أنت تستطيع أن تعرف مستقبل العرب بعد مائة عام، إذا راقبت ما الذى يشاهده أطفالنا اليوم من محتوى على «يوتيوب»، المحتوى العربى من فيديوهات فى وادٍ غير هذا الذى يتجه إليه العالم، المحتوى العربى يغرق فى المواد الترفيهية السفيهة، أو كليبات المهرجانات، أو الفيديوهات السياسية الساخرة، أو الموجهة، أو برامج المحتوى الدينى، أو معارك الأديان والمذاهب أو الخناقات الرياضية والفنية بنظرية «شاهد قبل الحذف»، فى حين تنشغل مؤسسات العالم بإنتاج محتوى خلاق فى مجالات وتخصصات متنوعة ليحول المعرفة من الكتابة إلى الفيديو.
لا أقول إن بقية دول العالم غير مهتمة بكل هذا المحتوى المشار إليه، لكن إلى جانب ذلك هناك الملايين من الفيديوهات التربوية والعلمية لأعمار مختلفة فى قوالب متطورة وغير مملة وتحظى باهتمام كبير من الأطفال والشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر من مستخدمى «يوتيوب»، وهم أساس مستقبل العالم، هذا المستقبل يستهلك بالعربية فيديوهات «الخناقات وشاهد قبل الحذف»، ويستهلك بالإنجليزية «فنونا وعلوما ومتعة وسياحة وثقافة وسياسة وربما يتعرض كذلك لهوايات جديدة وقيم لا تتشابه مع قيم المجتمعات العربية».
راقب أولادك وعلاقتهم بالـ«يوتيوب»:
شاهدهم وهم يبحثون عن فيديوهات عن الفلك، أو البراكين، أو البحار أو الكشافة أو الحياة البرية، وانظر إلى الفرق بين المحتوى العربى والمحتوى الأجنبى الذى يشاهدونه فى نتائج البحث.
راقبهم وهم يستمتعون بمشاهدة محتوى تاريخى أجنبى، أو قصص، أو أفلام جديدة، أو لعب أطفال، أو برامج فى التنمية البشرية.
وراقب أيضا نتائج البحث، وراقب اختياراتهم فى المشاهدة، لتتأكد بوضوح أن المحتوى الأجنبى أكثر شمولا وجاذبية ويغطى كل الاهتمامات فى قوالب متعددة، بينما المحتوى العربى فقير ومتدنى الجودة وغير مناسب ولا يحظى بأى جاذبية، اللهم إلا الفيديوهات السفيهة الساخرة التى لا تقدم نفعا، بل تضاعف من تخلف الأمة عقلا وسلوكا وأخلاقا بين أمم الأرض.
أولادنا يتعلمون ويفكرون ويستمتعون بمحتوى صنعته بلدان أخرى، بينما نترك نحن هذه الساحة دون إبداع حقيقى أو محتوى يتناسب مع هذه الأجيال الجديدة، ودون أن نفكر ما الذى سيكون عليه مستقبل العرب حين يكون هذا الجيل هو صانع القرار فى هذه الأمة.
نحن ننقرض معرفيا
وننقرض علميا
وننقرض ثقافيا
وننقرض فنيا
على «يوتيوب»
ونترك هذه المنصة الإعلامية بلا استراتيجية، وبلا أفكار فى المحتوى العربى، نترك السفه والصراعات السياسية تتصدر حركة المحتوى العربى، بينما يعرف أولادنا تاريخ الحرب الأهلية الأمريكية بالفيديو والصور أكثر منا، يعرفون قصص الثورات العربية ضد الاحتلال، يشاهد أولادنا قصص ألف ليلة بالإنجليزية، ويعرفون هذا الكوكب وهمومه بعيون أجنبية.
هل يبدو لك هذا أمرا طبيعيا؟
هل تشعر بأى قلق على المستقبل؟
هل تتصور أن الدول العربية ينبغى أن تضع هذه القضية فى دائرة الأولويات؟!
فكر..
//
وانت وضميرك..
عدد الردود 0
بواسطة:
فرعون
شكرا
شكرا أستاذ خالد على هذة الجرأة. لا أحد يعترف بأننا لا نقدم شئ مفيد للبشرية. مشغولون بالتفتهات و نحارب بعض بأعلام مزور فى الجزيرة و تعليم فاشل و أولادنا إلى الضياع. كان نفسى تذكر السبب الحقيقي. شكرا شكرا
عدد الردود 0
بواسطة:
بركة
مقالاتكم قيمة .. لكن المحررين بالموقع لاينشرون سوى تعليق واحد أو اثنين
نرجوكم مراجعة التعليقات على مقالاتكم السابقة للتأكد من ذلك فضلا .. لاينشرون أي تعليق ( قوي ) وداعم لفكركم المستنير
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم
لماذا لاتنشرون التعليقات البناءة وبسرعة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قال الحكيم بتطارح الأفكار تظهر الحقيقة ؟ لماذا لاتنشرون التعليقات البناءة وبسرعة حتي تتوفر الشفافية والمكاشفة للجميع فنتقدم ونطرح الخوف جانبا ؟ وأرجو نشر التعليقات ملاصقة للخبر وليست بأسفل بعيدا حتي يستفيد بها الجميع ؟