توجه محمود للكنيسة الأرثوذكسية المصرية بعقدها المؤتمر الأول للشباب القبطى من مختلف دول العالم تحت إشراف قداسة البابا تواضروس، وبهدف ربط الشباب القبطى فى العالم بوطنه الأم مصر، وكذا توضيح كثير من الصور والمفاهيم المغلوطة بشأن ما يحدث فى البلاد من مشروعات تنموية ونهضوية، تستهدف بالمقام الأول إعادة بناء الشخصية المصرية فى مواجهة التحديات، من الإرهاب إلى الفقر وضعف الرعاية الصحية وإعادة الاعتبار للتعليم.
العودة للجذور أحد الشعارات الخاصة بالمؤتمر، وهو شعار هدفه ربط الشباب القبطى من الجيلين الثانى والثالث الذى نشأ بالخارج ولم ير مصر ولم يسمع بها إلا فى نشرات الأخبار، بأهم المعالم الجغرافية والسياحية والدينية فى بلد آبائه وأجداده، حيث يتضمن برنامج المؤتمر زيارات للعديد من مدن الجمهورية التى تحوى مزارات مسيحية دينية مثل القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية والدقهلية وأسيوط والبحيرة، كما يساعد على فتح قنوات تواصل مباشرة مع الشباب المصريين فى الخارج تتيح الفرصة لتعريفهم بتطورات الأوضاع فى وطنهم، وما يتم بذله من جهود على مختلف الأصعدة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
لذلك لم يكن مفاجئا أن يستقبل الرئيس السيسى البابا تواضروس ووفدا من هؤلاء الشباب المشاركين بالمؤتمر، تأكيدا على اهتمام الدولة المصرية بالشباب المصرى فى الداخل والخارج والعمل على تمكينه وإطلاق طاقاته فى خدمة بلاده، كما أجرى الرئيس كعادته حوارا مفتوحا تلقائيا وصريحا مع شباب المؤتمر استمع خلاله إلى استفساراتهم بشأن الأوضاع فى مصر من مختلف جوانبها خاصة التنموية والاقتصادية والأمنية، كما أكد الرئيس خلال الحوار أن الدولة المصرية لا تنظر لأبنائها وفقاً لأى منظور سوى المنظور الوطنى الذى يعلى قيم المواطنة وعدم التمييز والتسامح والشراكة الكاملة فى الوطن.
الجميل فى هذا اللقاء الذى جمع الرئيس بالشباب القبطى فى الخارج، هو استعراض كل الأوضاع المصرية بصراحة وبوضوح، أين كنا وما الذى كان مرسوما لنا من بعض القوى الكبرى وفق المشروعات الاستعمارية الجديدة، وإلى أين وصلنا على كل الأصعدة، وما الذى نطمح إليه؟ الإجابة عن هذه الأسئلة بسهولة واختصار قدم رؤية واضحة لكل الإنجازات التى حققها المصريون خلال السنوات الأربع الماضية، وفى مقدمتها طبعا القضاء على المشروع الخبيث للفتنة الطائفية، ووقف المناخ الطارد لبعض المصريين بسبب اعتقاداتهم، وعودة النسيج المصرى الذى يحتفى بعناصره أيا كان دينهم وتوجههم.
كما تضمن اللقاء شرحا لما تتصدى له الدولة المصرية من حركة تنموية شاملة تبدأ وتنتهى بالإنسان، فالهدف هو بناء الإنسان المصرى الجديد الذى يستطيع مواكبة العصر والمشاركة فى الحضارة الإنسانية، وفى هذا السياق تأتى مشروعات عملاقة مثل إصلاح التعليم أو التأمين الصحى الشامل أو النهضة العمرانية وإطلاق المدن المليونية الجديدة لمواجهة حالة العشوائيات التى سيطرت على البلاد خلال عشرين عاما، ورعاية الفئات الأكثر احتياجا من خلال حزمة برامج إعاشية منها تكافل وكرامة وزيادة الحصص التموينية، وكذا إطلاق مشروعات كبرى مثل قناة السويس الجديدة أو ربط سيناء بالوادى والدلتا ربطا عضويا، وتوجيه مئات المليارات لتنميتها وكذا مواجهة الإرهاب والقضاء عليه وتوفير مئات الآلاف من فرص العمل.
ولذلك كان طبيعيا أن يعبر الشباب القبطى عن اندهاشه من الصورة المنقولة عن مصر فى وسائل الإعلام الخارجية، وكيف أن الصورة التى رأوها على أرض الواقع تعكس وجود مشروع وطنى وتوجها شاملا نحو الإنسان المصرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة