سلام لك ولأسرتك.. فى مشهد يعبر عن التقدير لموقف إنسانى، انحنى أطباء صينيون فى غرفة عمليات، احتراما أمام جثمان الشباب المصرى شريف الجزار الذى قررت أسرته التبرع بأعضائه بعد وفاته لإنقاذ 4 مرضى تلقوا قلبه وكليتيه وكبده، قصة الشباب المصرى التى كانت حديث لوسائل الإعلام الصينية جسدت واحدة من أروع المواقف الإنسانية فى إنقاذ حياة المرضى.
قصة الشاب المصرى سيطرت خلال الأيام الماضية على حديث وسائل الإعلام المختلفة، والذى أكدته أسرته فى تصريحات:" أنه لو كان حيًا لكان التبرع بأعضائه اختياره"، فقدم شريف الجزار جسده لإنقاذ حياة الآخرين ليصبح رمزاً إنسانياً ينحى له الصينيون.
أطباء صينيون ينحنون احتراما أمام جثمان الشباب المصرى شريف الجزار
وبعد الموقف الإنسانى الذى قدمه شريف الجزار وأسرته، أعلن الشيخ خالد الجندى، الداعية الإسلامى، عن تبرعه بحسده بعد وفاته، قصة شريف الجزار كشفت أهمية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة فى إنقاذ حياة المرضى، ولكن هناك سؤال يطرح نفسه، هل يمكن أن يقتدى آخرين بشريف الجزار وبأسرته ولا يقتصر الأمر على الأقارب، وهل نحتاج لنشر ثقافة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة؟
وتنص المادة 61 من الدستور، على أن التبرع بالأنسجة والأعضاء هبة للحياة، ولكل إنسان الحق في التبرع بأعضاء جسده أثناء حياته أو بعد مماته بموجب موافقة أو وصية موثقة، وتلتزم الدولة بإنشاء آلية لتنظيم قواعد التبرع بالأعضاء وزراعتها وفقا للقانون.
الدكتور أيمن أبو العلا، وكيل لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، قال إن قانون رقم 5 لسنة 2010 الخاص بتنظيم زرع الأعضاء البشرية نظم عملية تبرع الشخص المتوفى بأعضائه، مؤكداً أن تبرع المتوفين بأعضائهم بناءاً على طلب منهم قبل الوفاة أهم الخطوات لمحاربة التجارة فى الأعضاء البشرية.
وأضاف وكيل لجنة الشئون الصحية فى تصريح لـ" اليوم السابع"، أن تبرع الشخص المتوفى بأعضائه يكون بناءاً على طلب منه موثق، مشيرا إلى أن سياسية التبرع أمر محمود ويتبع فى أغلب دول العالم، ويجب أن نشجعه، موضحا أن هناك دور على وسائل الإعلام فى التشجيع على سياسية تبرع المتوفى بأعضائه.
وأشار "أبو العلا"، إلى أنه "فى ألمانيا يتباهى المتبرع بهذا العمل حيث يكتب على سياراته أنه سيتبرع بأحد أعضائه عقب وفاته".
وشدد الدكتور أيمن أبو العلا، على أهمية نشر ثقافة تبرع المتوفى بأعضاء جسده من خلال نشر هذه الثقافة فى المدرسة والجامعات لحث الناس على التبرع ووقف التجارة فى الأعضاء البشرية.
فى السياق ذاته، قال الدكتور أحمد الطحاوى، عضو لجنة الشئون الصحية بالبرلمان، إن قانون زراعة الأعضاء البشرية وضع ضوابط للتبرع حيث نص على أنه لا يجوز نقل أى عضو أو جزء من عضو أو نسيج من جسم إنسان حى لزرعه فى جسم إنسان آخر، إلا إذا كان ذلك على سبيل التبرع فيما بين الأقارب من المصريين.
شريف الجزار
وأضاف "الطحاوى" أن "التبرع قبل الوفاة يجوز إذا قامت الشخص بكتابة وصية لأحد أقاربه قبل وفاته وأعتقد أنه من الناحية الشرعية جائزة، لكن بالنظر لوضعنا فى مصر فنحن نحتاج إلى التوعية بأهمية ثقافة التبرع لنفع الناس".
وأشار عضو لجنة الشئون الصحية إلى أن هناك حاجة لمشروع قانون جديد يسهل عملية التبرع ونقل الأعضاء بعد الوفاة.
من جانبه، أكد الدكتور خالد هلالى، عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، على أهمية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، مضيفا:"مبادرة جيدة من الشيخ خالد الجندى التبرع بجسده ونأمل أن تسود هذه الثقافة بين جموع المواطنين".
وأضاف الدكتور خالد هلالى، أن هناك حالات من المرضى تكون فى حالة ماسة لأحد الأعضاء، لافتا إلى أننا نحتاج لجهد كبير للتوعية بثقافة التبرع بأعضاء المتوفى، متابعاً: "نحتاج لقانون يعزز ثقافة التبرع من المتوفى بالأعضاء ويضمن عدم التلاعب ويضع ضوابط بإشراف من وزارة الصحة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة