخرى، وصمته أيضا عن متابعة الأحداث الجسام التى يمر بها العالم والكوكب ومجرة درب التبانة، فى هذه المرحلة الفارقة التى نعيشها، وأتساءل يوميا متى يغرد البرادعى ليضىء لنا الدروب المظلمة؟ متى يغرد البرادعى ليفسر لنا مواقف ترامب من الاتحاد الأوروبى وهل ينقلب ترامب على حلفائه أم يظل أمينا لما يمثله الناتو؟ وكيف يفوت البوب أن يعلق على توفير ثلاثين ملاذا آمنا لإنسان الغاب؟ بل كيف يفوته أن يعلق على التاتو الجديد للنجمة العالمية كاتى بيرى؟
لأ يا بوب كله إلا كاتى بيرى والتاتو الجديد الذى وشمته على معصمها، هل رأيته؟ بذمتك هل تابعت ردود الصحف العالمية على هذا التاتو الذى يمثل حدثا كونيا؟ وهل تمعنت فى تفاصيل التاتو المذهل الذى يحيى قيم العالمية والاتحاد من أجل السلام على الأرض؟
أليست القيم التى يمثلها تاتو كاتى بيرى هى نفس القيم التى كنت تدعو إليها طوال سنوات، أن الطيور تحب الطيور والحيوانات تحب الحيوانات والبنى آدمين يحبوا البنى آدمين؟ هل تنازلت عن قيمك السلامية يا بوب أم أن بينك وبين كاتى بيرى حزازيات وضغائن؟ عايزين تغريدة بسرعة قبل أن يفسر المغرضون إعراضك عن التعليق على تاتو النجمة الشهيرة نوعا من التراجع عن قيم السلام الهلامى المتحد من أجل بيئة أفضل للرأسقدميات والثدييات وذوات الدم الحار، وقبل أن تصل المعركة بين أنجيلينا جولى وكاتى بيرى إلى الصحافة الصفراء وأنت تعرف أساليب وأسئلة تلك الصحف التى لا تراعى خدماتك الجليلة للمشاريع الغربية فى العالم الثالث طوال خمسة عقود تقريبا.
تلك الصحف سليطة اللسان ستقارن بين ترحيبك الحار بأنجيلينا وتجاهلك التام لكاتى بيرى، ما يصحش، اشمعنى أنجيلينا؟ وهل كاتى بيرى مرتبطة بفنكوش تخصيب اليوارنيوم المزعوم فى العراق الذبيح أيام كنت مديرا لوكالة الطاقة الذرية؟ النجمة صاحبة الثلاثة وثلاثين عاما لم تكن شهيرة ومنغمسة فى الحياة العامة والفن فى بدايات الألفية الثالثة عندما تم اجتياح العراق من قبل ما سمى بقوات التحالف، كما أن التاتو الخاص بها كونى ويدعو إلى تأمل ما يحيط بالأرض من مدارات وعلاقتها بالشمس والكواكب الأخرى.
أدعوك يا بوب أن تراجع نفسك بجدية، فالأمر هنا لا يتعلق بمجرد حزب سياسى فاشل بدون شعبية كحزب الدستور الذى أسسته ليجمع الطيف الشبابى المنفعل المتحمس مع خلايا الإخوان النائمة ومجموعات العواطلية أرزقية الفوضى الخلاقة، ثم تركته يغرق فى دروب النسيان والتجاهل مثل الفلوكة الشهيرة «نورماندى تو» الخاصة بالريس حنفى، الموضوع يتعلق بالدمعة الرمزية أسفل يسار تاتو كاتى بيرى وكيف تأتى هذه الدمعة كشهادة دامية على تراجع الإنسانية وانحطاط القيم، لا فى بلد محدد سواء فى البلاد الاستعمارية الكبرى التى تستنزف ثروات المقهورين، ولا فى بلد من البلاد التعسة التى شاء حظها أن تبتلى بالفوضى الخلاقة، إنها الدمعة التى تستحق التفاتك يابوب لتكتب فيها بدل التغريدة عشر تغريدات، بل من الممكن أن تفتح حولها حوارا عبر مواقع التواصل الاجتماعى مع أولادك فى حزب الدستور، ولا أكون مبالغا لو قلت إنك وأولادك فى الحزب ستنتهون إلى الدعوة لاستفتاء عام حول الدمعة التى تحت تاتو كاتى بيرى، هل يمكن أن نعتبرها شعار المرحلة ونواكبها بالبكاء أم ننحاز إلى الكرة الأرضية بمداراتها المتتابعة التى تقع فى قلب التاتو.
ابدأ يا بوب وهنتفاعل معاك إن شاء الله، كلنا فى كوكب واحد.