منذ صعوده إلى رأس السلطة فى البيت الأبيض بعاصمة الولايات المتحدة الأمريكية واشنطن، أظهر الرئيس دونالد ترامب سياسات أكثر تشددا فى مسائل التجارة حول العالم، ولم يفرق فى تلك السياسة بين ألد المنافسين الإستراتيجيين المتمثلين فى الصين أو حتى أكثر حلفاء الولايات المتحدة قريبا وهى الدول الأوروبية، ما خلق حالة من الصراع الحاد فى أوساط اليمين العالمى بين مؤيد للرئيس الجمهورى ومعارض له.
بوادر الحرب التجارية
ويرى قطاع من الخبراء فى مجتمع تحليل السياسات الدولية أن تلك النزعة الترامبية قد تؤدى إلى نشوب حرب تجارية كبرى بين أمريكا والعالم، هذه الحرب قد تطور وتذهب بعيدا إلى السيناريو المنبوذ الذى يريد الجميع تفاديه وهو تكرار سيناريو حرب 1812 حين قامت بريطانيا وكندا بغزو أمريكا لأسباب مماثلة.
لذلك يرى قطاع من الخبراء والكتاب فى الأوساط البريطانية أن اليمين العالمى يشهد انقساما حادا حول تلك السياسات، وأن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يعمل على تعميق ذلك الاختلاف وتوسيعه وتحويله إلى خلاف يتصف بالديمومة فى سنوات حكمه الثمانية المحتملة بالبيت الأبيض.
الكاتب البريطانى جيرمى وارنر يرى فى مقالة له نشرها الجمعة الماضية من خلال جريدة التليجراف البريطانية أن هناك انقساما متزايدا بين الحمائيين وأصحاب مبدأ التجارة الحر، ويعتقد أن هذا الانقسام لن يختفى على الأقل فى المديين القريب والمتوسط.
مزيد من الحروب
وأضاف وارنر أن بعض الحروب تفرخ المزيد من الحروب، وهذا هو الحال مع الحرب التجارية بين دونالد ترامب مع الصين، والتى أشعلت حربًا أهلية حقيقية داخل حزبه الجمهورى.
وتابع قائلا: "نادرًا ما كانت المواجهة بين الحمائيين ورواد التجارة الحرة علنية وكاملة الوضوح كما هى الآن، وقد تكون لها عواقب وخيمة على نتائج الجمهوريين فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس فى نوفمبر المقبل".
ورأى أن المقارنات التاريخية فى المجمل ليست دليلا مفيدا بشكل خاص للحاضر، ولكنها فى هذه المناسبة تبدو جديرة بالتدبر، إذ إن أوجه الشبه موجودة وقائمة بين الواقع الحالى وبين انقسام بريطانيا الخاص حول "قوانين الذُرَةْ" فى منتصف القرن التاسع عشر.
حرب 1812
وتشتهر حرب 1812 فى التاريخ الحديث بأنها تلك المعارك التى نشبت بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى ومستعمراتها فى أمريكا الشمالية (كندا بالتحديد) بالإضافة إلى الحلفاء من الهنود الحمر، كانت حربًا غريبة يمكن تسميتها أيضًا بحرب الاتصال، لأنها أنتجت صداقة دائمة بين لندن وواشنطن لم تنفصل حتى الآن.
ونشبت تلك الحرب بسبب السياسات الحمائية التى اتبعتها بريطانيا ورغبتها فى محاصرة فرنسا ومنع حرب التجارة العالمية معها، ولما رفضت أمريكا الخضوع للنظام البريطانى وأصرت على مواصلة التجارة مع فرنسا تلقت إجراء عقابيا من بريطانيا بأن شنت حربا عليها، كان من بينها قصف البيت الأبيض نفسه عن طريق القوات الكندية التى كانت مستعمرة للبريطانيين فى ذلك الحين.
حرب أمريكا والصين
فى غضون ذلك قال وزير التجارة الأمريكى ويلبور روس يوم الخميس إن الرسوم الجمركية الجديدة التى تهدد الولايات المتحدة بفرضها على نحو نصف السلع المستوردة من الصين لن يكون لها سوى أثر بسيط على الاقتصاد الصينى ولن تؤدى إلى كارثة.
وقال روس خلال مقابلة مع تلفزيون فوكس فى سياق تفسير إن رسوما جمركية نسبتها 25% على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار لن تزيد على 50 مليار دولار سنويا أى أقل من 1% من الاقتصاد الصينى ومن ثم "لن تكون شيئا كارثيا".
وأشار روس إلى أن الرئيس دونالد ترامب "يشعر الآن أن الوقت ملائم لفرض مزيد من الضغط" على الصين "كى تعدل سلوكها".
ابنة ترامب تتحدث
يأتى هذا بينما نأت ابنة الرئيس الأمريكى إيفانكا ترامب بنفسها عن إحدى سياسات والدها الأكثر إثارة للجدل وخطاباته الحادة، مشيرة إلى أنها "معارضة بشدة" لفصل عائلات المهاجرين غير الشرعيين ولا تعادى الصحفيين.
وفى أول تصريحات علنية تدلى بها منذ أغلقت علامتها التجارية التى تحمل اسمها الأسبوع الماضى، اتخذت ابنة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب البكر ومستشارته الرفيعة نهجا مغايرا لموقف والدها الصدامى وأكدت أن أزمة الهجرة تسببت لها بحالة قلق.
وقالت إيفانكا البالغة من العمر 36 عاما خلال مؤتمر نظمه موقع "اكسيوس" الإلكترونى "كانت تلك اللحظة الأسوأ بالنسبة لى كذلك"، فى إشارة إلى سياسة "عدم التساهل" التى اتبعتها الإدارة الأمريكية حيال الهجرة غير الشرعية وأسفرت عن فصل آلاف الأطفال عن ذويهم المهاجرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة