منزل بعيد، منطقة مليئة بالضجيج، أصوات الحزن تعلو، والسواد يطل برأسه ليغطى ما تبقى من سعادة "ألم نتعاهد سويا على الحب ما بقينا، ألم أكون لك درعا حامية، وظهرا حين قاومت الدنيا بيدى، لماذا تخليت عن هذا الحب، ولماذا جعلت الموت أقرب لقلبى من رؤياك"، لم تكن كلمات فى فيلم سينمائى أو إحدى الروايات فوق منضدة مليئة بالرمال، بل واقع مرير عاشته "عبير يوسف" الفتاة العشرينية التى لقيت حتفها صباح الأحد بمنطقة النهضة بمدينة السلام.
بدأت القصة التى هزت حى السلام، بقصة حب ملتهبة، تحاكى عنها أهل السلام، بين "عبد النبى عادل" و"عبير يوسف"، انتهت بالزواج عاش فيها الطرفان متعاهدين على مواجهة صعوبات الحياة سويا، بأن يكون الحب درعا لهم وحصنا.
أنجبت عبير ابنتها "نادية"، لتنتقل الحياة لمجرى آخر وهى حياة الأسرة المتكاملة، لم يستطع "عبد النبى" مواجهة صعوبات الحياة وحيدا فلجأ لحيل الشيطان بتعاطى "المخدرات"، ليلقى مصيره بالسجن 6 سنوات.
6 سنوات لم تتغير فيهم عبير، ظلت كما هى كما تعاهدا من قبل لا تنظر لغيره، لم تشتك يوما من غيابه أو تطلب الرحيل، رغم صعوبات الحياة التى تزداد يوما بعد يوم.
جاء الفرج بعفو رئاسى عن "عبد النبى"، ومنحه "كشك" ليبدأ حياته من جديد، وكأن الحياة تعطى هذه الأسرة أملا جديدا فى السعادة، زين " عبد النبى" " الكشك" الخاص به بصورة ابنته "نادية"، لتستعيد الأسرة جزءا من بريقها.
لم يستثمر " عبد النبى"، فرصة الحياة بأسرته، ولَم يقدر هذا الحب، عاد من حديد للتحالف مع " الشيطان" وتعاطى المخدرات، واظب " عبد النبى" يوميا على افتعال المشاكل وضرب زوجته وابنته دون سبب، لا لشىء إلا لأنه مغيب عن تلك الحياة لم يعد يرى بعينه أسرته، بل يراها بعين " الشيطان".
حاولت "عبير" إعادة حياة الحب من جديد للأسرة بتنظيم احتفال "بعيد ميلاد" زوجها، قبل الواقعة بأسبوعين فقط، لم يشفع لها تلك المحاولة البائسة لإحياء ما تبقى من حب فى قلب زوجها التى طالما تعاهدا سويا على الحب مهما كانت الحياة.
فى يوم الواقعة، طلبت "عبير" من زوجها مبلغ مالى لتغطية مصاريف الدراسة وشراء الزى المدرسى بابنتها " نادية"، فوجئت الزوجة بطلب " عبد النبى"، منها مبلغ 2000 جنيه، من مرتبها داخل إحدى المستشفيات لمساعدة زوجها فى متطلبات الحياة، نشب خلاف حاد بين الطرفين، وانصرف الزوج تاركا زوجته فى حالة يرثى لها.
عاد "عبد النبى" من جديد لمنزله لكن هذه المرة متحولا لا يشبه البشر إلا فى الشكل فقط، بعد أن تعاطى نوعا جديدا من المخدرات، عاد منتقما من زوجته ليذيقها وصلة عذاب أمام ابنتها، ضاربا بكل لحظات التضحية التى قامت بها زوجته ضرب الحائط.
حاولت "عبير" الهروب للشارع للنجاة من قبضة زوجها وتعذيبه لها، هرول خلفها كالذئب الذي لا يترك فريسته إلا بعد أن يأكل لحمها، فى هذه اللحظة دب الخوف والفزع فى قلب الطفلة " دنيا" ذات الرابعة عشر عاما، خوفا من أن يكمل والدها سلسلة التعذيب بها، فهرولت لشرفة المنزل ولَم تبصر إلا على خوف ورعب من الأب لتلقى بنفسها من أعلى شرفة المنزل، لتسقط أعلى لوح خشبى، ليمنح القدر حياة جديدة للطفلة.
