سلطت صحيفة "الإندنبدنت" البريطانية الضوء على سعى ستيف بانون، كبير استراتيجى البيت الأبيض السابق لنشر الشعبوية المبنية على النهج السياسى للرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، فى أوروبا، وقالت إنه بعد مرور أكثر من عام على إجباره على مغادرة منصبه فى البيت الأبيض، يعكف حاليا رئيس موقع "بريتبارت" اليمينى للترويج لمفهومه للقومية فى أماكن متفرقة من العالم.
ويزعم بانون أن القوى القومية والشعبوية، المستوحاة جزئيا من ترامب على وشك المطالبة بالسلطة السياسية فى عواصم تمتد من باكستان إلى اليابان إلى أستراليا والبرازيل وكولومبيا، مؤكدا أنه على تواصل بجميع هذه القوى.
وأوضح أنه سيذهب إلى أستراليا لمدة خمسة أيام فى نوفمبر المقبل، ثم سنغافورة بحلول عيد الشكر، لافتا إلى أن هناك ردود أفعال إيجابية فى إسرائيل.
ويقول بانون واصفا مؤسسته "الحركة": "نحن منفتحون للأعمال"، "نحن منظمة غير حكومية قومية وشعبية، نحن عالميون".
وأشارت "الإندبندنت" إلى أن بانون بدأ الترويج لمبادئه أولا فى أوروبا، حيث زار العاصمة الإيطالية قبل أيام ثم توجه إلى التشيك والمجر.
واعتبرت "الإندنبدنت" أن تحركات بانون المكوكية هدفها إعادة اكتشاف بانون، بعد أشهر من مغادرة البيت الأبيض فى عام 2017، وخسارته لوظيفته فى موقع "بريتبارت" وفقد الدعم المالى المربح من أسرة الملياردير ميرسر فى أعقاب نشر كتاب "نار وغضب"، الذى رسم صورة قاتمة للرئيس ترامب، وكان بانون المصدر الرئيسى فيه.
وأوضحت الصحيفة أن قلب جهود بانون العالمية هى مؤسسة "الحركة"، التى شكلها السياسى اليمينى البلغارى ميشائيل مودريكامين العام الماضى ثم انضم إليه بانون رسميا هذا الصيف.
وقال بانون، الذى كسب الملايين كمصرفى فى بنك جولدمان ساكس، إن بعض تمويل المجموعة يأتى من جيبه الخاص، لكن معظم التمويل سيكون من المانحين الأوروبيين الذين يرفض الكشف عن هويتهم.
وفى سلسلة من المقابلات مع صحيفة واشنطن بوست، قال بانون إنه يحاول تحويل "الحركة" إلى "نسيج متصل" يمكن من خلاله تقديم المعرفة الأمريكية فيما يتعلق بالأحزاب السياسية القومية والشعبية عبر أوروبا لتمكينهم من الاستجابة الفورية للهجمات السياسية.
ومع ذلك، كانت النتائج مختلطة حتى الآن، بحسب "الإندبندنت"، فعبر البعض فى اليمين المتطرف فى أوروبا عن عدم الاكتراث أو عدم الاهتمام ببانون وقضيته، فى الوقت الذى يرفضه العديد من الأوروبيين الداعمين للمؤسسات بوصفه مبتذلا، ويبالغ فى تقدير قوة اليمين الأوروبى. كما يرى البعض الآخر أنه يبالغ فى قدرته على ترجمة تجربته مع ترامب ونقلها إلى المسرح العالمى، وخاصة فى أوروبا، حيث عرقل ترامب التحالفات القائمة منذ فترة طويلة ولا يحظى بشعبية كبيرة.
وقال منتقدو بانون الأوروبيون أيضا، إنه يخطئ فى تقدير شهية أوروبا للحصول على نصيحة أمريكية بتقديم مجموعة متنوعة من الأحزاب التى لديها خلافات تاريخية وسياسية عميقة. وأثار وصوله إلى أوروبا يوم الجمعة رد فعل فورى.
وأوضح أنطونيو تاجاني، رئيس البرلمان الأوروبى، فى مؤتمر سياسى إيطالى "عزيزى بانون، اذهب إلى منزلك. إذا كنت تريد أن تكون سائحا، كن سائحا. من الأفضل لك أن تصمت".
وفى نفس المناسبة، وصف أنطونيو لوبيز استوريز، وهو زعيم آخر فى البرلمان الأوروبى، بانون بأنه "متطرف خطير" و "منظّر فاسد" يحاول تدمير الاتحاد الأوروبى بـ "القومية الرخيصة". كما أثار بانون أيضا رد فعل في الصحافة الإيطالية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة