التاريخ: 8 ذى الحجة من كل عام هجرى.. الحدث: بداية أداء مناسك الركن الأعظم من أركان الإسلام الخمس، إيذانا بتأدية الفريضة الأهم لدى المسلم.
ويبدأ ملايين من المسلمين خلال أيام مناسك الحج من الأراضى المقدسة، وهو الحدث الأبرز الذى ينتظره المسلمون كل عام مثل الصيام فى رمضان، ويروا بأنه من أهم الأعمال تقربا إلى الله، ولما يختلف المسلمون إلى طوائف وطرق كـ "سنة وشيعة ومتصوفة وسلف"، فإن النظر للمناسك قد يختلف ولو بسيطا بين تلك الطوائف، وربما يظهر تسأل كيف يرى المتصوفة الحج، خاصة وأنهم أكثر الطرق الإسلامية اختلافا فى نظرتها للعقائد والفروض.
وبحسب موقع "صيد الفوائد" للمعلومات الإسلامية، فالصوفية يعتقدون أن الصلاة والصوم والحج والزكاة عبادات العوام وأما هم فيسمون أنفسهم الخاصة ولذلك فعباداتهم مخصوصة وأن تشابهت ظاهرا، وإذا كانت العبادات فى الإسلام لتزكية النفس وتطهير المجتمع فإن العبادات فى التصوف هدفها ربط القلب بالله تعالى للتلقى عنه مباشرة حسب زعمهم والفناء فيه واستمداد الغيب من الرسول صلى الله عليه وسلم والتخلق بأخلاق الله حتى يقول الصوفي للشيء كن فيكون ويطلع على أسرار الخلق، ولا يهم فى التصوف أن تخالف الشريعة الصوفية ظاهر الشريعة الإسلامية.
ويشير موقع "مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية" التابع لهيئة رابطة العلماء المحمدية بالمملكة المغربية: إن للصوفية فى حجهم أسرار وأشواق ومقاصد غير أداء الفرائض والسنن والواجبات والمستحبات، فمع كل نسك من المناسك يحضر القلب والعقل والشوق والمحبة لله عز وجل والوعى التام بالفريضة القائمة على تجريد التوحيد لله وحده لا شريك له، قال تعالى: ﴿وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود﴾.
أما فيما يخص مصطلحات الحج والبيت والكعبة المشرفة، وكيف تذكر عند المتصوفة، فبحسب كتاب "معجم اصطلاحات الصوفية (ص 64)" لعبد الرازق الكاشانى بيت المحرم هو قلب الإنسان الكامل الذى حرم على غير حق.
ويذكر كتاب "الموسوعة الصوفية (ص 905، 906)" للدكتور عبد المنعم الحفنى، إن الحج يعد من الآداب الصوفية، ولكنهم أصناف فمنهم من حج مرة واحدة بحجة أن الرسول حج مرة واحدة، ومنهم من كررها، ومنهم ما حبس نفسه على مكة فقط، ويشير إلى الحج فى المصطلح الصوفى هو استمرار القصد فى طاب الله والإحرام إشارة إلى ترك شهوة المخلوقات.
وبحسب نفس الكتاب "الموسوعة الصوفية (ص1220)" فأن الكعبة هى عبارة عن الذات، وفى الأدب الشعبى الصوفى: إن لله عبادا تطوف بهم الكعبة تقربا إلى الله، ويقال لا تغرب الشمس من يوم إلا يطوف بهذا البيت رجل من الأبدال، ويطلع فجر من ليلة إلا طاف به واحد من الأوتاد، وإذا انقطع ذلك رفعت الكعبة سبع سنوات، ثم يرفع القرآن من المصاحف وينسخ من القلوب، ولا تقوم الساعة حتى يرفع الركن والمقام.
وقد نسب للحلاج قول: من أراد الحج ولم يتيسر له، فليبن فى داره بيتا لا يناله شئ من النجاسة، ولا يمكن أحدا من دخوله، فإذا كان فى أيام الحج فليصم ثلاث أيام، وليطف كما يطاف بالكعبة، ثم يفعل بداره كما يفعل الحجيج فى مكة، وذلك وفقا لما جاء فى رواية " طيف الحلاج" للكاتب السعودى مقبول العلوى.
وبحسب كتاب " الصوفية والصفوية، خصائص وأهداف مشتركة (ص 318،319،320" تأليف على الكاش، فأن من الصوفية من ينكرون الحج ومن الحلاج، الذى لم يعتبره فريضة، مكتفيا بالنية دون تحمل مشقة السفر.
ويشير الكتاب إلى أن مؤسس طريقة الخلوة والرهبنة الصوفية، الفارسى أبو سعيد بن أبى الخير، لم يحج مطلقا مدعيا بأن الكعبة تزوره عدة مرات فى اليوم، وذكر أبو يزيد البسطامى: لقد جمعت عبادات أهل السموات والأرضين السبع وجعلتها فى مخدة.
أما الطريقة التجانية، فأنهم يزورون قبر شيخهم قبل الحج، ككل الطرق، ومن يرجح الحج إلى المقابر على الحج للبيت، ويقول: إذا زرت قبر الشيخ مرتين أو ثلاثة كحجة.