مباراة دولية هامة وفاصلة لعبتها الدولة المصرية على مدار الأيام القليلة الماضية انتهت بفوز مُستحق للوطن على حساب أعدائه، فريق متكامل ساهم فى هذا الفوز العريض الذى كشف الكثير من الحقائق أمام المجتمع الدولى والمنظومة الأممية ووضعهما أمام مسئولياتهما الحقيقية فى محاربة الإرهاب ومحاسبة الدول الداعمة والراعية له.
أُقيمت هذه المباراة الهامة على مرحلتين، الأولى كانت بمشاركة عدد من المنظمات الحقوقية المصرية الوطنية فى الدورة 39 لمجلس حقوق الإنسان الدولى التابع للأمم المتحدة ومقره مدينة جنيف السويسرية، والثانية كانت فى قلب الأمم المتحدة ضمن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى أعمال الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية.
وعلى الرغم من أن هذه ليست هى المرة الأولى التى تُشارك فيها الدولة المصرية فى هذه الفعاليات الدولية الهامة إلا أن المُشاركة تلك المرة كانت ذات طابع مختلف، قد يعتقد البعض أنه كان هناك تنسيقا بين خطى الهجوم والدفاع فى هذه المباراة التى أُديرت بحرفية عالية، وقد يكون هذا الاعتقاد خاطئا أيضا إلا أن النتيجة كانت مُرضية وذات صدى واسع.
لعب الوفد المصرى المُشارك فى أعمال الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية ومُشاركة عدد من الوزراء والمسئولين بالدولة دور خط الهجوم فى هذه المباراة السياسية.
وحملت كلمات الرئيس السيسى العديد من الرسائل الصريحة التى تضع المجتمع الدولى والمنظومة الأممية أمام مسئولياتهما الحقيقية فى مكافحة الإرهاب والتصدى له ومحاسبة الدول والأنظمة والمؤسسات الداعمة له والتى توفر له التمويل والغطاء السياسى والإعلامى.
فقد سلط الرئيس المصرى خلال كلمته بالأمم المتحدة الضوء على الخلل البيِن الذى يعترى لأداء المنظومة الدولية وأكد أهمية الاعتراف به، ولفت إلى أن هذا الخلل يُلقى الكثير من الظلال على مصداقية المنظومة لدى كثير من الشعوب، خاصة فى المنطقتين العربية والأفريقية اللتين تعيش مصر فى قلبيهما.
كما تطرق الرئيس فى كلمته إلى مصداقية الأمم المتحدة وما تمثله من قيم فى وقت تواجه فيه دول مخاطر التفكك وانهيار الدولة الوطنية لصالح موجة إرهابية وصراعات طائفية ومذهبية تستنزف مقدرات الشعوب العربية.
وفى قمة مجلس الأمن حول إصلاح عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، حذر الرئيس السيسى من أن يكون دور الأمم المتحدة بديلاً لدور الحكومات أو مؤسسات الدول المستضيفة، كما أكد أنه لا يجب السعى لفرض وصاية عليها، وأكد أهمية عدم فرض أنماط أو قوالب أو نظم سياسية معينة على الدول التي تشهد نزاعات وإيلاء الاهتمام اللازم بمراعاة خصوصياتها السياسية والثقافية والاجتماعية بما يضمن إنجاح جهود حفظ السلم والأمن وبناء السلام.
أما خط الدفاع فكان يقف بالمرصاد لكل من يحاول تشويه صورة الدولة المصرية، وتمثل فى وفود منظمات حقوق الإنسان المصرية التى شاركت فى أعمال الدورة 39 لمجلس حقوق الإنسان الدولى التابع للأمم المتحدة ومقرع المدينة السويسرية جنيف، فبالتوازى مع الجهود المبذولة من جانب مؤسسة الرئاسة فى نيويورك كانت منظمات حقوق الإنسان المصرية فى جنيف تلعب دور حائط الصد فى مواجهة حملات التشويه التى تشنها بعض الدول والتنظيمات والجماعات المعادية للدولة المصرية.
فقد حرصت الوفود المصرية هناك على توضيح العديد من الأمور الهامة المتعلقة بأوضاع حقوق الإنسان فى مصر، والتى تعمل مؤسسات ومنظمات دولية على نقل معلومات مغلوطة بشأنها للمجتمع الدولى ومؤسساته، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر الإدعاء بوجود حالات اختفاء قسرى فى مصر.
وفندت الوفود الحقوقية المصرية إدعاءات المنظمات الدولية المشبوهة بشأن الاختفاء القسرى فى مصر، وكشفت للمقرر الخاص المعنى بالاختفاء القسرى بالأدلة والبراهين التى لا تقبل التأويل أو التشكيك حقيقة انضمام العديد من الحالات التى تدعى جماعة الإخوان ومناصريها اختفاءها قسريا إلى تنظيمات إرهابية مثل داعش وأنصار بيت المقدس وغيرها، وتورط البعض الآخر فى قضايا إرهابية وتتم محاكمتهم الآن.
كما نظم خط الدفاع فى جنيف هجمة مرتدة على تنظيم الحمدين بقطر، فقد ولت المنظمات المصرية خلال أعمال الدورة 39 لمجلس حقوق الإنسان اهتماما خاصا بقضية قبيلة "الغفران" القطرية، وأتاحت الفرصة لممثلى القبيلة بعرض مأساتهم مع النظام القطرى الذى انتهك كل حقوقهم الإنسانية ومنها الحق فى التعليم والحق فى السكن، بعد تجريدهم من جنسيتهم وطردهم من قطر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة