يوما بعد الأخر يظهر دليل جديد على الخطأ الفادح الذى ارتكبه الاتحاد الدولى لكرة القدم بمجلسه السابق، بمنح قطر شرف ملف استضافة بطولة كأس العالم 2022 ، وجاء الدليل هذه المرة من رئيس الاتحاد السابق جوزيف بلاتر الذى يعد أكبر المتورطين فى الفضيحة، والذى أقيل ومجلسه عام 2015 على خلفية تلك الفضيحة وبعض الفضائح الأخرى.
اعترافات خطيرة لبلاتر
بلاتر
كشف جوزيف سيب بلاتر، أن أعضاء اللجنة التنفيذية فى الفيفا تجاهلوا معلومات تفيد بعدم قدرة قطر على تنظيم كأس العالم عندما كانوا بصدد التصويت لصالحها فى سباق استضافة مونديال 2022، مؤكدا فى كتابه الذى صدر حديثا باسم "الحقيقة" My Truth أن فوز قطر بتنظيم المونديال والذى اعتبره "حدثا صادما"، جاء نتيجة مزيج من التواطؤ وخرق قواعد الفيفا والضغط السياسى الذى مورس على عضو اللجنة التنفيذية ميشيل بلاتينى.
أكد بلاتر أنه لم يقرأ أحد من اللجنة التنفيذية التقرير المفصل عن الدول المرشحة لاستضافة كأس العالم "لأنهم بالفعل قد قرروا مسبقا اختيار قطر"، موضحاً أنه "إذا كنا قد قرأنا التقارير بعناية، كنا سنجد أنه من غير الممكن أن يقام كأس العالم فى قطر".
بلاتيني يتعرض للضغط السياسي
بلاتر وبلاتيني
وقال بلاتر إن بلاتينى اتصل به ليخبره بأنه اضطر لتغيير تصويته فى اللحظة الأخيرة بعد مأدبة غداء عام 2010، مع الرئيس الفرنسى الأسبق نيكولا ساركوزى وولى العهد القطرى آنذاك تميم بن حمد، وتابع: "لا أعرف ولا أريد أن أعرف ما إذا كانت هناك علاقة بين فوز قطر باستضافة كأس العالم وما حدث بعد ذلك"، لكنه أيضا لفت فى كتابه إلى أن القطريين أنفقوا مليارات الدولارات فى فرنسا على عقد لشراء طائرات وصفقة لشراء نادى باريس سان جيرمان لكرة القدم.
مطالب بإعادة فتح ملف قطر 2022
الرئيس الفرنسي ساركوزي
وقالت صحيفة "صنداى تايمز" البريطانية إن الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" يتلقى مطالب متزايدة لإعادة فتح التحقيقات حول كيفية منح قطر حق استضافة كأس العالم 2022، بعد الكشف عن أن الفريق المعنى بهذا الملف فى الدوحة أدار "عمليات سوداء" لتشويه المنافسين.
وأكد مصدر رفيع المستوى مقرب من لجنة أخلاقيات الفيفا، أن المعلومات حول الحملة التي كشفت عنها صحيفة صنداي تايمز الأسبوع الماضي لم تكن متاحة أثناء التحقيقات فى ملف استضافة قطر لكأس العالم، قبل أربع سنوات.
وقال المصدر، إنه يتعين على الفيفا الآن تعليق الأعضاء الرئيسيين في ملف قطر بينما تنظر في هذه الاتهامات، مستدركا أن لجنة الأخلاقيات بالفيفا أصبحت أقل استقلالية في ظل الرئيس الحالي جياني إنفانتينو.
وتابع، أن لجنة الأخلاقيات الآن أقل قوة مما كان عليه تحت سيب بلاتر، رئيس الفيفا السابق.
عمليات سوداء لقطر لإبعاد الملف عن دول أخرى
بلاتر مع حمد أمير قطر السابق
كانت الصحيفة ذاتها، كشفت فى عدد الأسبوع الماضي عن أن الفريق المكلف بملف قطر لاستضافة كأس العالم لجأ إلى "عمليات سوداء" سرية في حملة دعائية لتقويض ملفات الدول الأخرى المنافسة، وهو ما يشكل انتهاكا لقوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا".
وكشفت "صنداي تايمز" أن رسائل إلكترونية وصلتها من أحد المبلّغين عن المخالفات تظهر أن الفريق المكلف بالملف القطري دفع أموالا لشركة علاقات عامة وعملاء "سي آي إيه" سابقين بهدف الترويج لـ"دعاية مضللة" تستهدف ملفات دول منافسة مثل أستراليا والولايات المتحدة، خلال حملة قطر لاستضافة مونديال 2022.
وقال جريج دايك الرئيس السابق لاتحاد كرة القدم في إنجلترا: "لكي يثبت الفيفا أنهم يقومون بالفعل بالتخلص من أي عمليات الفساد يجب عليهم إعادة فتح تحقيقهم في كأس العالم في قطر".
وأضاف: "كانت مزحة أن يتم منح قطر التنظيم في المقام الأول. تظهر الأدلة الجديدة كيف كانت العملية المثار حولها الشكوك".
"سكاى نيوز" عربية تستعرض الملف الأسود لقطر
تميم
واستعرضت شبكة "سكاي نيوز عربية" ما كشفه بلاتر قبل أيام عن معلومات فى "الملف الأسود" لقطر فى تنظيم المونديال، مشيرا إلى تدخلات سياسية من رئيس دولة أوروبية ساعدت فى حصول الدوحة على تنظيم كأس العالم 2022، بحسب تغريدة له ذكرت أيضا اجتماعا تم بين بلاتينى وساركوزى، لكن فى الكتاب أوضح الرئيس السابق للفيفا أن أمير قطر الحالى حضر اللقاء أيضا.
وكانت صحيفة صنداى تايمز قد فجرت مفاجأة مدوية عندما كشفت عن لجوء الفريق المكلف بملف قطر لاستضافة كأس العالم إلى "عمليات سوداء" سرية فى حملة دعائية لتقويض ملفات الدول الأخرى المنافسة.
وتحدثت الصحيفة عن رسائل إلكترونية أكدت أن الفريق المكلف بالملف القطرى دفع أموالا لشركة علاقات عامة وعملاء سابقين فى الاستخبارات الأمريكية بهدف الترويج لـ"دعاية مضللة"، تستهدف ملفات دول منافسة مثل أستراليا والولايات المتحدة.
واعتمدت الاستراتيجية القطرية على العمل من خلال شخصيات مؤثرة من أجل خلق انطباع عام داخل الدول المنافسة بعدم وجود تأييد شعبى لتقدم هذه البلدان باستضافة المونديال، وهى أحد المعايير الأساسية التى تؤثر فى قرار الفيفا بشأن الاستضافة.
وتضمنت الاستراتيجية أيضا دفع أموال لشخصيات نافذة أو قادة رأى من أجل كتابة تقارير تدعو إلى التخلى عن حلم استضافة المونديال بدعوى "الأعباء المالية".
ومنذ اختيار قطر لاستضافة كأس العالم شككت أوساط رياضية حول العالم فى نزاهة ملف الدوحة، كون الإمارة الصغيرة لا تتمتع بأى من مقومات الاستضافة.
وساهمت الفضيحة الكبرى التى ضربت الفيفا عام 2015، فى الكشف عن الدور القطرى فى عمليات رشوة واسعة من أجل تنظيم كأس العالم والحصول أيضا على حقوق بث المونديال لصالح قناة رياضية تملكها الدوحة.