"لم أقصد قتله كان هدفى تأديبه فقط، وإرجاعه عن السرقة لأنه فضحنى بالمنطقة، الضنا غالى وربنا وحده عالم بحالى أصبحت قاتل والقتيل ابني، رفقا بى أيها القانون".. بهذه الكلمات وقف الأب المتهم بقتل نجله "محمد" ابن الحادية عشر عاما، بأبو كبير بالشرقية، بتعذيبه بسكب ماء مغلى عليه، يعترف بارتكاب الواقعة، أمام جهات التحقيقات، مطالبا بمراعاة حالته النفسية وأنه لم ينام منذ الواقعة، وأنه لك يكن ينوى قتل نجله وكان هدفه تأديبه خوفا من الفضيحة التى تسبب له الطفل بإتهام صاحب العمل له بسرقة 200 جنيه.
تفاصيل الواقعة، بدأت عندما تلقى اللواء محمد والى، مدير المباحث الجنائية، إخطارا من مستشفى ههيا للحروق، بالتحفظ على جثة الطفل" محمد س م" 11 سنة مقيم بندر أبوكبير، وتوفى متأثرا بإصابته بحروق بالجسم، وأن أسرته لم تتهم أحد وأنه تعرض لسكب ماه مغلى عليه بطريق الخطأ، ولكن مفتش الصحة أشتبه فى الواقعة، ورجح أن الطفل تعرض لتعذيب لوجود أثار ضرب شديد بأنحاء جسده الضعيف.
وهنا جاء دور ضباط مباحث مركز شرطة أبوكبير، برئاسة الرائد رائد ربيع ريس مباحث، و باشراف المقدم شريف حمادة، رئيس فرع البحث الجنائى لفرع الشمال، والعميد عمرو رءوف، رئيس مباحث المديرية، وبعد عمل التحريات اللازمة توصلت التحريات من خلال المصادر السرية، إلى قيام والد الطفل، بإرتكاب الواقعة، وأنه أسرته حاولت خلق واقعة أن الطفل توفى قضاء وقدر نتيجة سكب ماء مغلى عليه.
لكن التحريات كشفت أن الطفل كان يعمل عند ميكانيكى خلال إجازة العام الدراسى، يوم الحادث، أرسله الميكانيكى لشراء مستلزمات له، وإعطائه 200 جنيه، وبعد فترة لم يعد الطفل، واختفى تماما، فغضب الميكانيكى وأتصل بوالد الطفل وأبلغه بالأمر، وهنا شاط الأب غضبا من الفضيحة، وأصطحب طفله إلى غرفة نومه وبدأ يضربه لكى يعترف بسرقة الـ200 جنيه، ولكن الطفل لم يعترف نشئ وأنه لم يسرق شيئ، فقام الأب بمضاعفة التعذيب بتجريده من ملابسه، وسكب ماء مغلى من غلاية الشاى على الطفل، وهنا تعالت صراخات الطفل نحيف الجسد، التى سمعتها عمته وتوسط لدى أخيها تركه، وخلصته من يده وذهبت به إلى مستشفى أبوكبير العام الذى حول الطفل إلى مستشفى ههيا، وتوفى بعد ساعات من دخوله لتأثره بإصابته.
وتمكن ضباط مباحث أبوكبير من ضبط الأب القاتل، وتم مواجتهه بالتحريات السرية وأعترف بالواقعة، التى حرر عنها المحضر رقم 6120 إدارى أبو كبير، لسنة 2018، وبعرضه على نيابة أبو كبير العامة، قررت بمعرفة أحمد حسان، مدير النيابة، وبإشراف المستشار وليد جمال المحامى العام لنيابات شمال الشرقية، حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة القتل، كما قرر قاضى المعارضات تجديد حبسه 15 يوما.