تعتبر معركة عين جالوت، واحدة من أبرز المعارك الفاصلة فى التاريخ الإسلامى؛ إذ استطاع جيش المماليك بقيادة سيف الدين قطز إلحاق أول هزيمة قاسية بجيش المغول بقيادة كتبجا، وذلك بعد انتكاسات مريرة لدول ومدن العالم الإسلامى، ونستعرض خلال السطور القادمة عدد من المعلومات عن المعركة فى ذكرها وقعها الـ758.
س/ ما هى أسباب وقوع معركة عين جالوت؟
ج: كان الخطر المغولى يهدد البلاد العربية والإسلامية واستطاع السيطرة على الكثير منها بعدما سقطت الدولة الخورازمية، ثم تبعها سقوط بغداد بعد حصار دام أياماً فاستبيحت المدينة وقتل الخليفة المستعصم بالله فسقطت معه الخلافة العباسية، ثم تبع ذلك سقوط جميع مدن الشام وفلسطين وخضعت لهولاكو، وكان الهدف القادم لهم هى مصر، فاستعدت مصر بقيادة القائد المملوكى قطز من أجل الدفاع عن البلاد.
س/ كيف استعد قطز لمعركة عين جلوت؟
ج: كانت الصراعات السياسية الداخلية تحوم فى البلاد، وانتهت باعتلاء قطز عرش مصر، وعلى الفور قام بترتيب البيت الداخلى لمصر وقمع ثورات الطامعين بالحكم، ثم أصدر عفواً عاماً عن المماليك الهاربين من مصر بعد مقتل فارس الدين أقطاى بمن فيهم بيبرس، ثم طلب من العز بن عبد السلام إصدار فتوى تُشرع له جمع الضرائب على سكان مصر بعد أن واجهته أزمة اقتصادية عجز من خلالها عن تجهيز الجيش، وكان له ما أراد وأصدر العز بن عبد السلام فتوى تجيز جمع الضرائب بشروطٍ خاصة ومحددة، ما أن انتهى قطز من تجهيز الجيش حتى سار به من منطقة الصالحية شرق مصر حتى وصل إلى سهل عين جالوت.
س/ لماذا سميت معركة عين جلوت بهذا الاسم؟
ج: سميت بهذا الاسم نسبة إلى سهل عين جالوت الذى يقع تقريباً بين مدينة بيسان شمالاً ومدينة نابلس جنوباً فى فلسطين.
س/ ما هو عدد جيوش المسلمين والتتار فى المعركة؟
ج: بلغ عدد جنود السلطان قطز وقائده الظاهر بيبرس حوالى 20 ألفا، وبلغ عدد جند التتار حوالى 20 ألفا بقيادة كتيجا الذى خلف هولاكو بعد عودته إلى قراقورم.
س/ كيف وقعت المعركة؟
ج: انتظرت جيوش المسلمين الجيش المغولى فى سهل عين جلوت، وبعد صلاة فجر يوم الجمعة 25 رمضان 658 هـ / 3 سبتمبر 1260، رتب الجيش صفوفه واستعدوا، وما أن أشرقت الشمس حتى أتى جيش التتار لسهل عين جالوت من الشمال، ولم يكن فى السهل أحد من المسلمين، فقد كانوا يختبئون خلف التلال، وكانت مقدمة الجيش بقيادة بيبرس لا تخفى نفسها، وكان الهدف من هذه الخطة حتى يعتقد جواسيس التتار أن هذه المقدمة هى كل الجيش، وبدأت مقدمة الجيش فى النزول من أحد التلال لسهل عين جالوت، وكان هذا النزول نزولا على عدة مراحل، كانت أول كتيبة نزلت لمواجهة التتار تلبس ملابس ذات لون أحمر وأبيض بقيادة القائد سنقر الرومى وهكذا استطاع قطز أن يقود المعركة عن بعد، ووقف ركن الدين بيبرس بقواته على المدخل الشمالى لسهل عين جالوت.
س/ ما هى النتائج المترتبة على المعركة؟
ج: استطاع المماليك وقف تمدد المغول العسكرى فى الشام وفلسطين والأناضول، ولم يتمكن المغول من غزو بلاد الشام لفترة من الزمن، وكان من أهم نتائج معركة عين جالوت أن هولاكو الذى استقر فى تبريز لم يفكر فى إعادة احتلال الشام مرةً أخرى، وكان أقصى ما فعله رداً على عين جالوت هو إرسال حملة انتقامية أغارت على حلب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة