لم أحب ميجان ماركل ولم أتقبلها، وأعترف أن ذلك ليس ذنبها، فقبل زواجها من الأمير هارى لم أكن أعرفها أصلا، لكن موقفى الحاد تجاهها جاء لأن البعض أراد أن يربط بينها وبين الراحلة الخالدة الأميرة ديانا، وهذا أمر قاسٍ على أمثالى الذين بهرتهم صورة الأميرة التى أودى بها الحادث الشهير.
فى طلتها وتأثيرها لا تملك ميجان ماركل أى شبه مع ديانا، بل إننى كونت لها صورة بينى وبين نفسى ليست جميلة، هل رأيتها «مقتنصة فرص»؟ ربما، هل شعرت بها ذكية أكثر من اللازم؟ بالطبع هى كذلك، ربما لم أتشجع لها لكونها أمريكية، وعقليتى تربت على أن الأمريكان «تجار» يعرفون كيف يسوقون أنفسهم، بدليل أن كتب «التنمية البشرية» التى تغرق الأرض معظم كتابها أمريكان، أو لكون ملامحها صامتة لا تخبرك بشىء تشعر كأنها تنتظر خطأك كى تنتقم منك، ثم جاء فرحها الأسطورى.
فى هذا الفرح الذى انشغل به العالم كله، بدأت فكرتى عن ميجان ماركل، تتغير بعض الشىء، فقد شعرت بأن الملكة إليزابيث لا تحبها تماما، وأحسست بها «وحيدة» وسط قوم ينتظرون فرصة سقوطها، خاصة أن أهلها لا يزالون غير مستوعبين أن ابنتهم تزوجت من أمير ينتمى إلى أسرة عريقة، أشياء كثيرة، لكن ما فعلته هى مؤخرا دفعنى خطوة إيجابية أوسع فى اتجاهها.
ففى أول مشروع منفرد لها بعد انضمامها للعائلة المالكة، قامت «ميجان ماركل» زوجة الأمير هارى ودوقة ساسيكس بزيارة المراكز الثقافية الإسلامية لطهى الطعام مع ضحايا حريق برج «جرينفيل» لمساعدتهم فى مشروع خيرى وهو إصدار كتاب طهى جديد تعود عائدات مبيعاته لجهات خيرية والذى قامت ميجان بكتابة مقدمته، وتزور ميجان ماركل هذا المراكز الإسلامية غرب لندن، باستمرار منذ يناير الماضى، وهى تحرص على تفقدها نساء هذه المنطقة فى زيارات غير معلنة، ومن ثم أعلنت عن إطلاقها مبادرة خيرية لمساعدتهن.
ولمن لا يتذكر هذا الحريق فإنه فى يونيو 2017 شب حريق أطاح ببرج «جرينفيل» بلندن مما أدى إلى وفاة أكثر من 70 شخصًا، وخلف عددا كبيرا من الضحايا، وتطوع العديد من الأفراد لدعم المتضررين بعد الحادث، كان من بينهم ميجان ماركل التى شاركت المتطوعين لمساعدة أهالى الضحايا بمركز المنار للتراث الثقافى الإسلامى.
أعتقد أن هذه بداية طيبة من ميجان ماركل كى تكسب الكثير من الحب من المحيطين بها، وكى تتحرك خطوة إلى الأمام فى صنع شىء مختلف، ليس لأن المركز إسلاميا، لكن لأنها اختارت الأقليات وانتمت إليهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة