أحيانا كثيرة يفرض على الموظفين والطلاب الجلوس لفترات طويلة على المكاتب وأمام أجهزة الكمبيوتر لساعات طويلة، ومن المؤكد أن الجلوس لفترات قصيرة يريح من الإجهاد، لكن فى الوقت الحالى جعلنا أسلوب حياتنا نجلس أكثر بكثير مما نتحرك، ما يؤدى إلى مشكلات صحية متعددة.
فى الحقيقة أن الأجسام خلقت للنشاط والحركة وليست على وضعية ثابتة وغير متحركة، وهو ما يظهر جليا فى طبيعة تكوين الجسم ووجود أكثر من 360 مفصل وما يقرب من 700 عضلة وهو ما يتيح سهولة ومرونة فى الحركة، وهى تركيبة فريدة من نوعها تتيح القابلية للوقوف باعتدال، ويعتمد الدم على الحركة من أجل أن ينساب بصورة سليمة كما تستفيد الخلايا العصبية من الحركة، كما يمتاز جلد الإنسان بالمطاطية وهذا يدل على أنه مكون ومبنى من أجل الحركة.
بعد معرفة هذه الأشياء، تخيل ماذا يحدث للجسم عندما لا تشبع رغباته فى الحركة؟، الإجابة على هذا التساؤل يبدأ من التأثير على العمود الفقرى، فعند الجلوس بشكل منحنٍ وكتفين مسترخيين يزيد الضغط بشدة على العمود الفقرى، وهذا يؤدى إلى إنهاك وتمزق فى الأقراص الفقرية وإرهاق فى المفاصل والأربطة وإجهاد بالعضلات التى تتمدد من أجل تكوين المنحنى للظهر، كما يؤدى هذا الوضع المنحنى إلى انكماش القفص الصدرى أثناء الجلوس وبالتالى ضيق المكان أمام توسع الرئتين ونقص الأوكسجين وهو ما يؤدى إلى صعوبة التنفس بشكل جيد.
أيضا من ضمن التأثيرات السلبية للجلوس لفترات طويلة إلى التعطيل الوقتى لليباز البروتينات الدهنية، وهو أحد الإنزيمات الخاصة فى جدار الأوعية الدموية الشعرية يعمل على تحطيم الدهون فى الدم، فعند الجلوس لفترات طويلة لا يحرق الجسم الدهون كما يفعل عند تحرك الجسم كما يعمل على تقليل الثبات فى مكان من تدفق الدم، لأن الدماغ يحتاج لهذين العاملين ليظل متيقظا.
وتشير عددا من الدراسات والأبحاث الحديثة إلى أن الجلوس لفترات طويلة تمتد تأثيرها إلى أمد طويل، منها الإصابة ببعض أمراض السرطان وأمراض القلب والضغط والسكر بالإضافة إلى مشاكل فى الكلى والكبد، لذلك ينصح الأطباء بالحركة والوقوف كل نصف ساعة إذا كنت ممن يجلسون فترات طويلة أمام الأجهزة تجنبا لجميع هذه المشاكل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة