خالد صلاح يكتب: صديقتى التى رفض أبوها أن يترك لها مليماً فى الميراث

الأربعاء، 29 أغسطس 2018 10:00 ص
خالد صلاح يكتب: صديقتى التى رفض أبوها أن يترك لها مليماً فى الميراث الكاتب الصحفى خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
هى..
الابنة الوسطى، يسبقها شقيقها الأكبر، ويليها الشقيق الأصغر، أبناء رجل أعمال مقتدر تخصص فى مجال السيراميك وجنى أرباحا طائلة فى حياته، واشترى فى قريته بإحدى قرى الصعيد أطيانا وعقارات، وشيد مساجد، وأقام موائد الرحمن، وشيد للعائلة قصرا على النيل، غير تلك الأملاك والسيارات وحسابات البنوك فى القاهرة.. 
 
هى.. 
 أحبت أباها واحترمت كفاحه، وعاهدت نفسها أن تجعله فخورا بها بين الناس، فاجتهدت وتعلمت ودخلت كلية الطب ونافست على التعيين فى الجامعة، صارت نوارة العائلة، بجمالها وعلمها معا، لم تكسر له كلمة، ولم تخذله فى حضوره أو تخنه فى غيابه، الابنة الصعيدية الطاهرة التى تعرف حق العائلة، وترفع رأس أبيها وأخويها.. 
 
الشقيقان: 
كسرا ظهر أبيهما فى الدراسة، وأخفقا فى كل المراحل التعليمية، واضطر الأب لأن يفتح لهما أبواب شركاته ليديراها معه ليضمن لهما بعض الكرامة بين الناس، بعدما انحرفا عن مسار التعليم، وعاشا رفاهية لم يصنعاها، ولم يشاركا فى نضال الأب حتى تتحقق، لكن ثروة الأب حمتهما من غياهب الحياة، وضمنت لهما مقاعد الإدارة الوثيرة على مُلكٍ صنعه رجل واحد، واستمتع به الرجلان الصغيران لاحقا.. 
 
هى.. 
لم تحسد أخويها على السيارات الفارهة، وعلى الوظائف الناعمة، ولا النوم حتى الظهيرة، ولا الأسفار المتعددة برحلات عمل مزعومة لينعما ببعض الرفاهية فى أوروبا، عاشت بقلب أم لأخويها الرجلين، حتى تزوجت بعد نهاية رحلة الجامعة والدراسات العليا، واستقرت مع زوجها فى بيت متواضع يليق بطبيب شاب يقطع خطواته الأولى فى رحلة النجاح.. 
 
لم تطلب من أبيها استثناء، أو منحة، وقررت أن تساند زوجها فى العمل والعلم والحياة.. 
 
المحامى والمفاجأة.. 
رحل الأب بعد رحلة مرض مؤلمة، دفن أخواها الحزن فى نفس مقبرة الأب، لكنها حملت حزن أبيها فى أحشائها وجعا وفقدا، وبعد العزاء استعجل الشقيقان المحامى ليعلن تفاصيل توزيع التركة، انتظرت مع شقيقيها فى الصالون، تتشح بالسواد مع والدتها التى تكومت حزينة على أحد المقاعد، جاء المحامى، وأخرج الأوراق ليعلن أنه لا توجد تركة من الأساس، فقد قرر الأب أن يكتب كل ما يملك من مصانع وعقارات وحسابات فى البنوك باسم الولدين، ويستبعدها تماما من الميراث.. 
 
فقدت النطق من هول الصدمة، ليس حزنا على المال، لكن لوعة من خيانة الحبيب الراحل لها، أهكذا يا أبى ترتضى مخالفة شرع الله، أهكذا يا أبى تتركنى وحيدة؟! 
 
نظرت إلى الأم، ونظرت إلى الشقيق الأكبر، ونظرت إلى الشقيق الأصغر، لتكتشف من عيونهم التى تتأرجح بين السعادة والإحراج، أن الأب كان قد أعلن ذلك منذ ليلة زفافها إلى زوجها الطبيب الشاب، رفض الأب أن ينعم بخيره رجل غريب، واختار أن يغدق على ولديه.. 
 
هى.. 
لم تنطق بكلمة، رحلت بلا عودة، دفنت أمها وشقيقاها فى مقبرة الحياة، ووضعت شاهد الغدر فوق الضريح.. 
 
هما.. 
 أنفقا المال على نساء أخريات، زوجات أحيانا، وعشيقات أحيانا أخرى.. 
 
هى: 
حرمها الأب من الميراث لأنها «البنت»، وترك أموالها لبنات أخريات، لسن من صلبه، ولم يحببنه كما أحبته، ولم يكافحن من أجل فخره كما كافحت، ولم يبكين على فراقه كما بكت.. 
 
أنتم.. 
تتحدثون عن العدل الإلهى، وشريعة السماء عند المساواة، وتخرسون طوعا على غدرٍ بالبنت يحدث كل يوم من أقصى هذه الأرض إلى أقصاها.. 
 
هذه وقائع قصة حقيقية ببعض التصرف 
 
هذه وقائع تحدث بيننا، وأنتم تعرفون الحق وتنكرونه.. 
 

//

العدل من وراء القصد..
 
 


 

 

 










مشاركة

التعليقات 9

عدد الردود 0

بواسطة:

m.sarhan

محمد سرحان

احسنت استاذ خالد هذا ما يحدث فعلا فى بلادنا (الصعيد)

عدد الردود 0

بواسطة:

اميره الازهرى

الحقيقه فى قصه

حقيقه حياه بناتنا فى قصه تحكى عن ملايين القصص٫ شكرا على المقال الرائع

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود افلاطون

ان الحكم الا لله

قد تكون هذه القصة حقيقية ويعانيها اهالينا في الصعيد وربنا في المدن ايضا. لكن ما ذنب الشريعة في اب كتب في حياته توزيع لممتلكاته سواء بحرمان مستحقين او باضافة مستحقين جدد؟ شرعا وعرفا وقانونا ايضا انه في حياة المورث له كامل الحرية والحق في توزيع امواله وحسابه عند الله اما بعد الوفاة لا يملك الا الوصية بثلث الميراث وتكون لغير الورثة والا اصبحت الوصية باطلة ولا تنفذ وهذا هو حكم الله. لو اخذنا هذه القصة على سبيل المثال فان كان الاب قد باع لولديه في حياته فهو من ظلم ابنته وليس الشرع من ظلم وان كان قد اوصى بتوزيع التركة واسقاط حق الابنة في الميراث فان شرع الله انصفها وكذلك القانون المصري بعدم جواز تنفيذ تلك الوصية واعطائها حقها الشرعي في تركة ابيها وتلك هي عدالة الرحمن في شريعته

عدد الردود 0

بواسطة:

فرعون

استاذ خالد

هى : ستنال الميراث الحقيقي فى السماء . هو و اولاده و من يدافع لن تنفعهم اموال الدنيا كلها. الى هى : عيشي يا بنتى على الارض الظالمه سعيده مع زوجك و اولادك و لا تحزنى و ربنا سوف يعوضك اضعاف اضعاف من الحب و الهناء و السعاده و السلام و النجاح .

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالناصر -- العصارة

كثير من الغافلين

شكرا ا صلاح علي خاطرتك الجميلة عسي الله ان ينفع بها الله كثير من الغافلين

عدد الردود 0

بواسطة:

بركة

التدين المظهري .. الايمان ما وقر في القلب وصدّقه العمل .

ربما كان محافظاً على الصلاة والله أعلم .. ربما كان يصلي بالصف الأول .. قام ببناء مسجد .. قدم موائد الرحمن .. لكن صفة العدل وهي من أسماء الله الحسنى ظلت غائبةّ عنه .. توقعنا أن ينصف الإبنة وهي الضعيفة المكافحة الصابرة .. درس مرير وتجربة مؤلمة تؤكد وجوب أن نضع نصب أعيننا قول الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام " الإيمان .. ما وقر في القلب وصدّقه العمل " ..

عدد الردود 0

بواسطة:

الأسكندراني

(( الميراث ....تركه )) !!!!

...و...و صباح الخير .....المال ...كل ما آل اليك من نعم ورزق الله ....التركة ...هو ماتتركه بعد الوفاه ....وهو مايورث حسب الشرع ....ولك في حياتك أن تتصرف بما آل اليك ....كيفما ...واينما ...وحينما تشاء .....ولكن انتبه ....حسابك عند الله فيما آل اليك .....والرجل الذي نحن بصدده ...تصرف فيما آل اليه في حياته .....هو حر ....وحسابه عن الله ....هل ترك شيئا يورث ....لا لم يترك شيئا ....فقد تصرف في كل ما له في حياته ....هو حر ...قد يرى البعض انه أخطأ ...ويصبون عليه جام غضبهم .....فلنترك حسابه بما آل أليه من نعم .....عند واهب النعم ........ولتسألن يومئذ عن النعيم ....صدق الله العظيم ............صباااااااح الفل .

عدد الردود 0

بواسطة:

ابونور - القاهرة

تجديد الخطاب الديني

العيب في تطبيق الشرع الالهي وتحكم عصبية الجاهلية إن من أعطى المال هو الله ومن سيأخذه منك هو الله أي انك مستخلف فيه ولا نريد ان نفتح بابا للدولة لتوزيع الموريث بمخالفة الشرع الحكيم

عدد الردود 0

بواسطة:

ELHAMZAWY

أغضب مقسم الميراث الله سبحانه وتعالى وأغضب من أحبته

الموضوع بإختصار وعن تجربة (بعض) الناس فى الصعيد لا يعترفون بحق البنت فى الميراث مهما كانت درجة تدينهم فمنهم من يصلى ويصوم ويزكى ويحج بيت الله الحرام ومع ذلك ينكر حق بناتة فى الميراث . وفى النهاية الجميع سيقف أمام الله سبحانه وتعالى وسيحاسب على كل صغيرة وكبيرة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة