فى أكتوبر عام 2015 تداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى صورا لتمثال مشوه للملكة الفرعونية نفرتيتى وضع بمدخل مدينة سمالوط بمحافظة المنيا، فى إطار عملية تجديد الميدان الرئيسى للمدينة، مما أثار غضب جمهور السوشيال ميديا حينها.
وما أن انتشر الموضوع حتى قرر محافظ المنيا آنذاك، بإزالة التمثال على الفور، وحتى يتم تصميم آخر جديد، وهو ما حدث بعدها بأشهر بسيطة، وخرج التمثال إلى النور، فى يناير عام 2016، وخلال الفترة الأخيرة تم تداول صور التمثال الجديد من جديد، وأشاد متابعو موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بالعمل الفنى الذى أعاد الهيبة وقيمة الملكة الفرعونية.
بدورنا تواصلنا مع الدكتور جمال صدقى، أستاذ النحت، بكلية الفنون الجميلة، جامعة المنيا، ومصمم التمثال، حيث عبر عن سعادته باستمرار الإشادة بالتمثال حتى الآن رغم أنه اقترب من 3 سنوات على تصميمه، مشيرا إلى أن الجمهور مراية الفن، والمتذوق الفنى شريك فى العمل الفنى، ومتعة الفنان لا تكتمل إلا إذا ابهر عمله الجمهور، ويجنى ثماره من نظرات الإعجاب لديهم مثله مثل الموسيقار فى حفل موسيقى، وإن لم يعجب الجمهور بالعمل فرسالته لم تصل.
وأضاف "صدقى" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن المكان الذى وضع فيه التمثال ما زال محافظ على رونقه وجماله، لافتا إلى أن شعور الجمهور بقيمة العمل، جعله يحافظ على المكان، مشددا على إنه عند تركيب التمثال فى مكانه بمدخل مدينة سمالوط، لم يكن يتوقع أن يستمر الزرع والأسوار المحيطة بالتمثال على حالته لشهرين فقط، لكنه فوجئ أنها إلى الآن على حالتها.
واسترجع الدكتور جمال صدقى ذكرياته مع عمل التمثال، مشيرا إلى أن بمجرد أن زالت المحافظة التمثال المشوه، أمر المحافظ الأسبق صلاح زيادة، بتشكيل لجنة لدراسة عمل تمثال جديد، فى الوقت الذى كان قدم الدكتور جمال صدقى نفسه، مقترحا للجامعة بعمل تصميم التمثال الجديد، خاصة أن التمثال المشوه عمله "مبيض محارة" ولا يليق أن يتم تصميم تمثال وكلية الفنون الجميلة موجودة بالمحافظة، خاصة أن المانيا استغلت الأمر، وأرسلت ورقة اعتراض فحواها "أن ألمانيا تضع نفرتيتى فى مكانة كبرى وفى مصر موطنها الأصلى يتم تشويهها بهذا الشكل".
وبالفعل أسندت المحافظة عمل التمثال للمركز الإنتاجى بالمحافظة، وأشرف الدكتور جمال صدقى على العمل الذى استمر شهرين، وبتكلفة تشمل خامات الزرع والسوار والرخام الذى سيوضع فيه التمثال، وصلت لـ135 ألف جنيه.
وأتم الدكتور جمال صدقى موضحا بأن رغم جودة العمل وبشهادة الكثير، إلا أن التمثال المشوه أخذ شهرة وحجما أكبر إعلاميا، على العكس التمثال الجديد، والذى لم ينول حظه من تناول الإعلام، مشيرا إلى أن اهتمام الجمهور يكفيه وهو الرسالة الذى يهدف الفن إلى تقديمها دائما، ويحاول دائما استثمار الجمال فى المجتمع من أجل إظهاره وتوصيله للجمهور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة