صدمة تسيطر على كل أفراد الأسرة بمجرد حدوث حالة وفاة فيها، فتبدأ رحلة البحث عن كيفية إتمام الإجراءات الرسمية والروتينية التى تلى تلك اللحظة، الأمر الذى يجهله العديد من الأشخاص، خاصة إذا كانت هذه هى المرة الأولى التى يخوضون فيها تلك التجربة المريرة، لذا قررت أسماء عفيفى ومجموعة من المتطوعين من أصدقائها استغلال التكنولوجيا فى رفع هذا العناء عن المسلمين.
توفيت والدتها منذ 17 عام، وكانت تبلغ وقتها عامها العشرين، ولم يكن لديها أية معلومات عن الإجراءات الروتينية التى يجب أن تقوم بها، بما فيها "الغُسل"، فلجأت لإحدى السيدات من كبار السن المعروفات فى أقرب مسجد من منزل أمها واستعانت بها لتغسيلها، واكتفت بمراقبة المشهد من بعيد، الأمر الذى كان بمثابة نقطة تحول فارقة فى حياتها، ودفعها لتعلم العديد من الأمور المتعلقة بالغسل والموتى.
تطبيق إكرام ميت
تشارك أسماء فى تحفيظ القرآن وبعض الأنشطة الدينية بالقرب من منزلها فى الشيخ زايد، ودرست الفقه فى هذه الأثناء، ويعد باب الجنائز أحد أبواب الفقه، ذلك الذى أعاد لذهنها مشهد وفاة والدتها والحيرة التى شعرت بها وقتها، والذى عبرت عنه لليوم السابع بجملة "أمى ماتت وما كنتش عارفة أساعدها ولا أعملها حاجة"، فقررت التعمق فى تفاصيله وتعلم كل ما يتعلق به، لتكتشف أن السيدة التى تولت تغسيل أمها لم تقم به وفقًا للسنة بالشكل الصحيح، الأمر الذى زادها تمسكًا بفكرة التعلم.
"جروب على الواتس آب" كانت هذه هى الخطوة الأولى التى قررت أسماء أن تخطوها فى سبيل نشر العلم المتعلق بالجنائز باستخدام التكنولوجيا، ثم تطور الأمر وفكرت منذ عامين فى تحويل الأمر إلى "أبلكيشن" يسهل على الجميع فكرة الوصول إلى من يمكن أن يساعدهم على توفير كافة التفاصيل المتعلقة بالوفاة، بداية من المغسل ووصولًا للمقبرة التى تم عملها على الطريقة الإسلامية لخدمة المسلمين.
"إحنا لسة الناس مش عارفانا أوى لأن الأبلكيشن بقاله 20 يوم، وهدفنا رفع العناء عن المسلمين، ودلوقتى بحاول أساعد الناس عشان تستعمله ونفسى نوصل للعالمية"، هكذا تحدثت أسماء عن فكرتها، وعن التكلفة قالت إن هناك من تبرع بها، وإن الفكرة كلها "لوجه الله" على حد تعبيرها.
واختتمت حديثها لـ "اليوم السابع" قائلة: "الفكرة بتعتمد على الستر، وكل واحد أولى بأهل بيته ومن حقه يضمن إنهم ما يتكشفوش على حد غريب.