شهدت محافظة الغربية، خلال الفترة الأخيرة، قيام عدد من الشباب بالتفكير خارج الصندوق والعمل على خلق مصادر للرزق بدلا من الجلوس على المقاهى فى انتظار الوظيفة، إلا أنهم ابتكروا أفكارا جديدة بإمكانيات بسيطة لتدر لهم دخلا لشغل أوقاتهم، بدلا من الانتظار فى طابور الوظائف.
أمنية فتحى أبو الرجال 31 سنة من مدينة طنطا حاصلة على ليسانس آداب قسم جغرافيا، فتاة ضربت مثلا للاجتهاد والسعى لتوفير مصدر دخل لها، ولم تنتظر يوما الوظيفة كغيرها من الكثير من الشباب، ولم تقف مكتوفة الأيدى وضربا مثلا للشباب المكافح الذى يجتهد بحثا عن مصدر للرزق، على عكس مئات الشباب الذى احتل المقاهى والتى يعتبروها مكانا لتفريغ طاقاتهم بدلا من البحث عن وظيفة تناسبهم.
قامت "أمنية" بعمل مشروع لبيع "وافل" والمشروبات والآيس كريم بشارع سعيد على عربة صغيرة استوحت فكرتها من العربات المنتشرة بشوارع القاهرة، ولاقت فكرتها ترحيبا من المواطنين ليس لكونها بنتا، ولكن لأنها تفوقت على الكثير من الشباب المتكاسل الذى ينتظر الوظيفة تأتى له.
تقول أمنية، لـ"اليوم السابع"، إنها تخرجت فى كلية الآداب قسم الجغرافيا ولم تنتظر أن تأتيها الوظيفة لمكانها، ولكن بحثت عن وظيفة كمصدر رزق لها، مشيرة إلى أنها عملت مدرسة لفترة الوقت ثم تركت التدريس، موضحة أنها عملت مع فرق التعبئة والإحصاء التابع للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء لحصر أعداد السكان، بمقابل مادى، وليست وظيفة دائمة.
وأشارت إلى أنها قررت التفكير خارج الصندوق والعمل بالتجارة بمالها الخاص لتحقيق أرباح ومكسب مقابل الأعمال التى تقوم بها، حيث فتحت مشروع "عربة" متنقلة فى الشوارع، وقررت أن تبيع الحلوى والوافل، مشيرة إلى أن الفكرة بدأت فى ديسمبر العام الماضى وسافرت للقاهرة لمتابعة الفكرة، والوقوف على تكاليفها وكيفية شرائها، مبينة أنها تعاقدت على العربة ومعدات الوافل والماكينة والأدوات وكلفها المشروع 14 ألف جنيه.
وأكدت أنها قررت فتح المشروع بمحافظة كفر الشيخ وتوجهت للمحافظ الحالى وقامت بمقابلته، وقدمت طلبا له للحصول على تصريح بفتح المشروع ولكن لم يتم التنفيذ ولم يتم إنهاء الإجراءات وأصبح الطلب حبيس الأدراج.
وأكدت أمنية أنها لم تيأس وتوجهت لرئيس مجلس مدينة طنطا الذى حول الأمر للعميد مهند أبو ليمون رئيس قسم شرطة المرافق السابق الذى رحب بالفكرة، وأكد لها أنه يشجع الشباب وطلب منها اختيار مكان بعيدا عن الزحام حتى لا يعيق حركة السيارات، موضحة أنها اختارت الوقوف فى شارع سعيد أمام إشارة شارع محب، واتفقت مع شابين خريجى كليات على الوقوف بجوارهم وفتح المشروع بجانب مشاريعهم.
وأوضحت أنها تقوم بسداد اشتراكات ممارسة الكهرباء شهريا دون تأخير، وأيضا استخرجت شهادة صحية من مديرية الصحة حتى لا تتعرض للمساءلة من جانب مفتشى الصحة، لافتة إلى أن المشروع تكاليفه بسيطة وبجودة عالية وتقوم ببيع منتجاتها من الوافل بسعر أقل من المحلات لكسب الزبائن، مؤكدة أنها لم تتعرض لأى مضايقات من الشباب ولكن لاقت تجربتها ترحيبا واسعا من المواطنين، وأصبحوا يقبلون عليها للشراء منها.
وأكدت أمنية أنها طورت من منتجاتها التى تقدمها وأصبحت تقدم العصائر والآيس كريم، قائلة: الحاجة الصغيرة مش هتفضل على حالها ولازم أطور من شغلى عشان اكسب زبون، مطالبة الشباب بالتفكير خارج الصندوق وعدم انتظار الوظيفة والبحث عن فرص مناسبة لتحقيق الذات، كما طالبت الشباب بالاستفادة من التجربة وفتح مشروعات صغيرة بدلا من الجلوس على المقاهى وانتظار الوظائف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة