أكرم القصاص

على أبواب الشتاء.. كيف نحول السيول من مشكلة إلى حل؟

الإثنين، 10 سبتمبر 2018 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع انتهاء الصيف وقدوم الخريف، هناك توقعات بسقوط أمطار غزيرة وسيول على محافظات البحر الأحمر وجنوب الصعيد ومرسى مطروح وجنوب سيناء، والإسكندرية، وبالرغم من أن مصر تعتبر من البلاد شحيحة الأمطار بشكل عام، فإن السيول كانت دائما مصدر تهديد، وأيضا لم يكن هناك اهتمام بالاستفادة من المياه، لكن مع التغيرات المناخية فى العالم، تضاعفت احتمالات سقوط أمطار غزيرة فى الخريف والشتاء والربيع، وبالتالى يفترض تطوير سبل مواجهتها وأيضا الاستفادة من المياه التى تتوفر.
 
ومن المفارقات أننا ونحن نناقش مشكلات نقص المياه وزيادة السكان والاستهلاك، نستقبل ملايين الأمتار من مياه الأمطار والسيول ولا نستفيد منها، وتتحول إلى أزمة، بينما يمكن استثمارها كجزء من ثروة مائية حقيقية.
 
آخر تجربة مع الأمطار والسيول فى شهرى إبريل ومايو الماضيين لم تكن على مستوى الحدث، وبالرغم من تقارير الأرصاد التى توقعت السيول، لكن الخسائر كانت كبيرة، ووصلت إلى العين السخنة والقاهرة الجديدة، واكتشفنا غياب الاستعدادات، ولا ننسى أزمة السيول فى نهاية أكتوبر 2016 فى محافظات البحر الأحمر وقنا وسوهاج، التى تسببت فى أضرار بالغة أدت إلى تهدم منازل وتدمير طرق، ونفس الأمر فى الثمانينيات والتسعينيات، عندما تسببت السيول فى كوارث وحرائق.
 
ربما لهذا أعلنت الحكومة استعداداتها مبكرا لفصل الخريف والشتاء، وعقدت اجتماعا الأسبوع الماضى، برئاسة المهندس مصطفى مدبولى،  وأعلنت اتخاذ الاستعدادات لمواجهة تقلبات الأحوال الجوية والتعامل مع السيول، وفى نفس الوقت تم الإعلان عن عدة مشروعات لاستقبال وتخزين المياه.
 
تقارير الأرصاد الجوية تتوقع أمطارا أكثر غزارة مع فرص أكبر للسيول هذا العام عن سابقيه، المحافظات المرشحة أعلنت أنها استعدت، خاصة وزارة الرى، فقد رفعت حالة الطوارئ وقالت إنها تعمل بالتنسيق والتعاون مع المحافظين ووحدات الإدارة المحلية وأجهزة الدولة المعنية لتوحيد الجهود والتعامل برؤية متكاملة للحد من آثار السيول المتوقعة.
 
تجاربنا فى الثمانينيات والتسعينيات مع السيول لم تكن موفقة، وتعرضت بعض المحافظات لكوارث وضحايا، بالرغم من أن مناطق السيول معروفة ومع وجود تغيرات فى بعض مسارات مياه السيل، فإن أهم ما نكتشفه أن الاهتمام ينصب على تصريف مياه السيول فى مخرات أغلبها تصب فى المصارف أو البحر وبعضها يوجه إلى النيل، أى أن أغلب مياه الأمطار والسيول تذهب إلى المجهول ولا يتم الاستفادة منها، وبالرغم من أننا نناقش مشكلاتنا مع نقص المياه وارتفاع الاستهلاك، فإن التفكير لم يتجه إلى الاستفادة من مياه السيول والأمطار وتخزينها للزراعة والأغراض المختلفة، وهو أمر بحاجة إلى إعادة نظر، ويفترض أن تتجه خطط مواجهة السيول إلى كيفية تخزينها والاستفادة منها بشكل اقتصادى لتتحول السيول من مشكلة إلى حل.
 
وبالتالى يفترض أن تشمل الإجراءات تطهير مخرات السيول وإنشاء آبار وسدود لتخزين المياه، وترميم الترع والمصارف، وكانت هذه النقاط من ضمن التوصيات البرلمانية للحكومة استعدادا لموسم الأمطار.
 
وكل هذه الخطوات يمكن أن تحول السيول إلى مصدر للمياه بشكل دائم يعوض أى نقص فى المياه، ويساهم فى مضاعفة الإنتاج الزراعى، خاصة فى المحافظات والمناطق التى تعتمد على الأمطار فى الزراعة مثل مطروح والبحر الأحمر وجنوب وشمال سيناء، التى تمثل الأمطار لها أحد المصادر الطبيعية المهمة للزراعة وباقى الأغراض، وبالتالى فإن المشروعات المائية تصبح ذات أولوية قصوى بالنسبة لهذه المناطق.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة