أحدثت قضية اعتقال نازانين زاجارى السيدة الإيرانية ـ البريطانية قبل نحو عامين شرخا غائرا فى العلاقات الإيرانية ـ البريطانية، وهو ما جعل لندن تهدد بوقف خطوط الملاحة الجوية مع طهران، ما لم تفرج عنها، وبعد مضى ساعات أطلقت إيران سراحها لمدة 3 أيام قابلة للتجديد، ما فهم منه أن إيران لا تريد فتح عدة جبهات فى وقت واحد.
نازانين فى الصحافة البريطانية
الصحافة البريطانية الصادرة صباح الجمعة، سلطت الضوء بكثافة على خبر إطلاق سراح الأم البريطانية الإيرانية التى كانت معتقلة فى طهران من خلال قرار إطلاق سراح مؤقت غير متوقع من السجن يوم الخميس فى إشارة إلى أن إيران قد تتراجع عن قضيتها.
نازانين وطفلتها
ونوهت جريدة التايمز البريطانية فى تقرير لها نشرته فى صدر موقعها على الإنترنت يوم الجمعة إلى أنه تم لم شمل نازانين زاجارى راتكليف مع ابنتها جابرييلا، البالغة من العمر أربع سنوات، فى منزل والديها خارج طهران، وذلك فى إقامة مدتها ثلاثة أيام تزامنت مع الاحتفال الإسلامى بعيد الأضحى. كانت هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها إطلاق سراحها من السجن منذ سجنها بتهمة التجسس فى أبريل 2016.
وقالت زاجارى راتكليف قبل مغادرتها السجن: "سيكون الأمر رائعا بالنسبة إلى جابرييلا أن يكون لها منزل فى النهاية"، وفقا لما ذكره زوجها ريتشارد راتكليف.
إطلاق سراح بشكل مؤقت
ولفتت الجارديان إلى أنه تم إطلاق سراح نازانين زاجارى راتكليف، وهى امرأة بريطانية إيرانية حُكم عليها بالسجن لمدة خمس سنوات فى إيران بتهمة التجسس، بشكل مؤقت من السجن لأول مرة منذ أكثر من عامين.
أسرة نازانين
وأُعطت زاجارى راتكليف، التى تركت محنتها ظلًا معلقًا على العلاقات بين إيران والمملكة المتحدة، جلسة استمرت ثلاثة أيام صباح يوم الخميس، وأخذتها وعائلتها على حين غرة.
ومنذ ذلك الحين، تم لم شملها مع ابنتها البالغة من العمر أربع سنوات "جابرييلا" التى كانت تحت رعاية أسرتها الإيرانية منذ أن كان عمرها 22 شهراً.
نازانين وطفلتها جابرييلا
وقالت زاجارى راتكليف، وفقا لزوجها ريتشارد راتكليف، الذى بقى فى المملكة المتحدة: "سيكون من الرائع بالنسبة لجابرييلا أن يكون هناك منزلا فى النهاية".
وأضافت: "يمكننا أن نلعب ويمكنها أن تعرض لى ألعابها، فكرة فك شعرها والقدرة على اصطحابها إلى الحديقة وإطعامها والنوم بجوارها تقتلني. لا يزال من الصعب تصديق ذلك".
وتأتى الخطوة الإيرانية قبل اتخاذ قرارات حاسمة من قبل الاتحاد الأوروبى بشأن مدى مقاومته للعقوبات الأمريكية التى تهدف إلى كبح الاستثمار الأوروبى فى إيران، بما فى ذلك أى شراء للنفط الإيرانى.
ما قاله الدبلوماسيون البريطانيون
وقد أبدى الدبلوماسيون البريطانيون إعجابهم بطهران بشأن معارضة المملكة المتحدة للجهود التى تبذلها الولايات المتحدة لعرقلة الاتفاق النووى الذى وقع فى عام 2015، لكن إيران اعتبرت أن المملكة المتحدة هى الرابط الضعيف المحتمل فى تحالف الاتحاد الأوروبى الذى يدعم الصفقة.
من جانبه رفض وزير الخارجية البريطانى، جيريمى هانت، فى واشنطن حيث أجرى محادثات مع وزير الخارجية الأمريكية هذا الأسبوع، دعوات الولايات المتحدة للتخلى عن التحالف الأوروبى الداعم للاتفاق النووى.
وفى علامة على عزلة طهران المحتملة فى المستقبل قال مستشار الأمن القومى الأمريكى جون بولتون يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة تنوى فرض حظر مصرفى ونفطى على إيران من نوفمبر من أجل خفض صادراتها النفطية إلى الصفر.
إطلاق سراح لمدة 3 أيام
ووفقا للجارديان فقد تم إخطار زاجارى راتكليف بأن الإجازة الخاصة بها كانت على وشك أن تبدأ فى الساعات الأولى من صباح يوم الخميس، بينما كانت لا تزال فى ملابسها الليلية، وأخبرتها أن لديها 10 دقائق للاستعداد والرحيل. بعد المرور عبر بوابات السجن، اقترضت هاتفًا نقالًا من شخص غريب ليخبر شقيقها أنه أطلق سراحها.
التقطت جابرييلا الزهور من الحديقة وأعطتها لأمها عندما تم جمع شملهما فى منزل العائلة. بعد أن قضت أكثر من نصف حياتها القصيرة بعيدة عن حضن والدتها، كان كل وقت جابرييلا مع والدتها فى زيارات إلى السجن.
ونقلت الجريدة عن زاجارى راتكليف قولها: "لم أكن أتوقع على الإطلاق عندما تم ذكر أننى يمكن أن يطلق سراحى قبل أسبوعين ولذلك لم أخبر جابرييلا".
ونوهت الجريدة إلى أن الإفراج عن زاجارى راتكليف ينحصر فى ثلاثة أيام فقط، وهى الفترة القياسية فى نظام العقوبات الإيرانى، ولكن يمكن تمديدها، كما هو الحال فى قضايا السجناء السياسيين الآخرين.
التخطيط لقلب نظام الحكم
إلى ذلك نوهت وسائل إعلام إيرانية إلى أن السلطات المحلية قررت الإفراج عن نازانين زاجارى راتكليف، موظفة الإغاثة البريطانية الإيرانية، لدى مؤسسة تومسون رويترز الخيرية، والتى كان قد حكم عليها بالسجن لمدة 5 سنوات، فى بداية عام 2016.
وشددت على أنه تم الإفراج عن زاجارى لمدة 3 أيام، بعدما كان قد تم اعتقالها فى طهران بإبريل 2016، فى أثناء عودتها إلى بريطانيا مع ابنتها تلك التى كانت تبلغ من العمر عامين، عقب زيارتها لأسرتها، لإدانتها بالتخطيط للإطاحة بالمؤسسة الدينية فى إيران، وهى التهمة التى قد نفتها أسرتها عنها.
من جانبه رحب جيرمى هانت وزير خارجية المملكة المتحدة، مؤكدًا أن بريطانيا ستضغط من أجل الإفراج عنها بشكل نهائى، وقال الوزير فى مؤتمر صحفى له: "نود أن نشكر السلطات الإيرانية على ما تقوم به، وفى الوقت ذاته لا ننسى أنها لا ينبغى أن تكون فى السجن أصلا. نازنين بريئة".