استمرارا لحالة الخيانة التى تنتهجها قطر عبر "تنظيم الحمدين" الحاكم، للعرب بصفة عامة والقضية الفلسطينة بصفة خاصة، وتنفيذ الأجندة الأمريكية والمشروع الصهيونى بتعزيز الانقسام بين الضفة الغربية وغزة واتساع رقعة الفرقة بينهم، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الجمعة، أن الدوحة أقترحت المساهمة فى بناء مطار بالقرب من مدينة "إيلات"، يمكن السفر عبره من خلال خطوط طيران مباشرة إلى قطر.
وزير الخارجية القطرى
ويأتى ذلك بعد أيام قليلة من كشف فضيحة لقاء وزير الدفاع الإسرائيلى أفيجادور ليبرمان، مع وزير خارجية دولة قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثانى، سرا فى قبرص قبل نحو شهرين،
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن محمود العالول، نائب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس أبو مازن، قوله، إن إسرائيل أرسلت إلى حركة حماس المقترح القطرى بإقامة مطار بالقرب من إيلات، إضافة إلى الميناء البحرى فى قبرص، والسماح بإقامة رحلات جوية من المطار إلى قطر كجزء من صفقة التسوية الشاملة التى ترعها الولايات المتحدة الأمريكية التى تعرف باسم "صفقة القرن".
ويواصل "تنظيم الحمدين" تواطئه مع إمارة قطر الداعمة للإرهاب فى المنطقة العربية مع دولة الاحتلال الإسرائيلى لتصفية القضية الفلسطينية وتمرير "صفقة القرن" الأمريكية المشبوهة.
نائب ابو مازن
ووفق أقوال، نائب أبو مازن، فأن الاقتراح جزءا من "صفقة القرن" التابعة لرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، وتشكل المحادثات بين إسرائيل وحماس جزءا ضروريا في الطريق إلى تحقيق هذا البرنامج.
وقال المسئول الفلسطينى: "هناك محاولات أمريكية لإخفاء القضية الفلسطينية"، موضحا: "حاول الأمريكيون تنفيذ مؤامرتهم لكن موقف الدول العربية الثابت جعلها لم تتعاون مع أمريكا فى هذه الصفقة، ولكن الأمريكيين ما زالوا يحاولون".
ويؤكد اللقاء السرى الذى تم بين المسئولين الإسرائيلى والقطرى، أن الطرح الإسرائيلى لإقامة دولة فى غزة منفصلة عن الضفة الغربية وتعميق الانقسام الفلسطينى – الفلسطينى، لا يجد صدى سوى فى الدوحة، حيث يعمل تنظيم "الحمدين" الحاكم على دعم الفصائل المتطرفة فى القطاع من أجل تحقيق هذا الهدف من خلال دعم وتمويل تلك الجماعات بحجة إعادة إعمار غزة.
فيما أصدرت خارجية الدوحة بيان رسمى هزيل يبرر اللقاء ويؤكد فى الوقت نفسه العلاقات المشبوهة مع دولة الاحتلال.
ونقلت قناة "i24news" الإخبارية الإسرائيلية، بيان الدوحة الذى زعمت خلاله أن موقفها من الاحتلال ثابت ولا يتغير، وليس مجالاً للتكهنات ولا للتشكيك، مؤكدة فى الوقت نفسه أنها تعمل بجد من خلال جهود معلنة ينسقها رئيس ما يسمى بلجنة الإعمار فى غزة السفير محمد العمادى، على حد قولها.
وبرر الخارجية القطرية اللقاء المشبوه مع وزير دفاع الاحتلال بعد افتضاح أمره، زاعمة بأن هدف المساعى القطرية الأول والأساسى هو رفع الظلم عن أبناء الشعب الفلسطينى والوقوف إلى جانبه، وهذا يتطلب اتصالات ولقاءات مع جميع الأطراف، وليس لدى دولة قطر ما تخفيه فى هذا الصدد ولا سيما حين يجرى التوسط لأغراض إنسانية، على حد زعمها.
وقالت القناة الإسرائيلية، إن بيان الخارجية القطرية جاء ردا على ما نشره موقع "Walla" الإخبارى العبري، يوم الأربعاء الماضى، حول لقاء وزير الدفاع الإسرائيلي، ليبرمان سرا مع وزير الخارجية القطرى فى قبرص فى أواخر يونيو الماضي، حيث بحث معه الصفقة الشاملة للتهدئة فى غزة.
وكانت قد أشارت وسائل إعلام عبرية بإن جاريد ، المستشار الخاص للرئيس الأمريكي، وجيسون جرينبلات، المبعوث الخاص للشرق الأوسط، ينسقان جهودهما لتسويق "صفقة ترامب" التى تعتزم الإدارة الأمريكية طرحها بخصوص حل الصراع الفلسطينى الإسرائيلي، فيما لم يعرف تاريخ اجتماع المسؤول القطرى بمبعوثى ترامب للترويج لصفقة ترامب عبر الدوحة.
وأشارت إلى أن كوشنر وجرينبلات اللذين قاما مؤخرا بزيارة إلى الدوحة والتقيا خلالها وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثانى لبحث الصفقة والوضع فى قطاع غزة، لافتة إلى تغريدة لجيسون جرينبلات على موقعه على تويتر، قال فيها "عقدت لقاء مع نائب رئيس الوزراء القطرى ومعى جاريد كوشنر".
وأضاف جرينبلات أنه جرى خلال الاجتماع مناقشة "الوضع فى غزة وجهود السلام التى تبذلها الإدارة الأمريكية".
وكانت قد كشفت وسائل إعلام عبرية أن الوزير القطرى، محمد آل ثانى، قضى فى قبرص 24 ساعة، خلال ذروة جولات دولية له بين أوروبا والولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه وفق سجلات الرحلات الجوية أتضح أنه زار قبرص فى الوقت ذاته الذى كان ليبرمان فيها أيضا.
وكان قد نُشر فى الماضى أن ليبرمان التقى المبعوث القطرى محمد العمادى، ولكن اتضح الآن أن اللقاء كان بين مسؤولين أكبر.
وتعمل الدوحة على تنفيذ أجندة "المشروع الصهيونى" على الأراضى الفلسطينية المحتلة، حيث أن إلغاء حق عودة فلسطينيى الشتات لم يوافق عليه من العرب سوا "تنظيم الحمدين" الذى يعمل على تعميق الانقسام ويحاول إيجاد موطئ قدم له فى غزة من خلال مساعيه المزعومة بالعثور على حل للأزمة فى القطاع، وذلك من خلال علاقاته الجيدة مع تل أبيب واستثمار ملايين الدولارات فى القطاع.
وكان قد كشف المحلل الإسرائيلى باراك رافيد، فى صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، أنه خلال زيارة ليبرمان إلى قبرص فى يونيو الماضى ، التقى مع المبعوث القطرى لقطاع غزة ، محمد العمادى ، ولكن وفقا لمسؤول إسرائيلى ، كان اجتماع ليبرمان فى الواقع شخصية قطرية على أعلى مستوى.
وأشار الموقع الإسرائيلى إلى أن قطر الأكثر عداء لدول الخليج، والراعية للإرهاب والداعمة لإيران وحماس وجماعة الإخوان الإرهابية، تسعى لأخذ دورا نشطا فى الجهود التنظيمية الدولية فى قطاع غزة، كما تسعى لللعب دورا فى إدارة خطة السلام المستقبلية التى خطط تلها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المعروفة باسم "صفقة القرن".
وتعود العلاقات الإسرائيلية – القطرية المشبوهة ، لسنوات طويلة، حيث اجتمع وزراء خارجية إسرائيل السابقين تسيبى ليفنى وسيلفان شالوم مع كبار المسئولين القطريين علنا، منذ عام 2000 وبعد عملية "الرصاص المصبوب" تدهورت العلاقة بدرجة خفيفة وأصبحت اللقاءات بين مسئولى البلدين تتم بشكل سرى وليس علنى.
ودائما تحاول الدوحة التوسط بين اسرائيل وحماس بشأن قضية الأسرى والمفقودين من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلى، ففى وقت سابق من هذا العام، حاولت قطر إنشاء مسار مفاوضات يتجاوز دور مصر بشأن التوصل لإتفاق تهدئة بين غزة وتل أبيب حيث عرضت خدماتها بالضغط على حركة حماس لإعادة أسرى جيش الاحتلال إلى تل أبيب.
وفى السنوات الأخيرة ، استثمرت قطر ما يقارب من 500 مليون دولار فى مشاريع مختلفة لإعادة تأهيل غزة وعمل المبعوث القطرى إلى قطاع غزة وإسرائيل على تطيد العلاقات مع إسرائيل من خلال عقد لقاءات مستمرة مع مسئولين بالحكومة الإسرائيلية وجيش الاحتلال بشكل متكرر ومنتظم كما يحافظ على اتصالاته مع كبار المسؤولين فى قطاعى الدفاع والأعمال المتعلقة بغزة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة