أحمد إبراهيم الشريف

مدرسة حنا مينه فى سوريا

الأحد، 23 سبتمبر 2018 06:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شاهدت على الصفحة الخاصة للكاتب الكبير إبراهيم عبدالمجيد على موقع «فيس بوك» صورة لمدرسة فى سوريا تحمل اسم الكاتب الكبير حنا مينه، والذى رحل فى نهاية شهر أغسطس الماضى، بعد سنوات طويلة من الإبداع، والانحياز للوطن، والكتابة له ومن أجله.
 
وفكرة إطلاق اسم كاتب أو مفكر على مدرسة، لاتزال تثير الكثير من الإعجاب لدىّ، وتدفعنى فى لحظة ما للإحساس بالتفاؤل، لأننى أقول لنفسى، حتما سوف يسأل طالب ممن يدرسون فى هذه المدرسة من هذا الذى تحمل المدرسة اسمه، وسيجيب مدرس محب للأدب والكتابة والفكر إنه فلان، وحينها سوف ينشغل الطالب أكثر بالاسم، ويذهب إلى المكتبة باحثا عن كتاب لصاحب الاسم، فيقرأه، ثم يقرأ بقية كتبه، ثم ينطلق منها لقراءة كتب الآخرين، وبالتالى يصبح لدينا مثقف صغير كانت بدايته اسم على لافتة مدرسة.
 
يحدث ذلك فى مصر، فنعجب به، ونطالب وزارة التربية والتعليم بأن تكثر منه، ونطالبها بالبحث عن كتاب المحافظات والأقاليم ووضع أسمائهم فى مدارس قراهم ومدنهم ومحافظاتهم حتى يقتدى بهم الأبناء والأحفاد، لكن أن يحدث ذلك فى الدول التى تعانى من الأزمات الكبرى فإن ذلك مدعاة لما هو أكبر من الإعجاب.
 
أقول ذلك لأن إطلاق اسم حنا مينه على مدرسة فى سوريا، يحمل معنى آخر يتجاوز فكرة انتشار الثقافة إلى مرحلة أبسط لكنها فى الوقت نفسه أكثر تعقيدا هى وجود الثقافة ذاتها فى زمن الحرب والعنف والدمار الذى يعيشه الشعب السورى كل يوم.
 
نعم قليل من الثقافة ربما يخفف بعض الشىء من الواقع الدامى الذى يملأ الأرض هناك، والذى تنقله القنوات الفضائية ليل نهار، موحية إلينا بأن نهاية العالم تقع الآن فى مدن سوريا وأحيائها، وهذا حقيقة، لكننا لا نريد أن نصدقها، مكتفين بأمنياتنا بأن نصحو ذات يوم على خبر انتهاء الحرب وعودة الأطفال إلى مدارسهم، وحينها يرفع طفل وجهه ويظل يتأمل فى لافتة تحمل اسم «مدرسة حنا مينه»، قبل أن يدخل إليها.
 
لقد اشتعلت الحرب فى عالمنا العربى بسبب نقص الثقافة، لذا ربما تكون الثقافة، التى تبدأ من لافتة مدرسة، هى الطريق الحقيقى لإنهائها، وذلك عندما يعرف القائمون على هذه النار أن ما يفعلونه هو أنهم يحرقون أوطانهم وأنفسهم، وأن أبناءهم يخرجون مشوهى الروح والعاطفة.
ومن هنا أتفهم جيدا فرح الكاتب الكبير إبراهيم عبدالمجيد بصورة مدرسة حنا مينه.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة