لكل حاكم حاشيته المحيطة به والتى يتألف منها طاقم مستشاريه وأعوانه، وفى الوقت الذى يسعى فيه الحكم لنيل النصح والمشورة من هؤلاء المتصارعين على كسب حبه وثقته وعطفه، تكون الحرب دائرة بين هؤلاء الذى سعوا إلى عتبات الحاكم على حصد المكاسب والترقى فى المناصب ونيل درجات أعلى عن طريق التقرب والتودد إلى ولى الأمر، إلا أن هناك بعض الحالات التى تلعب فيها الصدفة وحدها الدور الأكبر فى دخول أشخاص إلى دوائر السلطة.
وبالحديث عن الحاشية والإسراف فى العطايا، لا يغيب اسم الملك فاروق الأول، ملك مصر السابق، والذى ثارت حوله والمحيطين به كثير من الأقاويل، كما سردت القصص والحكايات الكثير عن دور هؤلاء المحيطين بملك مصر السابق فى إفساد الحياة داخل الوطن، وإفساد الملك ذاته، واللذين برز بينهم 15 شخصًا دون غيرهم.
- الشخصية الثانية من رجال الحاشية هو (جيور جيوجارو)، حلاق الملك فؤاد، وقد كان الملك فؤاد يصغى إلى أحاديثه كثيرًا، وبعد وفاة الملك فؤاد ظل مع الملك فاروق متقربًا إليه إلى أن صار من أفراد الحاشية المقربين للملك الجديد.
- الشخصية الثالثة هو (بترو دوفاللى)، وقد كان يعمل فى الأساس "قهوجى" فى أحد مقاهى سيدى المتولى بالإسكندرية، وبعد أن التحق بالقصر أصبح مساعدًا لـ"جيوجارو"، ويقال أن الاثنين – أى بترو وجيوجارو – كانا يصحبان الملك إلى الملاهى الليلية فى الإسكندرية.
- الشخصية الرابعة والتى تعتبر أخطر شخصية من الناحية السياسية، كان (فيروتشى) كبير مهندسى القصر، الذى بسببه انتشرت شائعة ميل الملك فاروق إلى دول المحور، وعرف حينذاك بتأثيره على الملك فاروق، وقد انشغلت بريطانيا به خلال فترة الحرب واتهم بالعمالة لصالح إيطاليا.
- ومن ضمن مجموعة الأشخاص إيطاليو الجنسية، والذين ورث تبعيتهم فاروق عن والده الملك فؤاد، كان يوجد كافاتسى، مدرب الكلاب، وميلانيزى رئيس فرقة الموسيقى بالقصر.
- أما بالنسبة لرجال الحاشية من العرب، فكان هناك (إدجار جلاد)، وهو صحفى مصرى وصاحب مؤسسة صحفية تصدر جريدة (الزمان) المسائية، وذلك سنة 1947، و"جورنال دي إيجيبت" (Le journal de egypte)، وقد كان ينظم جائزة الملك فاروق للصحفيين الشبان، وكان ذو ثقافة عالية، وربطته بالملك علاقة وطيدة، وأصبح مستشارًا خاصًا له.
- و"إدجار جلاد"، كان وسيلة التعارف الأساسية بين الملك فاروق وكريم ثابت، ذلك الصحفى الذى كان يعمل صحفيًا فى جريدة المقطم، وبعد أن تعرف على الملك توطدت العلاقة بينهما إلى أن وصل لوظيفة المستشار الصحفى للملك فاروق.
- وهناك أيضًا (إلياس أندراوس)، وكان يدير أموال الملك فاروق، وقد أجاد هذا الدور إجادة تامة.
- وبالإضافة إلى كل من سبق ذكرهم، كان هناك بعض الشماشرجية من المصريين الذين أصبح لبعضهم شأن وارتباط كبير بالملك، مثل خليل الكردى، وعبد العزيز عثمان، ومحمد حسن، الذى كان يعمل ساعيًا فى بداياته لدى أحد تجار القطن، وظل يتقرب من الملك لدرجة أنه كان حلقة الاتصال بين الملك وبين كبار رجال الدولة.
- كما يوجد أيضًا (محمد حلمى حسين)، وكان يعمل سائقًا بالقصر، وظل يتدرج فى الرتب بداية من رتبة صول إلى أن وصل لرتبة الأميرالاى.
- وهناك أيضًا الدكتور يوسف رشاد، وزوجته ناهد رشاد، وقد تعرف الملك على يوسف رشاد بعد حادثة القصاصين، إذ أنه كان الطبيب المسئول عن علاجه فى المستشفى، أى أن الصدفة وحدها لعبت دورًا كبيرًا فى تلك العلاقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة