أيام قليلة، ويحمل أبناؤنا كتبهم الثقيلة ويتوجهون قاصدين علما وفهما ومعرفة فى المدارس، فهل استعدت وزارة التربية والتعليم بمبانيها ومدرسيها لهذا اليوم، وهل استعد الأهل أيضا لمساعدة هذه الأرواح الصغيرة الساعية للبحث عن مكان؟
هل فكر وزير التربية والتعليم، مرة، أن يسأل تلاميذ مصر وطلابها عن الكتب التى يحبون قراءتها فى المناهج، وعن الكتاب والشعراء الذين يحبون أن يطلعوا على نصوصهم، أو الكتب والمجلات والإصدارات التى يتمنون وجودها فى مكتبات المدارس؟
هل قدمت مديرية تعليمية ما، طلبا إلى وزير التربية والتعليم، بعدما قامت باستفتاء تلاميذها، تطلب منه أن يوفر كتبا معينة فى المكتبات أو تشعره بنقص ما فى كتابات أحد كبار أو صغار المبدعين؟
هل سألت مدرسة ما تلاميذها وطلابها عما يعرفونه عن نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وطه حسين والعقاد وسلامة موسى والمازنى والمنفلوطى وقاسم أمين وعلى عبد الرازق وعلى أحمد باكثير ويوسف إدريس ويوسف السباعى وصلاح عبد الصبور وأمل دنقل؟
هل يعرف تلاميذ مصر وطلابها شيئا عن كتاب مصر فى أجيال السبعينيات والألفية الجديدة، وهل سمعوا عن الروايات الرائجة وقصيدة النثر والكتاب الإلكترونى؟
هل تصالح مدرسو مصر مع فكرة القراءة بعيدا عن المنهج، وتخلصوا من كراهيتهم للروايات ودواوين الشعر والكتب الفلسفية ونفضوا عن أنفسهم فكرة أنها مضيعة للوقت؟
هل أدرك الآباء والأمهات أن الكتاب الخارجى «غير المقرر» لن يفسد أخلاق أبنائهم ولن يضيع مستقبلهم بل إنه، على العكس تماما، سوف يفتح آفاقهم الفكرية على اتساعها، ويتيح لهم إدراك أن هناك عوالم أخرى خارج أنفسهم وجبت عليهم معرفتها.
هل لا تزال المدارس تحافظ على حصص المكتبة، وهل تقضيها «الأبلة» فى تثقيف الأطفال أم أنها تتركهم يدسون وجوههم فى أى شىء بينما تكمل هى ما كانت تفعله قبل اقتحام هؤلاء «الشياطين» خلوتها، أم ستتنازل عن الحصة لصالح مادة الدراسات.
هل لا يزال هناك ملعب فى المدارس، وهل لا تزال هناك حصة ألعاب، وماذا عن حصص الموسيقى؟ هل هناك مدرسون للموسيقى ؟ هل هناك آلات، هل لا يزال التلاميذ يقولون النشيد الوطنى مصحوبا بالموسيقى؟ هل لا يزال التلاميذ أصلا يقولون النشيد الوطنى؟
هل يمكن أن يقام مهرجان ثقافى كبير فى المدارس يكون تنافسيا بين الطلبة ويكون هدفه معرفيا، يقام مرة فى كل محافظة ويحضره وزير التربية والتعليم، وتقدم فيه جوائز رمزية؟