فى مشاركاته الخمس بأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، لم تخل الكلمة الافتتاحية للسيسى من دعوة العالم إلى دعم الحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق القرارات الأممية ذات الصلة، ففى كلمته أمام الأمم المتحدة العام الماضى، أكد السيسى أننا يمكن أن نتحدث عن تسوية المنازعات كمبدأ مؤسس للأمم المتحدة، ومؤشر على مصداقيتها، دون أن نشير إلى القضية الفلسطينية التى تقف دليلا على عجز النظام الدولى عن إيجاد الحل العادل المستند إلى الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
ورد السيسى على الدعوات المشبوهة بإقامة دولة بديلة للفلسطينيين على أراضٍ غير فلسطينية فى الأردن أو سيناء بقوله إن مرجعيات الحل العادل ومحددات التسوية النهائية معروفة، ولا مجال لإضاعة الوقت فى سجال بشأنها، فالمطلوب هو توفر الإرادة السياسية لاستئناف المفاوضات وإنجاز التسوية وفقا لهذه المرجعيات.
وفى كلمته أيضا أمام الأمم المتحدة عام 2016 أكد السيسى أن الصراع العربى الإسرائيلى هو جوهر عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط، وهو ما يتطلب تكاتف جهود دول المنطقة والمجتمع الدولى للتوصل لحل نهائى وشامل للصراع والتركيز على إنهاء الاحتلال واستعادة الشعب الفلسطينى لحقوقه من خلال اتفاق سلام، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، بما يضمن للفلسطينيين حقهم فى دولتهم، ويحقق لإسرائيل أمنها وسط علاقات طبيعية فى محيطها الإقليمى، كما توجه بندائه الشهير إلى الشعب الإسرائيلى والقيادة الإسرائيلية حول أهمية إيجاد حل لهذه القضية، قائلا: «لدينا فرصة حقيقية لكتابة صفحة مضيئة فى تاريخ المنطقة للتحرك فى اتجاه السلام، «مشيرا إلى نجاح التجربة المصرية بين مصر وإسرائيل وإلى إمكانية تكرارها مرة أخرى لحل القضية الفلسطينية، وإنشاء دولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيلية، تحقق الأمن والأمان للفلسطينيين وتحقق الأمن والأمان للإسرائيليين».
وفى هذا العام الحالى، عقد السيسى مجموعة لقاءات مكثفة مع الأطراف المعنية بالقضية الفلسطينية بدأها بالرئيس الأمريكى ترامب، الذى أعلن عن وجود مبادرة سلام للحل الشامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما التقى محمود عباس وبنيامين نتانياهو فى لقاءين منفصلين، وكذلك التقى كبار الساسة والشخصيات السياسية المؤثرة فى المجتمع الأمريكى، لتقديم نموذج عربى واقعى لإمكانية حل الصراع العربى الإسرائيلى وإنهاء التوتر والحروب فى الشرق الأوسط.
فى لقاء السيسى وترامب، دعا الرئيس بوضوح إلى اعتماد الحل الشامل والعادل لإقامة الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية جنبا إلى جنب، وضمان فرص الحياة للدولة الفلسطينية الوليدة وإمكانية النمو والازدهار فى محيطها العربى.
وخلال لقائه أبومازن، شدد السيسى على ضرورة الانتهاء من ملف المصالحة الفلسطينية وعدم السماح باستمرار اتجاهين فلسطينيين منقسمين ومتشاحنين، لأن أى اتفاق سلام لا يمكن أن يتم فى ظل الاستضعاف الفلسطينى والانقسام المهين لتاريخ المقاومة الفلسطينية، وهو ما يصب فى غير المصلحة الفلسطينية والعربية العليا ويضعف موقف المفاوض الفلسطينى وداعميه.
وفى اللقاء مع الشخصيات الأمريكية المؤثرة أزال السيسى الأوهام حول الحلول الشائهة وغير الواقعية للصراع العربى الإسرائيلى، وكذا ما يروج فى وسائل الإعلام من أفكار خيالية وبعيدة عن العدالة والحقوق الثابتة للفلسطينيين، كما أعلن دعم مصر لجميع الجهود والمبادرات الدولية الرامية للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة لهذه القضية، وفقاً للمرجعيات الدولية المتعارف عليها، مؤكدا أن الوصول إلى حل عادل وشامل لهذه القضية من شأنه أن يوفر واقعاً جديداً بالمنطقة ويساهم فى تحقيق الاستقرار والتنمية.
وفى لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، أكد أيضا على مفهوم الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، وأنه لا حل للصراع بدون إقامة الدولة الفلسطينية، وفقاً لحل الدولتين والمرجعيات الدولية ذات الصلة، مشيراً إلى ما ستسهم به التسوية النهائية والعادلة للقضية الفلسطينية فى توفير واقع جديد بالشرق الأوسط تنعم فيه جميع شعوب المنطقة بالاستقرار والأمن والتنمية.
وللحديث بقية