فى قلب الإسكندرية، وتحديدًا فى أرقى الأحياء بها، بمنطقة باب شرق، تتوسط أشجار هائلة، ونباتات نادرة داخل حدائق بلا أسوار، لتعلن للجميع السماح بدخولها دون أى رسوم مقابل ذلك، ليستطيع الفقير قبل الغنى التنزه بها، والجلوس مع أسرته بين أسوارها، خاصة بعد ارتفاع أسعار الدخول إلى حدائق قصر المنتزة، والذى زاد سعر التذكرة فيه إلى 25 جنيهًا.
وتعد حدائق الشلالات معلما تاريخيا مجانيا، متاحا للجميع الاستمتاع به، ورؤية تاريخ الإسكندرية، وإحدى صهاريجها التى كانت تخزن فيه المياه، وسور الإسكندرية القديم بداخلها، كل هذا ولا تجد الكثير من المصريين والسكندريين بداخله، فهى خاوية على عروشها، تنتظر عددا قليلا ممن يترددوا عليها باستمرار، بعد أن زاروها مرة صدفة، وأدركوا جمالها، وهدوء جوها.
ولا تقتصر الحديقة فقط على أشجارها ونباتاتها المعمرة، والتى أنشأت منذ أكثر من 100 عام، وإنما تحتوى أيضًا على شواهد لتاريخ عروس البحر المتوسط، حيث تضم الأبراج الأثرية لسور الإسكندرية القديم، والذى يعد أحد أهم المعالم الحربية النادرة.
وتسير قليلًا داخل الحديقة المصممة، من قبل الأمريكى فريدريك لو اولمستد، والذى جعلها مليئة بالتضاريس الطبيعة، وبحيرات وهضاب وقنوات مياه، حيث يوجد بها ثلاثة بحيرات، تستطيع أن تدرك فيهم اللحظات الأولى لهدوء الطبيعة الذى يفتقده الكثيرون فى هذه الفترة، خاصة مع متابعة البطات الصغيرة يسبحن فى مياه البحيرة.
كما أن بها صهريج تحت الأرض يعتبر هو الصهريج الوحيد الذى مايزال يحتفظ بحالته المعمارية دون أن يطرأ عليه أى تغيير وتبلغ مساحته نحو 200 متر ويضم ثلاثة طوابق تحت الأرض وبه مجموعة نادرة من الأعمدة والتيجان المتنوعة وكانت الإسكندرية تعتمد فى تغذيتها بالمياه العذبة على تخزين المياه فى مثل هذه الصهاريج التى كانت تبنى تحت الأرض.
وفى الفترة الأخيرة، قام حى وسط بتطوير ورفع كفاءة حدائق الشلالات، وشمل ذلك تطوير النافورات وأعمال الرى والنظافة وتقليم الأشجار بها والاستفادة من المساحات الموجودة بها وتطويرها الشامل من رفع كفاءة الأرضية وتركيب بلاطات انترلوك، وكراسى خراسانية، وتطوير الأسوار المحيطة بها، وعمل صيانة شاملة للمسطحات الخضراء والمتنزهات وأعمدة الإضاءة بالحدائق.
كما تزور الحديقة بين الحين والآخر، بعثات أوروبية، آخرها كانت البعثة اليونانية، التى تتفقد أحوال الحديقة، وتحاول العمل على تطويرها ورفع كفاءتها من خلال تعاون مشترك مع محافظة الإسكندرية، لجعل الحديقة تحافظ على تراثها التاريخى، والحضارى.
المؤسف، أن الحديقة مازالت تعانى بعض الإهمال فى أماكن الشلالات الموجودة بها والتى لم تعد تعمل بشكل جيد، بسبب القمامة المتناثرة حولها، بالإضافة إلى الرائحة الكريهة التى تخرج من مثل هذه الاماكن خاصة مع تراكم القمامة بداخل تجمعات المياه الموجودة هناك.
كما أن الحدائق الموجودة على مساحة 8 أفدنة تفتقد من يذهب إليها، والكثير يمر بجوارها ولا يفكر فى الدخول إليها، بسبب عدم وجود دعاية كافية لها سواء على صفحات محافظة الإسكندرية، أو إعلانات لها، أو على السوشيال ميديا، لتجد الأجانب فقط هم من يزورونها ويحرصون على التقاط الصور، بجانب البحيرات والنباتات النادرة، والمعالم الأثرية الموجودة بداخلها.
يقول المخرج الشاب، ميدو جدو، إن المناظر الطبيعية فى حدائق الشلالات رائعة، سواء المتمثلة فى الشلالات الصناعية أو الأشجار والنباتات النادرة والبحيرات وغيرها، ولكن للأسف لا يوجد رقابة أو إحكام أمنى بها، لوجود مشاهد مخلة وخادشة للحياء، أو متسولين ومتعاطى مخدرات وبلطجية فى أى لحظة يدخلون الحديقة لا نشعر فى وجودهم بالأمان.
أما هدى جمال، أضافت، ذهبت أنا وأسرتى فى إجازة عيد الأضحى، واستمتعنا جدا بالمناظر الخلابة المجاورة الموجودة بجوار البحيرة الرئيسية ومشهد رؤية البط يسبح داخلها أعادنى للطبيعة البريئة بالإضافة إلى الهدوء الموجود بالمكان، والبدال الذى نتحرك به داخل البحيرة، كل هذا كان فى حدود المنطقة الخاصة بالكافتيريا الموجودة بداخلها، لكن باقى الحديقة يحتاج إلى المزيد من الرقابة والاهتمام الأمنى.
وطالبت هدى جميل، باستغلال المساكة الكبيرة فى الحديقة، وعمل "كيدز إريا" أو مساحة مخصصة للعب الأطفال، خاصة مع عدم وجود أنشطة لهم هناك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة