خالفت عدة دول، بيان المحكمة العليا بالمملكة العربية السعودية تحديد يوم عرفة وأول أيام عيد الأضحى المبارك، واحتفلت اليوم بأول أيام عيد الأضحى المبارك وهى "أندونيسيا وماليزيا وسلطنة بروناى وسنغافورة واليابان وإيران والمغرب".
وقال الدكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن هذا الأمر يعتبر مخالفة شرعية لأنه معلوم أن عيد الأضحى يتحدد فى اليوم التالى ليوم عرفة وتم تحديده من بلد المناسك بالمملكة العربية السعودية، وهو ما يعنى أن كافة الدول لابد أن تلتزم برؤية بلد النسك، فالميقات لابد أن يسرى على كافة أرجاء العالم الإسلامى وذلك بناء على ما يتم إعلانه من قبل المملكة العربية السعودية فيما يخص تحديد يوم عرفة .
وأضاف فى تصريحات لـ "اليوم السابع" ،يجب أن يتوحد المسلمون ليس فقط بالنسبة لعيد الأضحى بل أيضا فى تحديد بداية صيام شهر رمضان لأن إذا اختلف المسلمون فى ركن من أركان الإسلام فماذا تبقى لهم ؟،وهذا يعطي دلالة فى منتهى الخطورة أن وحدة الأمة فى خطر، وخاصة أنهم مختلفين فى ركنين من أركان الإسلام وهم صيام رمضان و يوم عرفة".
وتابع، هذا يعطى انطباعا للغير أننا مختلفين، فمسألة توحيد رؤية الهلال ينبغى أن تكون قضية أمة وخاصة فى هذا العصر الذى نملك فيه وسائل العلم الحديث، ولابد من توحيد الرؤية بالبلدان الإسلامية ولكن ما يحدث يعبر عن فرقة واختلاف فى أداء ركنين عظيمين من أركان الإسلام.
من جانبه قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أرى أن هناك مؤثرات سياسية وأخرى مذهبية طائفية فلابد من التقريب المذهبى الإسلامى إنما أعداء المسلمين لا يريدون التقريب، والعلاج هو عدم تسيس الدين،فما يحدث أمر منكر لا يليق بالأمة المسلمة.
وأضاف فى تصريحات لليوم السابع، "أن هذه المسألة الفقهاء التراثيون نصوا عليها باستثناء رؤية هلال ذى الحجة ،فذكر الشافعية أن لكل قطر رؤيته واستدلوا بالقرآن الكريم "فمن شهد منكم الشهر.."، وقالوا أن منكم هنا جاءت للتبعيض وما رواه مسلم فى صحيحه من حديث مولى إبن عباس أن أم الفضل بنت الحارث بعثته في حاجة إلى معاوية بالشام، قال: فقدمت الشام فقضيت حاجتها واستهل علي رمضان وأنا بالشام، فرأيت الهلال ليلة الجمعة، ثم قدمت المدينة في آخر الشهر فسألني عبد الله بن عباس ثم ذكر الهلال فقال متى رأيتم الهلال؟ فقلت رأيناه ليلة الجمعة. فقال: أنت رأيته؟ فقلت: نعم ورآه الناس وصاموا وصام معاوية فقال: لكننا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه، فقلت فلا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟،أما الجمهور خالف الشافعى فقالوا أن قول الله تعالى "فمن شهد منكم الشهر فليصمه"، و"من" للبيان وهو ما يعنى أن الرؤية عامة طالما أن بلد يشترك معنا فى جزء من الليل وجزء من النهار فالرؤية عامة ،كذلك فسروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته"،فقالوا أن الخطاب هنا عام، فإذا ثبت الهلال ثبوتا شرعيا فى قطر من أقطار المسلمين ثبت فى باقى البلاد.
وأضاف، مما يؤسف له أننا لدينا علم الفلك وقسم الفلك فى كليات العلوم بجامعات معتمدة لماذا لا يجلس علماء الفقه وعلماء الفلك للخروج برأى موحد فيه الأصالة التراثية والواقع المعاصر ،قد يحتمل خلاف فى رؤية الأحد عشر شهراً ما عدا رؤية هلال ذى الحجة فيجب العمل بقرار المحكمة الشرعية العليا بالمملكة العربية السعودية لخصوصية أن وقفة عرفات ترتبط باعمال الحج والسعودية هى بلد المناسك .
وعلق الدكتور محمد غريب رئيس قسم الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، على مخالفة بعض الدول المملكة العربية السعودية لغرة شهر ذو الحجة، قائلا" إن طريقة تحديد بداية الأشهر الهجرية تختلف من دولة لأخرى، و بعض الدول تعتمد على الحسابات الفلكية،والبعض يعتمد على رؤية الهلال"، مضيفا: أن الاقتران يحدث حينما تقع الارض والشمس والقمر علي خط واحد، والهلال يرى حينما يحدث الاقتران قبل غروب الشمس،ويمكث الهلال لفترة كافية بعد الغروب في السماء".
وأكد أن بعض الدول فضلت رؤية مولد هلال شهر ذو الحجة بنفسها، لكن الظروف حالت دون ذلك، موضحا أن فترة المكث بالسماء تختلف من دولة لاخري، ومن منطقة لاخري داخل الدولة الواحدة، موضحا أن الدول التي تحتفل بالعيد اليوم مكث فيها الهلال فترة قصيرة في السماء، حيث بلغت فترة مكث الهلال في سماء المغرب والتى تحتفل اليوم بعيد الاضحى 9 دقائق، مشيرا إلى أن هناك دولا كان المكث قصيرا للغاية ففي إندونيسيا وماليزيا وإيران بلغت دقيقة واحدة فقط، موضحا أن الظروف الجوية أحيانا تقف حائلا أمام رؤية الهلال فى السماء.