فى تلك اللحظات، حاول الأهالى تهدئة الزوجين والصعود بهما إلا منزلهما، إلا أن "عبد النبى" كان متحولا لا يفوت لحظة دون إهانة زوجته وتهديدها بمزيد من العذاب والوعيد، دب الرعب من جديد فى قلب "عبير" وهرولت لشرفة المنزل بعد أن فقدت أى أمل فى إحياء هذا الحب من جديد، لتلقى بنفسها من أعلى المنزل لتسقط جثة هامدة، لتكتب بدمائها نهاية مأسوية لقصة حب كانت تلهب قلوب الجميع، فمات الحب، ومات الجسد.
من جانبها تقول " مريم عبد السلام"، والدة " عبد النبى"، إنها لم تعلم بالواقعة إلا بعد حدوثها، مضيفة أنها حضرت "عيد الميلاد" الخاص بابنها والتى نظمته زوجته وكان خال الزوجين فى منتهى الحب وتبادل الاحترام.
وأكدت والدة "عبد النبى": "ابنى اه بيشرب مخدرات، بس والله كان بيحبها وهى بتحبه حب فوق الوصف، أنا مشوفتش بس كل الناس بتقول أنه كان متغير يوم الحادثة، وكان بيضرب عبير ويعذبها، أه ممكن أصدق أن يضربها لكن يرميها لا مصدقش"، مشيرة إلى أن الطفلة "نادية"، أنكرت قيام والدها بإلقائها من أعلى المنزل، مؤكدة أنها قامت بإلقاء نفسها خوفا من أبيها ومن تعذيبه لوالدتها.
وتابعت والدت الزوج، " ابنى لما شاف مراته رمت نفسها جاب إزاز وقطع نفسه بقى كله دم، أنا سبتله شقتى عشان يعيش فيها هو ومراته ورحت أجرت شقة لنفسى، عشان هو عنده أيده اليمين فيها شلل بسيط مش هيقدر يستغل كتير، معرفش ده حصل إزاى لو شوفته رماها والله كنت قولت ابنى مش هينفعنى قدام ربنا".
ويقول أحمد عادل 27 سنة "حلاق"، أحد جيران الأسرة، " عبير ست والله الناس كلها بتحترمها، جوزها دخل السجن 6 سنين، عمرها ما سلمت على حد إلا ووشها فى الأرض، كانوا بيحبوا بعض حب جنونى، بس هو ميستحقهاش، كان عايز واحدة متسولة وقوية عشان تقدر عليه، لكن مراته طيبة كان بيضرب فيها كل يوم من غير سبب، ويوم الحادثة كان شارب ومتحول مش هو عبد النبى اللى نعرفه".
ومن جانبها، قالت "أم محمد"، أحد جيران الأسرة، "ده لازم يتعدم، هو السبب هو اللى قتلها بتعذيبه وضربه ليها، اعدموه ومترجعهوش تانى ده مش إنسان، كانت بتحبه حب جنونى وهو بيعذبها كل يوم"، مؤكدة" كانت غضبانة وأنا اللى رحت جبتها، جبتها عشان تموت بأيده، دَنا لسه مقبضاه 10000 جنيه فى جمعية عشان ظروفه، راح يشرب بيها ويسيب بيته ومراته، حسبى الله ونعم الوكيل".
وأمرت نيابة السلام برئاسة المستشار أحمد الشاذلى، بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، كما أمرت النيابة عرض الزوج على الطب الشرعى لبيان تعاطيه مواد مخدرة من عدمه، بعد ورود تحريات المباحث بتعمد الزوج ضرب زوجته وابنته، وهو ما أدى بانتحار الأولى وإصابة الثانية.
كانت النيابة قد أمرت بتشريح جثة سيدة انتحرت من أعلى عقار بمدينة النهضة بالسلام، لبيان سبب الوفاة، مما أمرت النيابة، مفصل عن الإصابات بنجلة السيدة المنتحرة والتى سقطت معها.
تعود الواقعة بتلقي الرائد حسن البكرى رئيس مباحث قسم شرطة السلام ثاني ، بلاغا يفيد بسقوط سيدة ونجلتها من أعلى عقار سكنى وعلى الفور انتقلت قوة أمنية إلى مكان الواقعة، وعثرت على جثة سيدة وبجوارها ابنتها البالغة من العمر 14 عاما، مصابة وتم نقلهم للمستشفى وبعمل التحريات تحت إشراف اللواء أشرف الجندي مدير المباحث، دلت أن السيدة وابنتها ألقتا نفسيهما من أعلى العقار بسبب سوء معاملة زوج الأولى ووالد الثانية.
الطفلة الضحية
الطفلة
ملابس الضحية
عدد الردود 0
بواسطة:
فكرى
يجب اعدام تجار المخدرات
عمر الرجولة ما كانت بالقسوة . الرجولة حنان وحب وكرم وتضحية ورقة . حتى لو كان فقيرا .