منذ عصر الدكتور القس الراحل صموائيل حبيب أتابع أنشطة الطائفة الإنجيلية والهيئة القبطية الإنجيلية التى أسسها، وشرفت بحضور عشرات الأنشطة والفعاليات التى كانت تقدمها الهيئة لمئات القرى منسية الأسماء على طول الشط، وكانت دائما الكنائس الإنجيلية مكانا اجتماعيا تضم أنشطة المواطنين المصريين على مختلف أديانهم ومذاهبهم.
وفى ذلك السياق تعرفت منذ 4 سنوات على قس شاب وهو القس إكرام يوسف فى صالون القوصية الثقافى، فى منزل الخواجة جوزيف وابنته المحامية هند، وعائلته الأرثوذكسية متعمقة الجذور، وقبل أن أندهش وجدت أن أقرب أصدقاء القس الدكتور إسماعيل كامل من كبار مثقفى القوصية، والشيخ ماهر نجيب من قيادات وزارة الأوقاف بالقوصية، والمستشار محرم فؤاد، ورهبان وقساوسة، وتعمقت علاقتى به قس شاب متجاوز الطائفية والنظرة الأحادية الدينية، أغلب أصدقائه من المواطنين المصريين المسلمين والأرثوذكس والكاثوليك، واستطاع فى طوال خدمته أن يعيد لكنيسته رونقها، وأن تكون منبرا وطنيا وكنسيا لأبناء القوصية، المسلمين، والمسيحيين من الطوائف الأخرى، والقس إكرام يوسف من أركان الصالون الثقافى بالقوصية، الذى أسسته المحامية هند جوزيف، ويضم نخبة من مختلف الأعمار والأجيال، فى تنوع جيلى ونوعى، شباب وشابات، رجال أعمال ومزارعين، قساوسة من مختلف الطوائف، مشايخ ودعاة، وسياسيين من أحزاب مختلفة، يتسع لهم ديوان الخواجة جوزيف، ورغم كل تلك التعددية إلا المودة والتسامح وآداب الحوار متفردة، مما يؤكد أن القوصية مدينة التسامح الدينى والمذهبى، وقضت بها العائلة المقدسة 190 يوما، وفيها انشأ دير المحرق .
تحية للقس إكرام والشيخ ماهر، والمحامية هند وكل رواد الصالون الثقافى، لأننا أمام ظاهرة حضارية تجسد روح المحبة والتآخى الذى نكاد نفتقدة هذة الأيام .
سليمان شفيق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة