بينما يستعد الأمريكيون للتصويت فى انتخابات التجديد النصفى بعد شهرين، والتى ستشهد منافسة على كافة مقاعد مجلس النواب وثلث مقاعد مجلس الشيوخ إلى جانب أكثر من 30 من مناصب حكام الولايات، فإن الشغف الأكبر يظل متعلقا بما سيحدث بعد عامين من الآن، بانتخابات الرئاسة والسباق نحو البيت الأبيض.
وهناك عدة وجوه ديمقراطية تبرز استعدادا لهذه المعركة التى ستكون بكل تأكيد حامية، سعيا للإطاحة بالرئيس دونالد ترامب من البيت الأبيض، هذا لو صمد بالأساس فى فترة رئاسته الأولى واستطاع الترشح لفترة أخرى.
وأحدث هذه الوجوه هو وزير الخارجية الأمريكى الأسبق جون كيرى الذى رفض أن يغلق الباب أمام السعى مجددا للترشح للرئاسة، بعد حوالى عقد ونصف على خسارته بفارق ضئيل أمام الرئيس جورج دبليو بوش عام 2004، بحسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست".
وفى مقابلة فى قناة CBS News الأمريكية، رفض كيرى الذى مثل ولاية ماسوشستس فى مجلس الشيوخ على مدار 28 عاما وكان وزيرا للخارجية فى الفترة الثانية لحكم باراك أوباما، أن يقول "لا" عندما سئل عما إذا كان من الممكن أن سترشح لسباق البيت الأبيض فى 2020.
وقال كيرى "لا أفكر حقا بالأمر.. الحديث عن 2020 الآن هو إلهاء تام وإهدار للوقت.. فما نحن بحاجة للتركيز عليه الآن هو 2018"، فى إشارة إلى انتخابات التجديد النصفى المقررة فى نوفمبر المقبل.
وبدلا من التكهن باحتمالات الترشح، قال كيرى إنه يخطط لدعم الحملة الانتخابية لديمقراطيين آخرين قبل الانتخابات النصفية، موضحا: " أعتقد أن العمل الأكثر أهمية الذى نستطيع القيام به الآن هو محاولة انتخاب أشخاص على أساس وطنى واستعادة القيادة التى تحتاجها البلاد".
وقد ظهر كيرى على شاشة القناة التلفزيونية لمناقشة مذكراته الجديدة التى تحمل عنوان Every Day is Extra.
وكان كيرى قد خسر أمام بوش فى عام 2004، وحصل على 252 من أصوات المجمع الانتخابى مقابل 286 لمنافسه الجمهورى. وكان هامش التصويت الشعبى بينهما ضئيل أيضا حوالى ثلاثة ملايين صوت أى حوالى 3%.
وبعد خسارته، عاد كيرى إلى مجلس الشيوخ مرة أخرى، وفكر للترشح للرئاسة فى عام 2008،، وعندما أعلن قراره فى هذا الوقت اعترف أنه كان قريبا لدرجة تسمح له بالمحاولة مرى أخرى. لكنه رأى فى النهاية أن مجلس الشيوخ هو المكان الذى سيكون فيه أكثر فعالية فى معارضة السياسة الخارجية لإدارة بوش لاسيما فيما يتعلق بحرب العراق.
مواجهة الديمقراطيين والمعركة الشرسة
ولو قرر كيرى الترشح هذه المرة، فإنه سيواجه منافسة قوية داخل الحزب الديمقراطيين فى سبيل تحقيق هدفه. حيث تتردد عدة أسماء قوية للمشاركة فى السباق التمهيدى لاختيار مرشح الحزب فى الانتخابات الرئاسية، من بينها نائب الرئيس السابق جو بايدن، والسيناتور إليزابيث وارين والسناتور كامالا هاريس.
لكن حظوظ "كيرى" قد لا تكون كبيرة هذه المرة، فاتجاهات الناخبين فى السباق التمهيدى للحزب الجمهورى تدعم النساء والأقليات على حساب الرجال البيض بشكل غير مسبوق.
الجمهوريون مشغولون فى معركة الكونجرس
وعلى الجانب الآخر، يبدو تركيز الجمهوريين منصبا فى الوقت الراهن على معركة الكونجرس فى نوفمبر المقبل، حيث يأملون الحفاظ على سيطرتهم على مجلسيه، ومنع وصول الديمقراطيين إلى الأغلبية التى ستمثل تهديدا بالغا لترامب.
لكن الرئيس الأمريكى أكد أكثر من مرة أنه يعتزم، وبرغم كل المشكلات القانونية والأزمات السياسية التى يواجهها، أن يترشح لفترة رئاسية أخرى. ولو نجح الجمهوريون فى الحفاظ على أغلبيتهم، سيكون ترامب أقرب للسعى لمواصلة هدفه، ما لم تعرقله نتائج تحقيقات روبرت مولر فى قضية التدخل الروسى وعرقلة سير العدالة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة