مايزال مسؤولو «فيس بوك» يخضعون للمساءلة أمام الكونجرس الأمريكى، منذ أبريل الماضى، على خلفية اتهامات بتسريب بيانات المستخدمين، واستمرار المواد المزيفة والحسابات الوهمية، وقد اعترف مارك زوكربيرج، أمام لجنة التحقيق بالكونجرس، فى أبريل الماضى، بعمليات اختراق الخصوصية وبيع الحسابات، والتأثير فى آراء المواطنين أثناء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وقبلها استفتاء الخروج البريطانى من الاتحاد الأوروبى «بريكست»،
آخر ما أعلنته إدارة «فيس بوك»، أنها اضطرت لحذف 1.27 مليار حساب وهمى خلال 6 أشهر من أكتوبر إلى مارس الماضيين، حسب ما أعلنته شيريل ساندبرج، المدير الحالى لـ«فيس بوك»، فى جلسة الاستماع أمام لجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ الأمريكى. وكشفت عن مساعى فريق أمنى للموقع الاجتماعى الأكبر لفهم كيفية قيام الجهات الفاعلة السيئة بمهاجمة الأفراد والشبكات، وكيفية حماية المستخدمين، وأنهم أزالوا 836 مليون محتوى مضللًا من «شبكات التضليل.
الرقم المعلن للحسابات الوهمية التى أزالها «فيس بوك» يساوى ما يقرب من نصف عدد المستخدمين النشطين والذى تجاوز 2.5 مليار فى العالم. ويشير إلى حجم الشبكات المضللة والوهمية والمزيفة التى يمثلها الأفراد، وفى نفس الوقت من الصعب على «فيس بوك» أن يزيل كل الحسابات الوهمية لأنه يفقد الكثير من المشتركين.
وفى يوليو الماضى، أجرى موقع تويتر، عملية جرد كشفت عن تفاصيل العالم الوهمى لحسابات بعض المشاهير، والشعبية البلاستيكية الافتراضية، عندما أجرى عملية تنظيم للحسابات، وتخلص من الحسابات المقفلة والوهمية والمريبة، وفقد العديد من المشاهير والسياسيين المؤثرين عشرات الآلاف من المتابعين، فقد الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» 300 ألف متابع، بينما فقد الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما أكثر من 400 ألف متابع، وفى مصر والعالم العربى اختفت مئات الآلاف من الحسابات الوهمية، لتكشف عن عمليات شراء للفلورز بمئات الآلاف لصناعة تأثير وهمى. وهو ما تكشفه تنقية مئات الملايين من الحسابات الوهمية على «فيس بوك».
وتتواصل جلسات الاستماع أمام الكونجرس الأمريكى بغرفتيه، بحثًا عن طريقة عمل مواقع التواصل الأكثر تأثيرًا، لكن من الصعب توقع حدوث تغييرات كبيرة فى طريقة عمل هذه المواقع، خاصة أنها تتسع بشكل كبير وتسبق أى محاولات لتنظيمها. فقط الأمر يتعلق بإعادة اكتشاف تفاصيل وموضوعات ظلت فى إطار الشكوك، تفجرت لأنها اقتربت من الناخب الأمريكى، لكن «فيس بوك» فى الواقع ومعه مواقع التواصل المختلفة هى مواقع تجارية، تبيع مساحات لأغراض تجارية وإعلانية أو سياسية غير مباشرة.
وحتى إن نجحت محاولات التخلص من بعض الحسابات الوهمية، أو منصات مزيفة، فمن الصعب أن تتجاوز الصفات الإنسانية لدى مستخدمين لدى بعضهم ميول إجرامية أو عقد نفسية وازدواجية أو غياب للعقل ونشر للكراهية العرقية والدينية والمذهبية. والاستقطابات السياسية التى تترجم إلى مدفوعة، تمثلها اللجان الإلكترونية.
وبقدر ما تتيح «فيس بوك وتويتر ويوتيوب» ومواقع التواصل لمن يريد الكثير من الفوائد والتسلية والمعرفة، فإن الشائعات والأخبار الكاذبة تمثل أعراضًا جانبية تفقد تأثيرها مع الوقت، لكن تبقى قابلة لتلقى حملات ابتزاز وأكاذيب، تزيد وتنقص لكنها لا تنتهى، من دون توفر درجات من الوعى قد لا تتوفر للعابرين ومحترفى الشائعات.